الجمعة 16 تموز (يوليو) 2010

نتنياهو رجل السلام وعباس حمامته

الجمعة 16 تموز (يوليو) 2010 par جمال الشواهين

وصف الرئيس الأميركي باراك أوباما رئيس وزراء العدو «الإسرائيلي» بأنه رجل سلام، وهذا الوصف الذي يخجل منه نتنياهو نفسه، مدعاة للوقوف على حقيقة السياسات الأميركية في الشرق الأوسط برمته، وليس ما يخص القضية الفلسطينية فقط، وفي المتابعة لوصف أوباما، قال أحد المحللين السياسيين، إن والد نتنياهو نفسه لا يمكنه اتهام ولده بأنه رجل سلام، أو حتى زوجته، فالأمر فيه إهانة لتاريخ إجرامي متواصل، لم يعرج خلاله نتنياهو إلى مجرد لحظة توقف عن القتل والتدمير والإرهاب، فكيف يكون رجل سلام بالنسبة للرئيس الأميركي.

وإذا كان نتنياهو رجل سلام حقاً بالنسبة للإدارة الأميركية، فهل يعني ذلك أنها تؤمن بالإجرام طريقاً للسلام، أم أنها تؤيد تأمين السلام لليهود فقط؟، وهذا ما يجهد من أجله نتنياهو وهو يعمق من عمليات القتل والتدمير والاستيطان والتهويد في القدس، التي بات المسجد الأقصى فيها مهدداً على مدار اللحظة بالاقتحام من قبل قطعان اليهود المستوطنين، الذين يتجمعون يومياً عند حائط البراق، استعداداً لذلك، وينتظرون اللحظة المناسبة للتنفيذ، وهي بالنسبة لهم باتت قريبة، في إطار العمليات الواسعة للاستيطان بالقدس مقابل هدم منازل المقدسيين واستمرار عمليات إبعادهم عن مدينتهم.

إذا كان كل ما يفعله نتنياهو مدعاة للإدارة الأميركية لتقول إنه رجل سلام، فإن الذي يمارسه بالمقابل رئيس سلطة رام الله محمود عباس يدعوها بإلحاح أن تطلق عليه حمامة السلام نفسها، فالرجل المتمسك بالمفاوضات، ويمنع رشق الحجارة، ويصف عمليات المقاومة بالعمليات الحقيرة، ويعتقل أي مقاوم، ومستعد للمواجهة باستمرار مع حماس، ووقف إلى جانب العدوان على غزة، ولم يحرك ساكناً لمنعه، ولا يفعل الآن شيئا من أجل مجرد تخفيف الحصار عنها، ويذهب في كل الاتجاهات ما عدا اتجاه الشعب الفلسطيني، ويلتقي وأعوانه كل قادة العدو، ويسهرون ويتسامرون معهم، ويتيحون لقادتهم الأمنيين زيارة مقرات أمن السلطة في جنين والإشراف عليها، والتنسيق معهم بالمستويات كافة، ويتعاون مع دايتون، ويسهل له أمور تجنيد الفلسطينيين لقمع أي تحرك فلسطيني، ويؤمن له السجون والمعتقلات، ومعسكرات التدريب، عباس هذا لا بد وأن يكون بالنسبة للإدارة الأميركية أكثر حتى من حمامة سلام مصابة بـ «التعناية» أو الحصر الذي يحتاج إلى مزيد من المدرات، المستعد لأخذها تماماً كما نراه في كل مناسبة يطلب منه ذلك.

لو أن أبطال المفاوضات في السلطة رجال سلام على شاكلة نتنياهو، لكانوا محل الثقة فيهم من الإدارة الأميركية، ولنالوا اللقب أيضاً، وبما أنهم ليسوا كذلك فإنهم مجرد حمامات سلام أيضاً.

لم يحدث أن توقفت مقاومة قبل إنجاز التحرير، أما المفاوضات التي تجري من أجل السلام، فإنها في تجارب الشعوب كانت تجري دون توقف للمقاومة، كما حصل في فيتنام، وكما كان يحصل في كوريا الشمالية ولاوس، وحتى أفغانستان، ولن يختلف الأمر مع أي مقاومة تحترم نفسها إن كان في لبنان أو غزة أو العراق. وتلك التي في كشمير ودول عدة في إفريقيا.

أبطال المقاومة هم رجال السلام الحقيقيون الذين تعترف بهم الإدارة الأميركية، وهي تعلم أن لا سلام بدونهم، غير أنها تتغاضى عن ذلك لوجود حمامات السلام الذين تحدثنا عنهم، وهؤلاء مبروكون على أميركا والعدو «الإسرائيلي».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 19 / 2178052

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2178052 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 10


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40