لم يعد لواشنطن هم في هذه المرحلة سوى المفاوضات المباشرة باعتبارها مطلباً «إسرائيلياً» صرفاً. وأعلن المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي أن الولايات المتحدة «شديدة الثقة» بأن المفاوضات المباشرة ستستأنف. لكنّه أضاف «لا أعتقد أنه يمكننا تحديد ما إذا كان هذا الأمر مسألة أيام أو أسابيع».
التحرك الأميركي الجديد تزامن أو تصادف مع بث شريط التُقط سراً ويتضمن ازدراء بواشنطن التي وصفها كمن يحركها كيفما شاء.
نتنياهو الذي كان يتحدث، ظناً منه أن عدسات التصوير مطفأة، خلال زيارة لمستوطنة عوفرا شرق رام الله سنة ،2001 تبجّح بأنه هو الذي أوقف تنفيذ اتفاقات أوسلو. وعرضت القناة العاشرة في التلفزيون «الإسرائيلي» وجه نتنياهو الحقيقي (والمحتال)، حسب وصف الكاتب جدعون ليفي في صحيفة «هآرتس» الصهيونية التي نشرت التقرير بعنوان «محتالياهو». وتساءل ليفي عن موقف الرئيس الأميركي باراك أوباما فيما لو شاهد الشريط، وهو الذي أبدى الأسبوع الماضي ثقته بقدرة نتنياهو على «المجازفة من أجل السلام». ورأى أن نتنياهو تفوّق على كل زعماء «إسرائيل» السابقين في «الخداع وتضليل أميركا وبلبلة الفلسطينيين وتضليلنا جميعاً»، مضيفاً أن الشخص الذي يظهر في الشريط (نتنياهو) يشهد على نفسه بكلامه أنه محتال . وأضاف «دعوكم من خطبة بار إيلان، انسوا الإنجازات الموهومة في زيارته الأخيرة لأميركا، هذا هو نتنياهو الحقيقي».
واعتبر ليفي أن هذا الشريط يشكّل نهاية مزاعم أن الفلسطينيين مذنبون في إخفاق اتفاقات أوسلو، حيث كشف نتنياهو أمام مستضيفيه في «عوفرا» عن الحقيقة العارية : فهو قد قضى بيديه وبأفعاله على اتفاقات أوسلو، بل يفخر بذلك. بعد سنين حاولوا فيها إفهامنا أن الفلسطينيين مذنبون، كشفت الحقيقة من فم صاحب الشأن. وكيف فعل هذا؟ روى أنه اشترط توقيعه على اتفاق الخليل بموافقة أميركية على ألا تقع انسحابات من «مواقع عسكرية محددة»، وأنه سيقرر ما هي هذه المواقع، مثل غور الأردن كله. ويتباهى نتنياهو «إنني وقفت منذ ذلك الحين ضد اتفاقات أوسلو». وفي استصغار من شأن حليفته قال نتنياهو في الشريط «أنا أعلم ما هي أميركا، أميركا شيء يمكن تحريكه بسهولة». وقال عن الفلسطينيين «إنهم يريدون رمينا في البحر». ويعقّب ليفي «لا يستطيع أحد إقناعنا بأنه (نتنياهو) متجه إلى تسوية مع اعتقاد بدائي كهذا».