السبت 10 أيار (مايو) 2014

“دولة” المجانين..

السبت 10 أيار (مايو) 2014 par صالح عوض

إنها دولة المجانين.. قبل أيام قليلة مات السينمائي والفنان اليهودي، اسي ديان، ابن وزير الدفاع الأسبق، موشي ديان الذي قاد الحرب على الدول العربية في جوان 1967.. وقد انطلق آسي ديان منذ صباه بتأثير من أمه إلى موقف إيديولوجي وسياسي ضد سياسة الكيان الصهيوني، بل وضد وجود الكيان الصهيوني.. فلقد كانت صرخته مدوية وبعبقرية فنية نادرة ومن خلال أعمال عديدة.

إن هذه الدولة دولة مجانين وإن العدوان والظلم الذي يلحق بالفلسطينيين أصحاب الأرض الأصليين لا يمكن أن يقوم به أناس أسوياء.. وتنبأ في أكثر من عمل فني بأن هذه الدولة المجنونة تسير إلى حتفها المحتوم.

دولة المجانين، هذه العاجزة عن صهر عدة ملايين من اليهود في مجتمع واح، حيث تضرب العنصرية أطنابها بين اليهود حسب أقوامهم وبيئاتهم السابقة هاهي تخطط لنقل مئات آلاف اليهود من أوكرانيا إلى فلسطين، فيما تواصل عمليات منهجية لطرد المقدسيين خصوصا، والفلسطينيين عموما من بيوتهم وأرضهم.

من هنا تصبح صرخة اسي ديان المدوية والتي لم يستطع أحد من غلاة الصهاينة نكران تأثيرها وفعلها في التجمع الصهيوني .. تصبح عنوانا لتيار يهودي يتحلل من المشروع الصهيوني ويعلن براءته من دولة المجانين..وما شاهدناه قبل يومين من مشاركة داعمة من قبل يهود للفلسطينيين في زحفهم نحو قراهم التي طردوا منها إلا تعبيرا جليا بأن نبوءة آسي ديان آخذة في الاقتراب.

وهنا لابد من التأكيد على طبيعة القضية الفلسطينية مجددا بأنها قضية الإنسان ضد العنصرية ..إنها قضية التجانس الإنساني والأخوة الإنسانية الكريمة التي أرادها الله للأرض المباركة ضد العنصرية والشر والجريمة التي تعتبر أركان دولة المجانين.

وهكذا نفتح أعيننا بعد نضال دام ومرابطة أسطورية للشعب الفلسطيني وللأمة العربية والإسلامية، دفاعا عن فلسطين المباركة.. ها نحن نفتح أعيننا على بداية انهيار الوهم والأكذوبة وانبثاق صوت الضمير حتى من مواقع لم نكن لنتخيلها..

إن يقظة الضمير لدى شخصيات يهودية في هذه المرحلة الحساسة وبعد 66 عاما من نكبة الشعب الفلسطيني، تدعونا بلا شك إلى إبراز روايتنا الأصيلة عن فلسطين وتقديم تاريخنا الناصع في مواجهة الرواية الصهيونية الكاذبة.. ولا يمكن التخلي في هذه اللحظات التاريخية عن أي صوت حر وشريف يصطف إلى جانب الحق والمظلومين.. وإن هذا الاصطفاف هو الاصطفاف الطبيعي للقضية الفلسطينية، صف الشرفاء والأحرار في العالم بغض النظر عن دياناتهم وأقوامهم في مواجهة صف الشر والجريمة والأكذوبة.

لم يعد الضمير الإنساني قادرا على تحمل مزيد من جنون هذه الدولة النشاز العنصرية، وليس أمام الأحرار أينما كانوا إلا مزيدا من الهجوم بإسقاط الفكرة العنصرية وتفكيك الكيان العنصري لينعم الإنسان بجنب أخيه الإنسان بسلام وأمن ورحمة.. تولانا الله برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 61 / 2165485

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع صالح عوض   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165485 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010