السبت 10 أيار (مايو) 2014

الإضراب متواصل

السبت 10 أيار (مايو) 2014 par محمد عبيد

لن يكسر الأسرى الإداريون الفلسطينيون إضرابهم حتى تلبية مطالبهم العادلة، التي تنصلت منها إدارة معتقلات الاحتلال “الإسرائيلي” على مدى السنوات الماضية، ونقضت تعهداتها، وآخرها عندما اتفقت مع ممثلي 1500 أسير، بوساطة مصرية، في 14 مايو/أيار ،2012 على وقف إضرابهم، مقابل تحسين ظروفهم، بما يتضمن إنهاء سياسة الاعتقال الإداري، وممارسات العزل الانفرادي .
عامان كاملان مرّا على الاتفاق الأخير، ولم تغيّر سلطات الاحتلال سياساتها الإجرامية بحق الأسرى بشكل عام، والمعتقلين الإداريين منهم بشكل خاص، بل على العكس تصاعدت الهجمة المجنونة على الأسرى، واستمر تمديد واعتقال الفلسطينيين إدارياً، وبات قرابة 200 أسير مهددين الآن بخطر الاستشهاد جوعاً وإجهاداً مع إنهائهم 16 يوماً من إضرابهم المفتوح عن الطعام .
سلطات الاحتلال، كما درجت العادة، حاولت مساومة المعتقلين، وأطلقت جملة من الوعود الفضفاضة والغامضة، التي رفضها الأسرى جملة وتفصيلاً، ذلك أن سوابقها في نقض الاتفاقات المفصّلة، والوعود الواضحة، تنفي أي إمكانية لالتزامها أو تنفيذها أياً من هذه الوعود المعوّمة، والأكيد أن المعتقلين الإداريين سيستمرون في معركة الدفاع عن حقوقهم وكرامتهم الإنسانية، حتى ينتصروا على صلف الجلاد، ويسطروا صفحة جديدة في سجل النضال والعزة والكرامة .
لا تمر مناسبة فلسطينية، أو محطة تفاوضية من دون تأكيد أولوية عدد من القضايا، على رأسها القدس وحق العودة وتحرير الأسرى، لكن هذا لا ولن يمنع “إسرائيل” من المضي في مشاريع التوسع والضم والتهويد، والاستمرار في أسر آلاف الفلسطينيين، ومئات منهم من دون توجيه اتهامات، وتحت مزاعم وذرائع متعلقة بما يسمى “أمن” الكيان، والمنتظر حالياً في ظل الفشل الذريع الذي وصلت إليه مسيرة التسوية، أن يتم إسناد نضال الأسرى، وحمل قضيتهم إلى المحافل الدولية، والانضمام سريعاً إلى المحكمة الجنائية الدولية لملاحقة الكيان ومجرميه أمامها، على جرائمهم بحق الإنسانية الفلسطينية .
الوقت ليس في مصلحة الأسرى، خصوصاً من هم مضربون منذ مدة طويلة، وهما الأسيران اللذان أطلقا شرارة هذه المعركة، أيمن اطبيش الذي تخطى 71 يوماً من الإضراب، ودخل مرحلة الخطر المحدق بحياته، وعدنان شنايطة المضرب منذ 49 يوماً رفضاً لاعتقاله الإداري، وسلطات الاحتلال غير عابئة بما ستسفر عنه هذه المعركة في نهاية المطاف، لأنها اعتادت على أن تعامل ككيان فوق القانون الدولي، وعلى أن تفلت من المحاسبة والعقاب .
السوابق تضع سيناريو واقعياً للمستقبل القريب، عناصره الأساسية تتمثل في انتصار الأسرى المضربين، وتمريغ وجه الاحتلال البشع في الوحل مجدداً، وبالتأكيد أن ذلك سيكون انتصارهم وحدهم، لأنها المعركة المفتوحة التي أعلنوها وحدهم، وخاضوها من دون دعم خارجي، وواجهوا فيها عزّلاً من كل شيء إلا الإيمان بالحق والدفاع عن الكرامة، سياسات إجرامية لا يكف الاحتلال عن استخدامها ضدهم .
هذه الحرب المفتوحة لن تنتهي بالتأكيد بانتصار الأسرى في معركتهم الحالية، كونها ليست إلا جولة واحدة في سلسلة طويلة من المواجهات المباشرة مع سلطات الاحتلال، والتي ستصل في نهاية المطاف إلى تحرير جميع الأسرى، وعودتهم منتصرين لذويهم، وهذا لن يتحقق ما بين يوم وليلة، ولن يكون بالمجان، لكن المطلوب ألا يكون الثمن من حساب الأسرى وحدهم .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 12 / 2178006

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2178006 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40