الخميس 15 أيار (مايو) 2014

اختراق سعودي إيراني

الخميس 15 أيار (مايو) 2014 par محمد كعوش

كان وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف بانتظار الاعلان السعودي لفتح ابواب الرياض امامه للقيام بالزيارة التي تم تأجيلها اكثر من مرة، الى ان نضجت ثمرة قنوات الاتصالات غير المعلنة بين الرياض وطهران، بهدف تطبيع العلاقات بين البلدين .
الدعوة التي اعلن عنها الامير سعود الفيصل لنظيره الايراني ظريف كانت متوقعة وغير مفاجئة للمتابعين لتطورات الازمة بين السعودية وايران، فهناك اشارات كثيرة تم التقاطها، وتسريبات اعلامية سابقة تؤكد رغبة ايران خرق الازمة بين البلدين عبر القنوات الدبلوماسية . ومنذ وصول الرئيس روحاني الى سدة الرئاسة في ايران ابدى رغبته وكشف عن نيته تطبيع العلاقات مع دول الجوار الخليجي على قاعدة حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية .
والثابت ان تطبيع العلاقات بين ايران ودول الخليج حاجة لكل اطراف المعادلة بهدف تخفيف التوتر القائم وانهاء الازمة وحل الملفات الامنية العالقة، ويشار الى ان وجود السفير السعودي عبد الرحمن الشهري في طهران قد لعب دورا ايجابيا في التوصل الى حالة من التفاهم . كما من المؤكد ايضا ان لقاءات واتصالات مسبقة حول الرغبة في التطبيع قد جرت عبر سلطنة عمان ودولة الكويت التي سيقوم اميرها الشيخ صباح الاحمد بزيارة لايران
واذا كان وزير خارجية ايران قد انتظر الدعوة والتقط اللحظة بايجابية، فهوعلى يقين بان النية الخليجية كانت تتجه نحو احداث هذا الاختراق في الوقت المناسب، منذ بدء الاستفزاز الاميركي لدول الخليج، حين شرعت واشنطن باجراء اتصالاتها مع الايرانيين والدفاع بقوة عن هذه الخطوة، وعدم الاستجابة لرغبات الدول الحليفة بالمنطقة، ورفض الانتقادات التي وجهها الحلفاء للادارة الاميركية.
وفي حال نجحت المساعي في تحقيق حالة من التهدئة والتفاهم بين ايران ودول الخليج عقب زيارة الوزير الايراني للرياض القريبة وزيارة امير الكويت المنتظرة لطهران، فهذا يعني فتح ملفات امنية عديدة في المنطقة، وفي مقدمتها الازمة والصراع الدموي في سوريا، وقد يعيد التفاهم بين طهران والرياض اعادة احياء مؤتمر جنيف او خلق حالة من الحوار لحل المسألة السورية حلا سياسيا بعد فشل الحلول العسكرية والامنية خلال الاعوام الثلاثة الماضية، خصوصا بعدما تأكد لدى الجميع عدم قدرة الولايات المتحدة على شن حرب جديدة في المنطقة .
كذلك سيكون على طاولة التفاوض، او عبر الاتصالات المباشرة وغير المباشرة بين طهران والرياض مسألة الاستحقاق الرئاسي في لبنان، خصوصا ان مصادر اميركية واوروبية قد اعلنت ضرورة انتخاب الرئيس التوافقي الجديد قبل موعد الاستحقاق الدستوري، وتجنيب لبنان مواجهة تبعات شغور موقع الرئيس في قصر بعبدا.
ويلاحظ ان واشنطن وباريس تمارسان الضغوط على الاطراف المعنية لانتخاب الرئيس، الذي سيعلن انه صناعة لبنانية . وهنا تجدر الاشارة ان طهران والرياض من اللاعبين المؤثرين جدا في لعبة اختيار الرئيس في لبنان. لذلك صار من المؤكد ان يلقي الاختراق السعودي الايراني بظلاله على الساحة اللبنانية، وصار من المتوقع ن منذ اللحظة، ان تشهد بيروت حراكا متواصلا ونشطا للتوصل الى اختيار الرئيس التوافقي، الذي لم نعرف اسمه حتى الان، لانه لن يكون من الاسماء المرشحة رسميا.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 12 / 2165261

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165261 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 11


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010