اعتقلت عناصر من وحدات شرطة الاحتلال “الإسرائيلي” الخاصة، أمس، شقيقين من طلاب حلقات العلم في المسجد الأقصى المبارك، بسبب تصديهما وجموع الطلبة والمصلين لمجموعات من المستوطنين المتطرفين وجنود الاحتلال اقتحمت الأقصى من باب المغاربة .
ونقلت مصادر أمنية فلسطينية عن عاملين في الأقصى قولهم إن أكثر من 90 جندياً بزيهم العسكري وأكثر من 40 مستوطناً اقتحموا المسجد من باب المغاربة عبر مجموعات صغيرة ومتتالية برفقة حراسات مشددة ومعززة من شرطة الاحتلال، وتقدم كل مجموعة أحد المرشدين الذين تولوا تقديم رواية تلمودية حول خرافة “الهيكل” المزعوم .
وتصدى المصلون وطلبة حلقات العلم للمستوطنين حينما حاولت مجموعة منهم أداء طقوس وصلوات تلمودية في باحات المسجد، وحاصرت قوات خاصة المصلين قبل أن تعتقل الشقيقين محمد وعلاء عودة .
وأبعدت سلطات الاحتلال طالبتين من طالبات مصاطب العلم عن الأقصى لمدة 15 يوماً بتهمة “التكبير والتهليل عند اقتحام المستوطنين وتدنيسهم المسجد الأقصى”، واعتقلت الفتى مسلم موسى عودة (14 عاماً) للمرة الرابعة عشرة بعد مداهمة الكائن في حي البستان في بلدة سلوان، وقامت جرافات الاحتلال بهدم مخزن تجاري في بيت حنينا .
في غزة، توغلت آليات عسكرية لعشرات الأمتار شرقي المدينة، فيما أعلنت مصادر عسكرية عن سقوط قذيفة صاروخية أطلقها فلسطينيون من قطاع غزة في النقب الغربي .
وقالت مصادر فلسطينية إن قوة مكونة من دبابات وجرافات توغلت من موقع “ناحل عوز” على السياج الأمني الفاصل لمسافة تزيد على 200 متر في محيط الموقع المذكور، وذكرت أن إطلاق نار كثيفاً رافق العملية، فيما جرفت الجرافات وأعادت تسوية مساحات من الأراضي الزراعية .ويحيي الفلسطينيون، اليوم الخميس، الذكرى السنوية ال(66) للنكبة، وعيونهم ترنو إلى تحقيق الوحدة الداخلية بإتمام المصالحة وطي صفحة الانقسام .
وتنظم العديد من الفعاليات الوطنية بهذه المناسبة تأكيداً منهم على تمسكهم بحقوقهم وعلى رأسها ضمان حق عودتهم إلى ديارهم التي شردوا منها وإنهاء معاناة الملايين منهم المكدسين في مخيمات اللجوء والشتات في البلدان العربية وفي الضفة الغربية وقطاع غزة .
ومن المقرر إطلاق صفارات الإنذار تمام الساعة 12 ظهراً، في جميع المدن الفلسطينية مع توقف حركة السير وحركة المشاة 66 ثانية، ورفع علم فلسطين والرايات السوداء في جميع المدن تعبيراً عن آلام الفلسطينيين، وتأتي الذكرى وسط إجماع العديد من سكان المخيمات وقادة الفصائل والأحزاب على أهمية الإسراع بإنجاز الوحدة وإكمال المصالحة الداخلية وإنهاء الانقسام بما يساهم في تقوية الموقف الفلسطيني وتوحيده في مواجهة كل محاولات شطب الهوية الوطنية والتصدي للمحاولات الرامية إلى تقليص واختصار الأهداف الوطنية المشروعة في حلول جزئية لا تلبي الحدود الدنيا من المطالب .
وشدد العديد من القيادات السياسات على أهمية مواصلة جهود إنجاز المصالحة باعتبارها حاجة وأولوية في مواجهة الضغوط الخارجية، مشددين على أن إكمال هذه الخطوة سيعزز مواقف القيادة الفلسطينية الرافضة للحلول الجزئية وتطالب بإنهاء الاحتلال عن كامل الأراضي المحتلة عام 1967 وإقامة الدولة وإنهاء معاناة اللاجئين استناداً إلى القرار الدولي ،194 وفي هذا الإطار أبرق القيادي الفتحاوي الأسير مروان البرغوثي رسالة إلى الشعب الفلسطيني دعا فيها إلى تبني استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة التحديات الكبيرة، وفي مقدمها مواجهة الاحتلال والاستيطان وتهويد القدس .
وقال: “حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها هو حق مقدس وغير قابل للمساومة، وهو حق أقرته الشرعية الدولية من خلال القرار ،194 وأن أي حل للقضية الفلسطينية لا يضمن حق العودة هو حل لا شرعية له” .
من ناحيته قال رئيس تجمع الشخصيات الوطنية ياسر الوادية: “الفرصة مواتية تماماً لإنجاز المصالحة لأن إنجازها يعزز من قدرة القيادة الفلسطينية على مواجهات التحديات الخارجية”، في حين اعتبر الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي أن إتمام المصالحة سيقود إلى إنهاء حالة شاذة في العمل السياسي عمد الاحتلال إلى استثمارها للمس بثوابت المشروع الوطني .
وقال الناطق الرسمي باسم حركة “فتح” أحمد عساف: “المصالحة الوطنية حاجة فلسطينية وأولوية يجب الدفاع عنها من دون ربطها مع القضايا السياسية الأخرى”، وأيد النائب عن كتلة الإصلاح والتغيير المحسوبة على حركة “حماس” أيمن ضراغمة جهود المصالحة واعتبر أنها تخدم تدعيم موقف الرئيس محمود عباس بالتفاف كل الفصائل والأحزاب حول توجهاته وتمثيله للشعب، وتخدم بالقدر ذاته “حماس” وتساهم في رفع الحصار عن غزة .
وقال حسن خريشة النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي: “حلول ذكرى النكبة يجب أن تستثمر في إعادة توحيد الموقف الفلسطيني وتعزيز مقومات صمود الشعب فوق أرضه في مواجهة سياسة الاحتلال ومخططاته الرامية إلى تصعيد الاستيطان وتهويد القدس والمساس بالمقدسات” .
إلى ذلك، احتشد المئات من الأطفال الفلسطينيين عند شاطئ مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين في لبنان، مقابل البحر لفلسطين المحتلة، بدعوة من بيت الصمود الفلسطيني، وصنع الأطفال عشرات الزوارق الخشبية والورقية التي رفع عليها العلم الفلسطيني ووجهوها إلى شواطئ فلسطين المحتلة، مطلقين البالونات الملونة بألوان العلم الفلسطيني وكتب عليها “العودة قريبة إلى فلسطين” .
الخليج
RLS
