الاثنين 19 أيار (مايو) 2014

فلسطين اقوى من التخريب السياسى

الاثنين 19 أيار (مايو) 2014 par جادالله صفا

فى الخا مس عشر من كل عام،يتذكر شعبنا نكيه اغتصاب فلسطين وتدمير قراها ومدنها وتشريد الاغلبيه الساحقه من شعبها.
فى الخامس عشر من كل عام يجدد شعبنا عزيمته التى لا تلين من اجل الاستمرار فى النضال لتحرير فلسطين من البحر الى النهر؛لتحرير مياهها واجوأها وهدم المشروع الصهيونى- الامبريالى ويناء دولتنا الديمقراطيه على كامل تراينا الوطنى الذى لن نفرط بحبه رمل منه............
اننا نعلم ان طريق النضال لتحرير فلسطين طريق صعب ؛وشاق .مليئ بالعقبات والعثرات؛فيه المد والجزر؛لان العدو الذى نواجهه هو عدو ذات طبيعه مركبه ومعقده تلتقى فيها الصهيونيه بالامبرياليه والرجعيه العربيه.
الامبرياليه العالميه ونظامها الراسمالى هى الحاضنه الاساسيه والطبيعيه للمشروع الصهيونى فى فلسطين وكيانها المادى المتمثل (بدوله اسرائيل)والانظمه العربيه الرجعيه وخاصه النفطيه التى بدون الدعم الامبريالى الشامل وفى كافه الحالات لا تستطيع البقاء الا لايام معدوده.
ان هذا الواقع تم خرقه تاريخيا من قبل الكفاح المسلح الفلسطينى الذى استطاع رغم كل نواقصه واخطائه؛ان يحدث ويؤسس البدايات الحقيقيه للتغير التدريجى لموازين القوى على الصعيد القومى العام والوطنى الخاص؛ هذه الحقيقيه ادركتها القوى المعاديه مبكرا؛وعملت على وضع المخططات العسكريه والسياسيه للقضاء على الكفاح المسلح ؛وتدجين العمل السياسى من خلال احتواء القائمين على القرار السياسى الفلسطينى ؛ المهمه الامبرياليه الصهيونيه الرجعيه لم تكن مستحيله؛حيث هنالك القوى الطبقيه البرجوازيه الفلسطينيه التى جعلت من نفسها ارضيه ترتكز عليها هذه القوى“الحليفه” طبقيا؛فاتحه المجال لبروز خطين سياسين يعبران ويعكسان نهجين مختلفين؛ وفى بعض الاحيان متناقضين؛ ولاسلوبين متناحرين؛ واحد يناضل (لحل ما للقضيه ) واخر يناضل من اجل التحرير الحقيقى للارض من القوى الاستعماريه الغازيه التى انشأت دوله عنصريه فاشستيه استيطانيه اقتلاعيه .
ان العمل من اجل( حل للقضيه الفلسطينيه)؛ يعنى القبول باى حل تفرضه موازين القوى القائمه التى تميل بشكل كامل لصالح العدو ؛ان هذا الاتجاه تدرج من لقاءات سريه فى سبعينيات وثمانينات القرن الماضى الى اتفاقات علنيه (اتفاقيات اسلو التخريبيه والمدمره )فى اوسط تسعينيات القرن الماضى وما زال مستمرا حتى هذه اللحظه .
اذا- ان القول ( بان اسرائيل وجدت لتبقى)؛ كما قال محمود عباس للصهاينه الذى التقاهم للتعزيه بالحاخام الفاشى عوفاديا- لاتعبر عن زله لسان او مجامله بل عن فهم وادراك عميق لمدى انخراط هذا الاتجاه فى تكريس هذه الدوله المغتصبه الفاشيه كضمانه للاستقرار والسلام فى المنطقه.
ان اعتبار( وجود اسرائيل)عامل استقرار فى المنطقه يعنى اتوماتيكيا ان من يعمل على اجراء تغيرات عليها(ديموغرافيه او جغرافيه او سياسيه او قانونيه)هو من يهدد الاستقرار والسلام فى المنطقهوالعالم. وبما ان الاتجاه الاخر المعاكس فى الثوره الفلسطينيه وفى صفوف الشعب الفلسطينى هو الذى يؤمن ويعمل على اجراء التغيرات الحقيقيه سواء فى البنيه الفلسطينيه او العربيه ومن ضمنها ( دوله الكيان) على طريق تحويل موازين القوى لصالح معسكرالقوي الثوريه بما يضمن تحقيق عمليه التحرير وفرض شروط الاستسلام على العدو؛ يتهم بالارهابى والعدمى والمتطرف والمعادى للمصالح الوطنيه.
من هنا نرى ان (الحوار الفلسطينى الاسرائيلى) واعتبار كل شئ قابل للحوار ليس فقط عبثيا بل تخريبيا ويهدم بالتدريج كل الصرح التى استطاعت الثوره ان تبنيه بدماء وعرق والام ابنائها واصدقائها ومناصريها فليس من حق اى طرف مهما كان حجمه الكمى فى الساحه الفلسطينيه كبيرا ان ينفرد بالقرار ويحدث النكبات بين فتره واخرى بحق شعبنا ؛ان اتفاق اسلو نكبه اشد وطأه على شعبنا من النكبه الاولى ؟ ان الدماغ والعقل الذى خطط لاسلوا ونفذه كان يعمل على وضع شعبنا بين فكى النكبتين؛ ولكن مدارس النضال الذى قادها المناضلين والقاده الثورين امثال ( الحكيم جورج حبش ؛وابو على مصطفى‘ وخليل الوزير؛ واحمدياسين ؛واحمد سعدات ؛ ومروان البرغوثى)وغيرهم؛ قادره على كسر هذا الفك والانطلاق كالمارد ولن تهداء الا بالتحرير الكامل لكل ذره رمل من تراب الوطن .
ان الاراده لوحدها لاتكفى بل المطلوب برنامج وطنى ثورى؛وقياده صلبه مبدئيه قادره على وقف الانهيار؛ وتضع حدا لما يسمى ببرنامج الحد الادنى؛ لان المطالبه بالحد الادنى ؛ هو هبوط باتجاه شروط ومشاريع العدو؛فهل من الممكن مثلا ان يدافع الرئيس الفلسطينى محمود عباس عن حق العوده لملاين الفلسطينين المهجرين فى الوقت الذى هو يتنازل ويساوم على حقه الطبيعى والتاريخى فى العوده لمسقط راس اباءه واجداده فى صفد ؛الذى يعتبرها ارض (اسرائيليه)؟؟؟ ان من يتنازل عن حقا له ليس جدير ؛ولا ثقه بالدفاع عن نفس الحق للاخرين .
اننا نريد برنامج يفتح افاق النضال ويحررالطاقات المكبوته ويطلق الهمم والاراده كى تلتقى مع المتغيرات ؛ على الصعيدين (العربى القومى ؛ والاممى) التى تذهب بتجاه الحاق الهزيمه بالامبرياليه والصهيونيه فى اكثر من بقعه من بقاع العالم.
بالمفاوضات الحصان الصهيونى هو الرابح اما حصان فلسطين يربح فى ميدان المقاومه والنضال المتعدد الاشكال.
حق العوده حق تاريخى ومقدس ولايفقد اهميته بالتقادم.
عاشت فلسطين عربيه كجزء لا يتجزاء من الوطن العربى
المجد للشهداء
الحريه للاسرى
والعزه والشفاء للجرحى



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 36 / 2165829

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع جاد الله صفا   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

2165829 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 23


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010