بابا الفاتيكان يزور تحت بسطار المحتل القدس المحتلة متجاهلا جوع الأسرى والعدو يستقبله بمشروع يهودية القدس الكبرى

غادر البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي قبل ظهر أمس، بيروت، متوجهاً إلى الأردن والأراضي المقدسة في فلسطين المحتلة، عن طريق عمان، على متن طائرة خاصة في إطار زيارة رعوية، حيث سيواكب زيارة البابا فرنسيس إلى هناك، ورافقه النائب البطريركي العام المطران بولس صياح والمسؤول الإعلامي في بكركي وليد غياض .
وشكلت الزيارة مادة سجال بين اللبنانيين، إذ شجعها البعض وأيدها ورفضها البعض الآخر واعتبرها تصب في خانة التطبيع مع العدو، خاصة وأنها تشكل سابقة في تاريخ البطريركية المارونية التي لم يسبق لأحد من بطاركتها أن زار الأراضي المحتلة ولو ضمن وفد كنسي .
ولم تنفع كل المحاولات التي جرت مع بكركي لإقناع الراعي بالعدول عن الزيارة لما تحمله من مخاطر قد يتم استغلالها من جانب العدو لاعتبارها وكأنها نوع من التطبيع والاعتراف باحتلاله .

فيما هدمت سلطات الاحتلال “الإسرائيلي” ليل الخميس/الجمعة، تحت حراسة قوات كبيرة من شرطتها مسجد قرية وادي النعم في النقب جنوبي فلسطين المحتلة، وسط تخوف من هدم بيوت في القرية .
وأفاد المركز الفلسطيني للإعلام أن تنفيذ أمر الهدم جاء بعد أيام من لصق أمر إداري على جدران المسجد، ضمن مخطط ترحيلي واسع النطاق تقوم عليه أذرع الاحتلال لترحيل أكثر من 60 ألف فلسطيني من النقب بهدف تفريغ الأرض من أصحابها الأصليين لمصلحة المستوطنات والمعسكرات .
وتعرضت كنيسة في مدينة بئر السبع جنوبي فلسطين المحتلة، للتخريب أمس، حسب موقع “يديعوت أحرونوت” الإخباري، وفتحت شرطة المدينة تحقيقاً لمعرفة ملابسات وقوع الحادث الذي شهد قيام مستوطنين متطرفين برسم نقوش مناهضة للمسيحية على الجدار الخارجي للكنيسة .
في الضفة الغربية المحتلة، أصيب عشرات الفلسطينيين بالاختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع خلال قمع قوات الاحتلال مسيرة بلعين الأسبوعية المناوئة للاستيطان وجدار الضم والفصل، ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن مصادر محلية قولها “إن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه المشاركين لدى اقترابهم من الجدار، ما أدى إلى إصابة عشرات الفلسطينيين ومتضامنين أجانب بحالات اختناق” .
وارتدى المشاركون لباس المعتقلين وهم مكبلون بالسلاسل، ورفعوا الأعلام الفلسطينية، وصور قادة الأسرى، وشعارات تندد بسياسة الاعتقال الإداري، وقالت اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين إن الفعالية تأتي نصرة للأسرى الإداريين في معركة كسر الاعتقال الإداري في إضرابهم عن الطعام لليوم ال 30 .
في قطاع غزة، أصيب شاب بجروح متوسطة برصاص جيش الاحتلال شرق مدينة دير البلح (وسط)، وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة “إصابة مواطن 17 عاماً بطلق ناري في الكتف من قبل الاحتلال شرق دير البلح”، وقال أحد شهود العيان إن الشاب يعمل مزارعاً في أرضه القريبة من السياج الفاصل .
وقالت مصادر “إسرائيلية” إن قذيفة صاروخية أطلقت من قطاع غزة سقطت في منطقة في النقب، وأضافت أن صفارات الإنذار لم تعمل، وأن سقوط القذيفة لم يخلف إصابات أو أضراراً .
إلى ذلك، أكد مركز أسرى فلسطين للدراسات نقلاً عن المحامي رامي العلمي أن إدارة مصلحة معتقلات الاحتلال نقلت جميع الأسرى المضربين والمعزولين في بئر السبع إلى مستشفى “سوروكا” بعد إصابتهم بمغصٍ معوي حاد نتيجة تناول مياه ملوثة قدمتها الإدارة لهم، وقالت الناطقة الإعلامية للمركز أمينة طويل في بيان إن طبيب المستشفى أكد للأسرى إصابتهم بالمغص نتيجة تناولهم مياهاً ملوثة في ظل استمرار إضرابهم، وأنه من الضروري أن يمتنعوا عن هذه المياه ويتناولوا المياه المعدنية فقط، ورغم ذلك رفضت إدارة المعتقلات توفيرها كعقاب لهم على تصعيد خطواتهم احتجاجاً على استمرار اعتقالهم إدارياً، واستبدلت ذلك بمياه مالحة، الأمر الذي أدى لتدهور وضعهم الصحي، وأضاف البيان أن الأسرى هددوا بالامتناع عن تناول المياه في حال لم يستجب لمطلبهم، وأكدوا أنهم مستمرون في إضرابهم رغم إصابتهم بالهزال وخسارتهم أكثر من 20 كغم من وزن كل واحد منهم .
وطالب البيان المؤسسات الدولية والحقوقية والرسمية بتشكيل لجنة لملاحقة الاحتلال على انتهاكاته بحق الأسرى، وإجباره والضغط عليه لتلبية مطالب الأسرى .

هذا وأعلن وزير المواصلات “الإسرائيلي” يسرائيل كاتس أنه سيقدم مشروع قانون يحمل اسم “القدس الكبرى عاصمة” للكيان على “الكنيست” . ونقلت صحيفة “إسرائيل اليوم” عن كاتس “سنحتفل هذا الأسبوع بالذكرى ال 47 لتوحيد القدس وحان الوقت لتوسيع حدودها وتعزيز وجودها وتقديم مبادرة لتوسيع حدود المدينة والمحافظة على طابعها الصهيوني واليهودي لذلك سأقدم مشروع قانون يحمل اسم القدس الكبرى عاصمة”، وأضاف “يجب التجنيد والدعم والتأييد الواسع لهذه المبادرة في أوساط يهود العالم وأصدقاء”إسرائيل“في الولايات المتحدة وأماكن أخرى إضافة لمن يعترفون بالحق التاريخي لليهود بمدينة القدس” .
ويشمل قانون كاتس ضم مستوطنات “غفعات زئيف” و“معالية ادوميم” و“بيتار عليت” و“غوش عتصيون”، إلى نطاق مدينة القدس، وسيقام مجلس مشترك كتلك المجالس القائمة في كثير من مدن العالم مثل باريس ولندن وغيرهما يناط به تنفيذ الأعمال المركزية .
من جهته، كشف رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو النقاب عن مقترحات “فك ارتباط” مع بعض مناطق الضفة الغربية، وقال إنه يبحث مقترحات من عدد كبير من “الإسرائيليين” بأنه يتعين عليه بحث “اتخاذ خطوات أحادية الجانب لفك الارتباط مع قطاعات من الضفة، ذات الكثافة السكانية الفلسطينية المرتفعة، حتى إذا كان هذا يعني اقتلاع المستوطنات”، وأضاف “نريد دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بالدولة اليهودية”، وتساءل “كيف يمكن تحقيق ذلك إذا لم يستطعه المرء عبر المفاوضات، صحيح أن فكرة اتخاذ خطوات أحادية تكتسب زخماً من يسار الوسط إلى يمين الوسط، يسأل كثير من”الإسرائيليين“أنفسهم إذا كانت هناك خطوات أحادية بعينها يمكن أن يكون لها مغزى من الناحية النظرية”، واستدرك بالقول إن “الإسرئيليين” وهو لا يريدون تكرار تجربة قطاع غزة، وأعرب عن اعتقاده أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس غير قادر، أو غير مستعد، للتعامل مع القضايا الجوهرية للنزاع .
وادعى مندوب الكيان لدى الأمم المتحدة رون بروسور أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” تمثل “عائقاً أمام السلام” لتضخيمها “الوعود الكاذبة” بشأن حق العودة للاجئين، على حد زعمه .
في سياق متصل، شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على أهمية الحفاظ على الفرص لاستئناف المفاوضات، وقال في كلمة ألقاها أمام مؤتمر موسكو الثالث للأمن الدولي إن “خبرة السنة الأخيرة تدل على أن الجهود أحادية الجانب لم تعد كافية، ويجب العودة إلى العمل المشترك بهدف تحقيق حل ثابت وعادل وشامل للقضية الفلسطينية، على الأسس القانونية الدولية المعروفة” .

هذا وفي ذات السياق لزيارة بابا الفاتيكان ذكر مسؤول أمني فلسطيني أن أكثر من ثلاثة آلاف رجل أمن من بينهم نساء، سيتولون توفير الأمن والحماية لبابا الفاتيكان فرنسيس خلال زيارته المرتقبة إلى بيت لحم غداً الأحد .
وأوكلت مهمة الإشراف على تفاصيل التغطية الأمنية إلى الحرس الرئاسي الفلسطيني الذي يضم وحدات مدربة جيداً، وقال الناطق باسم الجهاز غسان نمر إن “أكثر من ثلاثة آلاف رجل أمن فلسطيني سيتولون التغطية الأمنية، ومن بينهم كتيبتان من الحرس الرئاسي”، وأضاف أن 850 رجلاً وامرأة من الحرس الرئاسي، إضافة إلى 700 من الأمن الوطني ومثلهم من عناصر الشرطة سيعملون على التغطية الأمنية، إضافة إلى عناصر أمنية بلباس مدني .
وأوضح نمر أن الفاتيكان كان على اطلاع تام بكل تفاصيل التغطية الأمنية لزيارة البابا، وأنه أبدى موافقته عليها، وأشار إلى أن أغلبية المشاركين في تأمين الزيارة خضعوا خلال الأسابيع القليلة الماضية، في مدينة أريحا، إلى تدريبات خاصة على يد متخصصين فرنسيين من جهاز مكافحة الإرهاب .
إلى ذلك، أعلن أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين أن زيارة البابا لها أيضاً بطريقة ما طابع “سياسي”، حتى وإن كان البابا نفسه أكد أنها زيارة “دينية بحتة”، وقال وزير خارجية دولة الفاتيكان والرجل الثاني فيها إن هذه الزيارة يمكن أن تساعد المسؤولين المحليين على “أخذ قرارات شجاعة على طريق السلام”، وعدد “النقاط” التي يمكن للبابا الأرجنتيني أن يشدد عليها خلال زيارته القصيرة وأوضح أن إحدى هذه النقاط هي أن رأس الكنيسة الكاثوليكية سيؤكد حق “إسرائيل” في “الوجود والعيش بسلام وأمن داخل حدودها المعترف بها دولياً”، وكذلك أيضاً حق الشعب الفلسطيني في أن “يكون له وطن مستقل يتمتع بالسيادة”، وأضاف أنه سيدعو إلى الاعتراف ب“الطابع المقدس والعالمي” لمدينة القدس، وكذلك أيضاً ب “إرثها الثقافي والديني” اللذين يجعلان منها “محجاً لمؤمني الديانات الثلاث الموحدة” .
أما في الاردن فقد اعتصم أردنيون أمام سفارة فلسطين في عمّان، أمس، للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في معتقلات الاحتلال “الإسرائيلي” . وذكر مشاركون في الاعتصام أن المعتقلين الأردنيين في الكيان علاء حماد وحمزة الدباس دخلا اليوم الثالث من الإضراب المفتوح عن الطعام تأييداً للاحتجاج على سياسة الاعتقال الإداري .
ورفع المعتصمون لافتات جاء فيها “ماء وملح” و“الجوع ولا المذلة” في إشارة إلى شعارين أطلقهما الأسرى المضربون عن الطعام مع ترديد أسماء عدد منهم بمصاحبة هتافات تقدير .
وقال ناشطون إن معركة الأمعاء الخاوية التي يكررها الأسرى تؤكد الكرامة أمام صمت عربي رسمي مُطبق يتركهم في مواجهة مصيرهم من دون تحريك ساكن، وحمّل مشاركون السلطة الفلسطينية المسؤولية في الضغط لوقف التعسف الصهيوني وإيجاد حلول حقوقية لقضية الأسرى من دون تهاون لمصلحة اتفاقات أخرى .