الثلاثاء 27 أيار (مايو) 2014

سلاما صلاح الدين

الثلاثاء 27 أيار (مايو) 2014 par صالح عوض

تتدفق مشاعر الاعتزاز في صدور ابناء الأمة وهم يتابعون زيارة بابا الفاتيكان للأراضي المباركة لاسيما بيت لحم والقدس الشريف.. والاعتزاز على اكثر من صعيد يبدأ من بروز الشعب الفلسطيني بروحه الانسانية العالية وهو يستقبل بابا الفاتيكان بكل آيات الترحيب والإكرام بما يدلل على تحضره ومدنيته وحسن تنظيمه.. وهنا يبعث الشعب الفلسطيني رسالة إلى العالمين في مناسبة انسانية كبيرة أنه جدير بالحياة والحرية.. ووجد البابا من الشعب الفلسطيني من حسن الضيافة ما يعزز لديه الشعور بما لحقه من ظلم تاريخي تسببت فيه إدارات الغرب وسياسييه وصل إلى حد القذف بنصفه إلى خارج وطنه.

أما مصدر الاعتزاز الثاني والذي ملأ الصدور نشوة وافتخارا هو ان امر صلاح الدين الأيوبي لايزال متبعا في بوابات كنسشة القيامة، حيث أودع محرر القدس مفاتيح الكنيسة إلى عائلتين مسلمتين من عائلات القدس الشريف.. ومن ذلك اليوم إلى اليوم تتكفل هاتان العائلتان بفتح الباب كل يوم فجرا واغلاقه مساء.. وهكذا يدخل باب الفاتيكان كنيسة القيامة بأمر من صلاح الدين.

ولكن مع هذين الاعتزازين الكبيرين، كان اللصوص من الصهاينة هؤلاء البشر الرديئين فاقدي الحس والذوق يفسدون ما عكسه البابا بزيارته من بعد انساني عندما اعلنوا في اليوم نفسه عن بناء وحدات استيطانية.. وواصلوا في إظهار عدم اكتراثهم بالبابا وهم يرون ان مفاتيح القوة الغربية بأيديهم.

اجل، ان المطلوب من البابا كثير جدا.. لا يقتصر على زيارة الكنائس والأبرشيات في فلسطين مهد المسيح عليه السلام.. فهذه الكنائس دافع عنها الفلسطينيون ولايزالوا دفاعهم عن المساجد.. وهنا يصبح المطلوب من البابا وبمقدار مكانته السامية لدى المسيحيين الالتفات حقا إلى هذا الظلم في حق الانسان وأن يتخذ من ذلك مواقف واضحة جلية..

وليس أقل من إدانة الاستيطان والاحتلال ومطالبة مسيحيي العالم لاسيما في الغرب بمقاطعة المستوطنات ونصرة المظلومين من ابناء فلسطين.. والبابا يستطيع فعل الكثير على صعد تخفيف حدة الهجوم على الاسلام في محافل غربية مسيحية وهو بهذا يقدم خدمة جليلة للتعايش السلمي بين البشر.

نحن نعرف ان المكانة التي يتمتع بها البابا مؤثرة وبالغة النفوذ، وهذه المكانة هي التي دمرت الكتلة الاشتراكية والاتحاد السوفيتي.. وانه لمنتظر منها ان تدعو إلى تفكيك الكيان العنصري الصهيوني وان تدعو إلى تعايش الانسان مع أخيه الانسان.

مع كل الترحيب بالبابا ونحن ندرك فائدة زيارته لقضية فلسطين، الا اننا ندرك انه لا يحك جلدك مثل ظفرك.. وانه لابد من صلاح الدين جديد يمزق الحجب ويتناول الشمس بيديه ويحقق بالأمة و للأمة الانتصار.. المسألة ليست أمان، بل هي رؤية لمستقبل أكيد.. تولانا الله برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 43 / 2176797

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع صالح عوض   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

6 من الزوار الآن

2176797 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40