الأحد 18 تموز (يوليو) 2010

اختراق أم مناورة؟

الأحد 18 تموز (يوليو) 2010 par حسام كنفاني

هل دارت عجلة المصالحة الفلسطينية بالفعل؟ سؤال يطرح مع لقاء بيروت الذي جمع القياديين في حركتي «حماس» و«فتح»، عزام الأحمد وأسامة حمدان؟ المؤشرات إيجابية، لكنها لا تزال في الإطار العام . هذا على الأقل ما يمكن استنباطه من تصريحات المصادر، التي اتضح أنها «فتحاوية» في ما يخص هذا اللقاء.

اللافت ربما في الاجتماع أو ما خرج عنه أنه لم يتطرّق إلى الورقة المصرية بشكل أساسي . فتصريحات المصدر «الفتحاوي» أشارت إلى أن الجانبين استعرضا «نقاط الخلاف وناقشا بدقة قضية مأزق المصالحة بجو من التكتم على التفاصيل». الورقة جاءت في المرحلة الثانية من التصريح بالإعلان عن الاتفاق على «استمرار الاتصالات بهدوء للتوصل الى اتفاق يؤدي إلى التوجه إلى القاهرة لتوقيع الورقة المصرية وخلق جو تفاهمات بين الطرفين يؤدي إلى إنهاء الانقسام».

مثل هذا الأمر يعني أن لا اتفاق بعد على الورقة المصرية، بل يمهد إلى ما أعلنه القيادي الآخر في «حماس»، محمود الزهار، مؤخراً وهو ما يستحق التوقّف عنده مليّاً للسؤال حول ما إذا كان يشكّل تحوّلاً نوعياً في موقف الحركة الإسلاميّة. الزهار أعلن عن مقترح جديد للمصالحة أو للتغلب على عقبات إتمامها. الاقتراح قوامه «توافق حركتي فتح وحماس على تشكيل لجنتي الانتخابات المركزية من قضاة وشخصيات من المجتمع المدني ومستقلين، والأمن بوضع الأسماء المقترحة من جميع الفصائل بغالبية متساوية من الحركتين، ونسبة من بقية الفصائل الأخرى، وذلك مقابل توقف الحركة عن المطالبة بإدخال أي تعديلات على الورقة المصرية أو إضافة ملاحق لها طالما أنها أصبحت الورقة المقدسة».

هذا الكلام الجديد نسبياً يحصر اعتراضات الحركة الإسلامية في ملفي الانتخابات والأمن، رغم أن ما كانت تروّج له الحركة في السابق أشمل من ذلك بكثير. بل إن أساس الاعتراض كان على غياب الأفق السياسي في الورقة المصرية التي لا تتحدث عن المقاومة أو عملية التسوية، بينما كانت الحركة الإسلامية تريد «خريطة طريق» للعملية السياسية تكون بالاتفاق مع «فتح»، ومن ورائها السلطة الفلسطينية، قبل الدخول في حكومة وحدة وطنية .

ما الذي تغيّر؟ سؤال لا بد من طرحه. إجابته ملتبسة كليّاً. ورغم الحراك الذي شهده ملف المصالحة أخيراً، وخصوصاً مع زيارة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إلى دمشق ولقائه خالد مشعل، فإنه لا تبدلات في المعطيات الإقليمية تشير إلى أن اختراقاً من الممكن إتمامه. التطورات قد لا تتأخر كثيراً لتوضح ما إذا كان الحراك الجديد اختراقاً أو مجرّد مناورة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 52 / 2182157

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

26 من الزوار الآن

2182157 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40