الاثنين 16 حزيران (يونيو) 2014

“شاليت” في الأفق

الاثنين 16 حزيران (يونيو) 2014 par يونس السيد

الغضب الفلسطيني، الذي انفجر أخيراً في صورة أسر 3 جنود “إسرائيليين” شمال مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، وبات يلوح في أفقها شبح نسخة ثانية من عملية أسر الجندي “الإسرائيلي” جلعاد شاليت في قطاع غزة عام ،2006 جاء تتويجاً لمعركة الأمعاء الخاوية للأسرى في سجون الاحتلال، وبعد أكثر من 50 يوماً على إضراب المعتقلين الإداريين، وفي ظل عجز السياسة، وعدم اكتراث المجتمع الدولي، وغطرسة القوة “الإسرائيلية” وضربها عرض الحائط بكل الشرائع والقوانين الدولية .
قد تكون السيناريوهات وربما النتائج مختلفة في الحالتين . فالأولى، جاءت من خلال عملية عسكرية تمكنت فيها المقاومة من اقتياد “شاليت” إلى أحد الأنفاق في غزة المحررة آنذاك من الاحتلال، من دون أن يمنع ذلك بالطبع، عدواناً “إسرائيلياً” مدمراً، لكنه فاشل، لتتمكن العملية من تحقيق أهدافها، في نهاية المطاف، بتحرير مئات الاسرى من سجون الاحتلال . وفي الثانية تمكنت المقاومة من أسر الجنود الثلاثة في نقطة حيوية، بالغة الخطورة، على مداخل مجمع “غوش عتصيون” الاستيطاني بين مدينتي بيت لحم والخليل، في الضفة، لتحدث المقاومة خرقاً أمنياً مذهلاً في مكان يخضع مباشرة لسيطرة قوات الاحتلال، وتتفوق بذلك على أجهزة الاستخبارات الصهيونية والسلطوية الفلسطينية معاً .
وبعيداً عن محاولات التضليل والتشويه المتعمد من جانب قوات الاحتلال وأجهزة إعلامه، لزج “داعش” والتنظيمات الإرهابية في معركة “الحرية والكرامة” التي يخوضها الاسرى، تشير التقارير إلى أن هؤلاء الأسرى قرروا أخذ زمام قضيتهم بأيديهم، ونقل المعركة من وراء القضبان إلى ميدان المقاومة على الأرض، بالتخطيط لهذه العملية الجريئة، التي تنم عن دراية وخبرة وافية بعقلية أجهزة الأمن الصهيونية وكيفية مواجهتها والتغلب عليها . فالعملية، بحسب تسريبات فلسطينية، استغرقت وقتاً طويلاً من الإعداد، بدءاً من اختيار الهدف واستطلاعه وجمع كل ما يمكن جمعه من معلومات، ثم التخطيط المحكم والتنفيذ الدقيق، الذي ظهر جلياً في القدرة على التمويه وسرعة الحركة وصولاً إلى الإخفاء والتأمين، ما أحدث مفاجأة مدوية صعقت المحتل وأربكت حساباته، وجعلته يتصرف بشكل هستيري في الخليل ومحيطها، حيث أطلق حملة “بيت بيت” لتفتيش كل منازل الفلسطينيين، مع ما رافقها من عمليات إرهاب وقمع واعتقال وتنكيل بالمواطنين الفسطينيين، فيما ذهب قادة الاحتلال الى التهديد بعدوان جديد يشمل الضفة الغربية وقطاع غزة معاً .
ويدرك قادة الاحتلال أن التهديد بالحرب والعدوان لن يكون مجرد نزهة، هذه المرة، فالكلفة قد تكون باهظة والمردود غير مضمون، فيما يدرك الأسرى، بالمقابل، إنهم لم يعودرا مجرد ورقة للمساومة على طاولات التفاوض، حتى وإن تسببوا بانهيار عملية التسوية، ما يعطيهم الحق بأن يفرضوا أجندتهم على رأس أولويات العمل الوطني الفلسطيني، على الأقل، كي لا نذهب بعيداً في الرهان على الدعم العربي والدولي، خاصة وأن الأرض الخصبة باتت مهيأة الآن لانتفاضة شعبية ثالثة، قد تكون أكثر قوة وأبلغ أثراً من سابقتيها، فهل ينجح الأسرى في قيادة المقاومة لتحقيق ما عجزت عنه السياسة هذه المرة أيضاً؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 109 / 2178733

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

2178733 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40