أمين عام المنتدى القومي العربي
لكن بعيداً عن الهلع الذي قد أصاب البعض من مثقفّي الهزيمة هناك اعتبارات عدّة تقلّل من أهمية ما جاء في المقابلة دون التنكّر إلى خطورتها. وهذه الاعتبارات تقودنا إلى عدم إعطاء أيّ أهمية لفحوى الكلام، لأنه غير قابل للتطبيق ولأنه خارج سياق الأحداث والتحوّلات ولأنه لا يتجاوز محاولة إرضاء البيت الأبيض
واليوم يكثر الحديث في أروقة الإدارة الأميركية عن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع الجمهورية الإسلامية في إيران، رغم اعتراض العديد في الولايات المتحدة، ورغم اعتراض الدول الأوروبية الحليفة للولايات المتحدة وخاصة المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا. هذا يدلّ على عدم اكتراث الولايات المتحدة بالاتفاقات التي تعقدها ولا تهتم بمصالح غير مصالحها وكأن تغيير الإدارات
فما هي إذن الاحتمالات للمرحلة المقبلة؟ كافة الاحتمالات من جهة الكيان الصهيوني والأميركي والعربي التابع لهما في حالة إرباك قد تكون وجودية لجميع أطراف التحالف العدواني. الاحتمال الأول هو عدم المضيّ في التصعيد العسكري لأنّ موازين القوة بين المحور الصهيوأميركي والعربي التابع له وبين محور المقاومة يجعل ضمان نتائج التصعيد عملية مستحيلة وإلاّ لحصل العدوان.
تركيا على مفترق طرق. الشعب التركي يؤيّد أردوغان في عمليته العسكرية في شمال سورية. فالدويلة الكردية قد تشكّل خطراً وجودياً بالنسبة لتركيا. بالمقابل كانت كل من إيران وروسيا تملكان من البصيرة في استمالة تركيا لربطها استراتيجياً بهما، وذلك عبر إغراءات اقتصادية لم تستطع الولايات المتحدة ولا الاتحاد الاوروبي عرضها على تركيا
قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة الكيان الصهيوني لم يكن مفاجئاً لمن يتابع بدقة السياسة الأميركية بشكل عام والتطوّرات الداخلية في الولايات المتحدة بشكل خاص. فالكونغرس الأميركي صوّت عام 1995 بشكل شبه إجماعي على قانون يفضي إلى نقل السفارة
لكن قراءتنا الخاصة تفضي إلى أن تحوّلات مرتقبة داخل الولايات المتحدة وحتى داخل الكيان الصهيوني قد تلغي ضرورة اللجوء إلى الحرب. لدينا كتابات عديدة مفادها أن البيت الأميركي لا يقلّ وهنا عن الكيان الصهيوني رغم كل مظاهر القوة التي يتمتّع بها. فالاتحاد السوفيتي تفكّك عندم لم يكن أحد من جيلنا يتوقّع ذلك. ونسأل بكل جدّية ماذا سيبقى من الولايات المتحدة بعد 25 سنة سواء التجمّعات الإقليمية في شمال القارة الأميركية.
في سلسلة مقالات سابقة عرضنا ملامح التحوّلات السياسية على الصعيد الدولي والإقليمي والعربي. من ضمن التحوّلات الممكنة إن لم تكن مرتقبة تحوّلات جذرية في الجزيرة العربية. فحكومة الرياض، على ما يبدو، بدأت مسارا جديدا على صعيد مواقفها
تتسارع الأحداث في الوطن العربي فيحصل تغيّركبير في المشهد الميداني يليه تغيير في موازين القوة على صعيد الوطن بأكمله، وعلى صعيد المنطقة، وعلى الصعيد الدولي. لكن مع كل هذه التطوّرات نسأل أين الجامعة العربية من مجمل الأحداث المفصلية التي تؤثر في مستقبل الوطن؟
الدولة العميقة اليوم يتصدّرها مجمع مؤسسات الاستخبارات ضمن المجمع العسكري السياسي الأمني والمالي. واليوم يمكن إضافة السلطة الرابعة، أي الاعلام المهيمن إلى ذلك التحالف حيث أسقط الاعلام أي زعم بالمهنية وأخذ بتصنيع الأخبار الكاذبة حول ترامب. بالمقابل يعتبر ترامب أن "الاعلام هو العدو". ويجب الاعتراف أن ترامب سهّل ويسهّل إلى حدّ كبير مهمة خصومه بسبب تسرّعه في اتخاذ القرارات ثم التراجع عنها وكأنها ستكون دون أي تأثير. وهذا ما يجعل هدفه في "تجفيف المستنقع" مهمة في غاية الصعوبة
في هذا الجزء نستعرض المستجدّات في الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، ومجموعة البريكس وأو الكتلة الاوراسية. وهذه المستجدّات نقاربها من منظور نقاط القوة والضعف التي أوردناها في ورقتنا الأولى في تشرين الأول/أكتوبر 2015. الخلاصة التي ما زلنا نؤكّدها هي أن التحوّلات بين مجموعة الدول الصاعدة المتمثّلة بالكتلة الاوراسية ودول البريكس ومعها محور المقاومة (سورية، حزب الله، والجمهورية الإسلامية في إيران) وبين الكتلة الغربية أي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، تحوّلات لمصلحة الكتلة الأولى. فالشرق يصعد والغرب يتراجع....
ar
الإعلام المركزي
المقالات
زياد حافظ
?
|
OPML
?