المراقب العام لشبكة الجرمق
مفكر عربي اسلامي
استراتيجية الدول تتحدد، أولاً، بوضع قدراتها في موازين القوى، ثم ثانياً بوضعها الجيو- سياسي. فالذي يقود الدول هي استراتيجية الدولة وسياساتها، الأمر الذي يوجب دحر المصلحة الاقتصادية المباشرة لحساب أولويات الاستراتيجية.
المعادلة التي تديرها روسيا مع كل من سورية والكيان الصهيوني، وهما في حالة حرب يومية تشكل نموذجاً لهذه الازدواجية في العلاقات. وتشكل تعبيراً صارخاً عن سمة التقاطع والتناقض، في آن واحد، في العلاقات الدولية
هذا الدرس كان حاضراً في تجربة الثورة الفلسطينية المعاصرة عموماً، ولم يتحوّل إلى سياسة، بالرغم من بعض الاختراقات التي تم تلافيها بأسرع ما يمكن.
ثمة شبه إجماع بأن مواجهات رمضان (أيار/ مايو) بانتفاضاتها وبحرب سيف القدس، وما تحقق من إنجازات (تراجعات فُرضت على العدو)، أدخل الوضع الفلسطيني من حيث الصراع مع الكيان الصهيوني في مرحلة جديدة، مما يتطلب الانتقال بإدارته إلى مستوى يتوافق مع ما حدث من تغيّر في موازين القوى، ويرتفع إلى ما تقتضيه المرحلة الجديدة.
لعلّ من أهمّ تداعيات انتفاضة فلسطين معركة «سيف القدس»، أنها رمت كرة لهب في حُضن قيادة حركة «فتح» وكوادرها ومستقبلها. تخلّفت الحركة، بسبب قيادة محمود عباس لها، عن مواكبة الانتفاضة والحرب كما يليق بها
إن ما حدث من انتفاضات في القدس وكل فلسطين خلال شهر رمضان المبارك، وما بعده، حتى إعلان وقف إطلاق النار في 21 أيار/ مايو 2021، وما تخللته من حرب هي الرابعة على مدى أحد عشر يوماً بين المقاومة والشعب في قطاع غزة؛ وبين جيش الكيان الصهيوني، كان انتصاراً من عدة أوجه.
لهذا، حقَّ للفلسطينيين ومناصريهم ومشاركيهم وداعميهم أن يرفعوا شارات النصر، وأن يعلنوا ما تمّ تحقيقه، حتى الآن، نصراً. ولكنه نصرٌ تبدأ معه مرحلة جديدة من الصراع، ذلك أن الاحتلال ما زال قائماً، وما زال الكيان الصهيوني يأمل بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وإتمام مشروعه الذي
ولهذا، ما ينبغي لأحد أن يلوم صواريخ قطاع غزة، كما ما ينبغي لأحد أن يلوم منتفضي القدس، ولا كل من يُستشهدون أو يَقتلع الرصاص المطاطي عيونهم حين يذهبون إلى المواجهة في أي من مدن فلسطين وقراها ومخيمات اللاجئين
من هنا، فإن ما تستدعيه الهبّة الحالية ليس الدعم والتأييد، على أهميتهما، وإنما الجواب بإضراب عام وتظاهرات واسعة في كل مدن الضفة وقراها ومخيماتها، كما فعل أبطال قطاع غزة الذين ارتفعوا بدورهم إلى مستوى المشاركة أو إطلاق شراراتها الأولى، وعدم الاكتفاء بالدعم والتأييد
ليس هنالك من أولوية في الساحة الفلسطينية تعلو على أولوية مواجهة الاحتلال والاستيطان ودحرهما في شرقي القدس والضفة الغربية؛ لأن كل ما يعالج مع تأجيل هذه الأولوية يظل “تغميساً خارج الصحن”، إلاّ إذا كان يصب مباشرة وفوراً في مواجهة هذه الأولوية.
إن الخطأ الاستراتيجي الأول الذي ارتكبته قيادة م.ت.ف والمجلس الوطني
ar المراقب العام ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
26 من الزوار الآن
2182080 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 24