وصف خبير في الأمن القومي في مجلس العلاقات الخارجية بالولايات المتحدة ماكس بوت انسحاب القوات الأميركية من العراق بأنه يشكل إستراتيجية مأساوية تتخذها إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، وصرح بأن الانسحاب يعتبر هزيمة محققة وليس نصراً.
وأوضح بوت في مقال نشرته له صحيفة «وول ستريت الأميركية» أن أوباما يقول إن بلاده تنسحب من العراق بسبب تصلب موقف السياسيين العراقيين، ولكن الرئيس الأميركي - والقول للكاتب - لم يحاول اتخاذ المفاوضات مع العراقيين على محمل الجد.
وفي حين أشار الكاتب إلى تصريحات أوباما في 21 أكتوبر/تشرين الأول الماضي والمتمثلة في قوله إنه حقق وعده بسحب القوات الأميركية من العراق بعد حرب دامت قرابة تسع سنوات، وإلى أن أوباما تحدث في البيت الأبيض بلغة المنتصر، قال الكاتب إنها كانت هزيمة أميركية في العراق وليست انتصاراً.
كما تساءل الكاتب عن الأسباب الواقعة خلف ما وصفها بهزيمة الولايات المتحدة في العراق، وقال إن السبب الظاهري يتمثل في رفض العراقيين منح الجنود الأميركيين الحصانة من الوقوف أمام المحاكم العراقية في حال انتهاكهم القوانين المحلية في العراق.
[**حصانة الجنود*]
وأوضح أنه بالرغم من أن التحفظات العراقية بشأن حصانة الجنود الأميركيين كانت هي نفسها في عام 2008، فإن مفاوضات جرت بين بغداد وواشنطن حينها وأسفرت عن اتفاقية لتمديد بقاء القوات العسكرية الأميركية في العراق، وأن ذلك الاتفاق جرى بين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وإدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش.
وتساءل الكاتب عن سر توصل إدارة بوش إلى اتفاق مع المالكي بشأن تمديد بقاء القوات الأميركية في العراق بالرغم من أن عددها عام 2008 كان يقرب من 150 ألفاً، في مقابل عدم قدرة إدارة أوباما على التوصل إلى اتفاق مع المالكي نفسه بالرغم من انخفاض عدد القوات الأميركية في العراق هذه الأيام بشكل كبير.
وحذر الكاتب إزاء ما وصفها بعدم قدرة العراق على الدفاع عن نفسه، سواء على مستوى القوات الجوية أو الأرضية، إضافة إلى ما قال إنها جماعات «إرهابية» متعددة لا تزال تجثم على الأراضي العراقية، ومن هنا - والقول للكاتب - فإن الانسحاب الأميركي من العراق في هذا التوقيت يعتبر مأساة وليس نصراً، بل إنه هزيمة محققة.
[**المصدر : صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية.*]