قمة واشنطن نجحت في تحقيق الاهداف المحددة لها. فقد انتهت ببيان عن استئناف المفاوضات لتحقيق تسوية «إسرائيلية» ـ فلسطينية، تعرض حلولاً لكل «المسائل الجوهرية» وتؤدي الى اقامة دولة فلسطينية. رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو أعرب في خطابه في واشنطن عن استعداد لحل وسط تاريخي. فقد قال نتنياهو : «شعب آخر يتقاسم البلاد معنا»، ووصف «الرئيس الفلسطيني» محمود عبّاس بانه «شريكي في اتفاق السلام». ووعد بانه لم يدخل الى المحادثات المباشرة كي يناكف، بل كي ينهي «النزاع».
نتنياهو، الذي عارض في الماضي بشدة فكرة الدولة الفلسطينية ورأى فيها خطراً على وجود «اسرائيل» وأمنها، غير نهجه منذ عاد الى الحكم قبل نحو سنة ونصف السنة. اما الآن فهو يتحدث عن «السيادة مقابل الأمن» ـ دولة فلسطينية، مقابل ترتيبات أمنية متشددة. وأقنع نتنياهو زعماء الولايات المتحدة، مصر والأردن برعاية المحادثات المباشرة، واظهر قدرة سياسية مثيرة للانطباع في الحفاظ على ائتلافه متراصاً في الوقت الذي دخل فيه الى مباحثات حول انسحاب من الضفة الغربية، مستقبل المستوطنات ومكانة القدس.
ولكن، بقدر ما كان سخياً في التصريحات، ضنّ نتنياهو بالتفاصيل، والشكوك حول جدية نواياه وقدرته على دفع التسوية لم تتبدد بعد. مواقفه الأولية، وتلميحاته بانه سيقترح ابقاء المستوطنين في الدولة الفلسطينية بدلاً من اخلائهم تثير التخوف من أن نتنياهو يبحث عن السبل لانقاذ «إسرائيل» من العزلة الدولية ولهذا فقد دفع نحو المحادثات المباشرة، إلا أنه لم يستوعب بعد الثمن اللازم للحل الوسط مع الفلسطينيين ـ انسحاب من الضفة الغربية، تقسيم القدس واخلاء المستوطنات.
الإختبار الأول لنواياه وقدرته سيكون مع نهاية التجميد للبناء في المستوطنات، بعد ثلاثة اسابيع. اذا ما خضع نتنياهو لضغوط المستوطنين ومؤيديهم واستأنف البناء بكامل الوتيرة، سيتبين بانه غير قادر على ان يقود نحو الحل الوسط التاريخي الذي وعد به. اذا كان رئيس الوزراء يريد للناس أن يصدقوا تصريحاته في واشنطن، فان عليه أن يترجمها الى قرارات يتخذها في «ارئيل» و«عمانويل»، ويمتنع عن توسيع المستوطنات في اثناء المحادثات. هذا هو الإستنتاج الواجب من قمة واشنطن.
[**أسرة التحرير | «هآرتس» | 5 ايلول (سبتمبر) 2010*]