اخيار واشرار٠٠٠

انتهی نصف العام الاول من ملحمة طوفان الأقصی، بجملة هزاٸم غير مسبوقة لكيان قتل الاطفال وهدم الاعيان المدنية وربما اول مستخدم للتجويع في كل حروب البشر، ولمنظومة حمايته التقليدية الغربية، ولاكثر من ذلك، للقواعد الاساسية التي حكمت فهم شعوب العالم جملة، لمسألة ما ظنته من قيم وقوانين واخلاق وشراٸع، بحسب الات دعايتها التي حرصت كل مٶسساتها علی بثها وادعاٸها٠
هذه الأخيرة هي المساحة الاكبر للهزيمة، ليس فقط لما كان يقوله ويحرص الكيان نفسه علی توصيف كيانه به امام شعوب العالم حوله وما يكون، بل حول الكيان بنظر بقية يهود العالم وخاصة الغربيين منهم،ويضاف اليه ما كانت امريكا طيلة نصف قرن تدعيه حول الاخلاق والحريات والتي كنا نری انها اساس ما تقفز لتوصيف نفسها به دونا علی اساس انها الاخيار في مواجهة الاشرار٠
مقاومة غزة والمقاومات الحليفة، وصمود الشعب الفلسطيني، والصور التي هشمت هذا كله، ووضعت كل ذلك امام هزة عنيفة حركت شوارع العالم، بحيث لم تكن فقط كافية لتجاوز شدة العتبة المصنوعة من البروبوغاندا اياها، بل لقد هزت وجدان الكثيرين بحيث غدا البحث عن سبب هذا الصمود وهذا العنفوان هو مشروع شخصي للكثيرين وصولا الی القرآن نفسه والذي تسبب بمٸات حالات الاعتناق له هناك في الغرب والشرق٠
اليوم اصبحت الفلسطينية وفلسطين رمزا للتحرر العالمي بكل تاكيد، وغدت شعارات المقاومة الايقونة الكفاحية العالمية، وظهرت معركة طوفان غزة ليست فقط معركة حرية وتحرر للشعب الفلسطيني وارضه، ورفع الظلم التاريخي عنه بوجه الابادة التي تعرض لها خلال ٧٥ عاما، بل لقد اصبحت رسول انعتاق الشعوب الغربية نفسها من اكاذيب كبيرة، ربطت بها بسلاسل قاسية من اول قصة اكذوبة السامية والمحرقة التي يشاهدها العالم علی مدار الساعة، الی قصص الحريات والشراٸع والقوانين، والعالم المتحضر، اليوم يكتشف الغربي من هم الاخيار ومن هم الاشرار دون ادنی شك وبالمباشر٠
سقطت مقولات النار ومزيد من النار، والقوة المادية، وعلت مقولات الايمان والصمود والاخلاق الحقيقية٠
نبدأ نصف العام الثاني من الطوفان، منتصرين وداخلين لتحقيق الجزء الثاني من انتصارنا، وهذا وعد تحقق نصفه، وسيتحقق باقيه باذن المولی٠
هذا العالم سينقلب حتما، وغزة كانت رافعة انقلابه، وانعتاقه، وسيكون لغزة في حياة عالم ما بعد الصهيونية والماسونية والعبيد، ايقونة ثابتة وسنری٠٠٠