على ذمة «المستقبل العربي» : سلام فيّاض يمول حركة انشقاقية عسكرية عن حركة «فتح»...
كشفت مصادر فلسطينية موثوقة لـ «المستقبل العربي» عن أن تنظيماً فتحاوياً جديداً سيعلن عن تشكيله في غضون فترة زمنية قصيرة، يتلوه الإعلان عن تشكيل عدد آخر من التنظيمات الفتحاوية.
التنظيم الأول يقف على رأس القائمين على تشكيله عدد من كبار الضباط المتقاعدين من الأجهزة الأمنية في «السلطة الفلسطينية» في مقدمتهم اللواء المتقاعد صلاح جديد.
وسبق لجديد أن ترشح لعضوية اللجنة المركزية لحركة «فتح» في مؤتمر بيت لحم الذي عقد في آب (اغسطس) 2009، غير أنه لم يكن من بين الفائزين.
شديد يجري اتصالات مكثفة في الوقت الحالي مع عدد كبير من ضباط حركة «فتح» داخل وخارج الأراضي الفلسطينية تحضيراً لإعلان تشكيل تنظيم «فلسطين بيتنا»، على غرار اسم حزب «إسرائيل بيتنا» بزعامة افيغدور ليبرمان. ويعيد جديد في اتصالاته إلى الأذهان حكاية «التيار الديمقراطي» في حركة «فتح» الذي شكل نواة تشكيل حركة «فتح/ الإنتفاضة» سنة 1983 حين قابل ياسر عرفات مطالب هذا التيار، بشن حرب عسكرية ضده.
التيار الديمقراطي كان يطالب في حينه بعقد مؤتمر عام للحركة يتم الإحتكام إليه بشأن القضايا الخلافية، وعلى رأسها رفض التيار الديمقراطي لمبدأ التسوية السياسية مع «إسرائيل»، والإعتراف بوجودها.
ويترأس اللواء صلاح جديد في الوقت الحاضر مؤسسة المتقاعدين العسكريين. وهو يجري اتصالات مع جميع الضباط العاملين والمتقاعدين، خاصة المختلفون على محمود عبّاس «رئيس السلطة» بهدف ضمهم إلى التنظيم الجديد، الذي يلقى الدعم والرعاية المالية من قبل الدكتور سلام فيّاض، رئيس الوزراء، وزير المالية، ما ينفي أي علاقة له بالتيار الديمقراطي في الحركة.
المصادر تؤكد وجود ما بين خمس إلى ست مجموعات أخرى من الضباط الفتحاويين يعملون في ذات الوقت على تأسيس تنظيمات أخرى، تنبثق من تحت عباءة حركة «فتح»، وأن جميع هذه المجموعات تحظى بالدعم والرعاية المالية من فيّاض.
المصادر تؤكد أن فيّاض قدم رعاية مالية منذ وقت طويل لعدد كبير من الضباط العاملين والمتقاعدين، واشترى لهم منازل فاخرة من اموال صندوق خاص تموله الولايات المتحدة الأميركية، كما دفع لهم رواتب مرتفعة إلى جانب رواتبهم التي يتقاضونها من «السلطة»، وخصص لهم موازنات مغرية تمول من ذات الصندوق.
ويهدف فياض من وراء كل ذلك إلى تفتيت حركة «فتح»، التي يطالب عدد كبير من اقطابها بتنحية فيّاض عن رئاسة الحكومة، فيما يعد فيّاض نفسه لخلافة محمود عبّاس في «رئاسة السلطة».
المصادر تبدي اعتقادها في أن اللواء صلاح شديد، وغيره من اعضاء اللجنة التحضيرية لتأسيس حركة «فلسطين بيتنا»، يطمحون هم أيضاًَ لخلافة عبّاس في «رئاسة السلطة»، وقيادة حركة «فتح».