السبت 9 تشرين الثاني (نوفمبر) 2019

الأخبار اللبنانية: اتفاقُ «لا حرب» إطاراً لإعلان التطبيع: صيغة بديلة من «صفقة القرن»؟

هبة اللبدي... شكراً!
السبت 9 تشرين الثاني (نوفمبر) 2019

-  كتب علي حيدر :اتفاقُ «لا حرب» إطاراً لإعلان التطبيع: صيغة بديلة من «صفقة القرن»؟

لم يعد مفاجئاً الكشف عن فصول إضافية من مساعي التطبيع بين الدول الخليجية وإسرائيل. وما تمّت إماطة اللثام عنه حتى الآن كافٍ للتدليل على المسار الذي تسلكه علاقات الطرفين، والذي تتصدّره السعودية بوصفها ضابط إيقاع الانفتاح الخليجي على الكيان. منشأ التقارب الخليجي ــ الإسرائيلي مرتبط بنوعين من العوامل: الأول والأساسي يتصل بحقيقة موقف أنظمة الخليج من الاحتلال الصهيوني لفلسطين، والمرتبط عضوياً بتبعية هذه الأنظمة للمعسكر الأميركي، إذ إن الأداء السعودي، خصوصاً، الحالي والتاريخي، دائماً ما اتّسم بتناغمه مع الأداء الإسرائيلي، إلى حدّ أن كلّ مَن كانت إسرائيل عدوّه اللدود، كان النظام السعودي يناصبه العداء، علماً بأن كلا الكيانين وُجدا في الحيّز الإقليمي ذاته، وفي المرحلة التاريخية نفسها، وعلى يد الدولة الاستعمارية عينها، أي بريطانيا، واليوم يتظلّلان بالمظلّة الدولية ذاتها، وهي الولايات المتحدة. أما النوع الثاني من العوامل، فمرتبط بفشل الرهانات المتتالية على ضرب محور المقاومة، وتحديداً في ما يتصل بانكفاء الأميركي وارتداعه عن التورط في مواجهات عسكرية واسعة في المنطقة. هذه المستجدات دفعت الطرفين الإسرائيلي والخليجي إلى مزيد من التقارب والتنسيق على قاعدة المصير المشترك.

ليس صدفة أن يتزامن الكشف عن أطروحة «لا حرب» التي تبنّاها وزير الخارجية الإسرائيلي مع خطاب سياسي وإعلامي، سعودي - إسرائيلي، ينتقد انكفاء إدارة دونالد ترامب، ويتحدث عن معادلات إقليمية جديدة يتعاظم فيها موقع إيران ومحورها ودورهما على مستوى المنطقة. تعاظمٌ يستوجب، من وجهة نظر كلّ من الرياض وتل أبيب، البحث عن خيارات بديلة. وفي هذا الإطار، يُلاحَظ تقاطع الأولويات، وتطابقها، بين النظام السعودي والكيان الإسرائيلي في تحديد الأعداء وكيفية مواجهتهم. كما يلاحَظ أن مفردات الخطاب الدعائي تكاد تكون هي نفسها، في ما يتعلق بالنظرة إلى حزب الله وإيران والموقف منهما. وما يجري تداوله الآن من صيغة مستجدّة تحمل اسم اتفاق «لا حرب»، هو عبارة عن إطار بديل ممّا يسمى «صفقة القرن»، التي يبدو أنها أرجئت إلى أجل غير مسمى، وفق ما كشفته «القناة الـ12» في التلفزيون الإسرائيلي، بهدف الانتقال إلى مرحلة التحالف العلني وفق صيغة متدرجة.
مع ذلك، يبقى أيّ تحالف بين الطرفين أقرب إلى خدمة خليجية لأمن إسرائيل. والسبب أن الأخيرة لا تراهن على فعالية أنظمة الخليج في المواجهة الشاملة، بل على قيامها بأدوار أمنية واستنزاف وإشغال. وهو ما عبّر عنه رئيس الأركان الإسرائيلي السابق والقيادي في حزب «أزرق أبيض»، غابي أشكنازي، في مقابلة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت» قبل أيام، حيث قال إنه «ليس جيداً أن تكون إسرائيل وحدها في الساحة مقابل إيران. مع كلّ الاحترام للدول السنية (يقصد الأنظمة الخليجية خصوصاً)، لم نعوّل عليها ولا مرة واحدة كلاعب أساسي. صحيح أن لدينا مصالح مشتركة معها، لكن ذلك لن يصمد في مواجهة شاملة. الكثير من الأشخاص خاب أملهم عندما واصل ترامب سياسة الانسحاب من الشرق الأوسط».أما في ما يتصل بالقضية الفلسطينية، فإن الصيغة الجديدة تُعدّ جزءاً من خطة الالتفاف على الفلسطينيين، عبر نسج علاقات وتحالفات مع المحيط العربي من دون التوصّل إلى تسوية لقضيتهم، حتى وفق الأسس القديمة الظالمة، الأمر الذي يعني استكمال إحكام الطوق على فلسطين التي يعاني أهلها من حصار ذي وجهين: إنساني وحياتي كما في قطاع غزة، وآخر مرتبط بالعناوين النضالية يحول دون إمداد الفلسطينيين بعناصر القوة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
على مستوى الموقف الداخلي الإسرائيلي، ثمة إجماع بين التيارات والأحزاب كافة على مصلحة تل أبيب الاستراتيجية في نسج علاقات رسمية علنية مع النظام السعودي. وبالنسبة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تحديداً، فهو كان من روّاد مقولة إن النظام السعودي والكثير من الأنظمة العربية الأخرى تتعامل مع القضية الفلسطينية باعتبارها عبئاً ينبغي التخفّف منه. يضاف إلى ذلك أن التطورات الإقليمية، والهزائم التي تلقّتها الرياض، وخيبة أملها من ترامب، تدفعها إلى البحث عن تحالفات إقليمية، وهو ما يشكّل فرصة لتقديم الإطار الملائم الذي ينقل العلاقات مع إسرائيل من السرّ إلى العلن، ومن التكامل إلى التحالف.

- كتب نجيب نصر الله: هبة اللبدي... شكراً!

في الوقت الذي يهرول فيه هذا وذاك من عرب أميركا وخوارجهم من أهل الصحراء القاحلة إلا من النفط نحو إسرائيل، يَلمع في سماء المنطقة العربية والعالم نجمٌ جديد. تتقدّم هبة اللبدي بوصفها بطلة عربية ومقاوِمة فلسطينية تحدّت الاحتلال في عقر سجونه، وتمكّنت بصلابة إرادتها وعنفوان روحها ووضوح رؤيتها وعدالة قضيتها من تلقينه درساً في معنى الوجود البشري والكرامة الإنسانية. وفرضت عليه، وهو المدجّج بآخر مبتكرات القتل ونظريات التفوّق الغربية، إعلان عجزه عن مواجهة روحها المقاومة، والتسليم بحريتها التي فشل في مصادرة ولو ذرّة واحدة منها على رغم كلّ ما فعله على مدى أكثر من أربعين يوماً حفلت بأنواع مبتكرة من التعذيب والوحشية.

هبة اللبدي صورة إضافية تؤكد صوابية النموذج الذي لا نموذج غيره لِمَا يجدر بالعرب، كلّ العرب، أن يتمثّلوه إذا ما أرادوا استحقاق ما يَصْبون إليه من عزّة وكرامة. فالمقاومة، وهي عين ما يقوم به أحرار لبنان وفلسطين وباقي العالم، الذين يخوضون، بالأصالة عن أنفسهم وبالنيابة عن العالم، معركة الإنسانية المفتوحة مع أشرس الأعداء وأكثرهم إجراماً، هي السبيل الذي لا سبيل غيره لاستعادة الأرض ومعها الكرامة والمستقبل المفقود. ولولاها، لما تَحقّق ما تحقّق من تحرير أجزاء غالية من الأرض اللبنانية، ولما أمكن إرغام العدو على التسليم بعجز لم يكن يعرفه سابقاً، والتقوقع خلف جدران الإسمنت العالية التي باتت اليوم مع تعاظم المقاومة واشتداد بأسها جدران خوف ورعب تُزنّر جهات الأرض العربية المغتصبة.
قد لا تكون البطولة اختراعاً فلسطينياً. لكن الأكيد أن الإضافة اللبنانية والفلسطينية ذات الأثر على معاني المفهوم ومضامينه جعلته أغنى بكثير مما كان عليه، بل ومثالاً جاذباً لأجيال وأجيال. وما فِعْل هذه الحسناء الفلسطينية إلا دليل على الأثر الذي راكمته نجاحات المقاومة خلال العقود الثلاثة الماضية. فالإضافة اللبنانية، وقبلها الفلسطينية، المُعزَّزة بالانتصارات التأسيسية، تركت بصمات حاسمة على معنى الفعل البطولي ومضامينه المسلّم بها، وأعادت تقديمه كأقرب ما يكون إلى واقعه وحقيقته بعد مرحلة انحسار وتراجع سادت خلالها انهزامية غذّتها اختراقات أمنية وسياسية كبيرة كان اتفاق «أوسلو» أحد أبرز تجلياتها، قبل أن تنجح المقاومة في قلب الطاولة وتستعيد المبادرة. ولو لم يكن الأمر كذلك، وهو حتماً كذلك، لما أمكن لِهَبة ولأمثالها، وهم كثر، من الذين وُلدوا في معمعان الهزائم أن يختاروا سبيل المقاومة والمواجهة المحفوف بالمخاطر والتضحيات، لكنه، في المقابل، الضامن الوحيد لكلّ المعاني والقيم الإنسانية التي تحرص على كرامة الإنسان وسعادته وحريته غير المقيّدة. المقاومة هي التي فرضت على العدو التراجع وتقديم التنازلات، وهي التي قيّدت استباحة الأرض العربية وإنسانها، وهي التي ستضع حداً لكلّ هذه الغطرسة والتوحّش، وهي التي ستُمكّن أحرار فلسطين ومناضليها الذين يتابعون اقتفاء أثر من سبقهم من مناضلين ومناضلات، من استعادة وتحقيق ما تعمل له السواعد وترنو إليه العيون وتخفق له القلوب.
ربما وجب علينا شكر العدو الذي أتاح لنا إعادة اكتشاف الأبطال. فهؤلاء هم وحدهم مَن يصنع الحكاية التي ستكون لها خاتمة مخالفة لما افترضه الغرب يوم أقام هذه المستعمرة المحمومة بالفناء والتبدّد. وهبة اللبدي واحدة من الذين يغْنون هذه الحكاية التي لا حكاية غيرها.
هبة اللبدي... ما أجملك!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 9484 / 2189664

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2189664 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40