رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ورئيس الدولة شمعون بيريس، اكتشفا في نهاية الاسبوع صديقاً جديداً ومفاجئاً لـ «اسرائيل» : فيدل كاسترو. وعقبا كلاهما بانفعال على مقابلة منحها زعيم كوبا لمراسل مجلة «اتلانتك» جيفري غولدبرغ، انتقد فيها الرئيس الايراني، محمود احمدي نجاد، بسبب نكران الكارثة، وقال إن اليهود عانوا وتكبدوا المصاعب اكثر من أي شعب آخر.
وأثنى بيريس على الطاغية الكوبي على «العمق الثقافي الاصيل والمميز»، وأعرب نتنياهو عن تقديره لـ «فهمه العميق لتاريخ الشعب اليهودي ودولة «اسرائيل»». مع كل الاحترام لاقوال التضامن من كاسترو، الذي قطع علاقاته مع «اسرائيل» قبل حرب يوم الغفران، فان ردود الفعل الحماسية من رئيس الوزراء والرئيس تدل اكثر من أي شيء آخر على أزمة دولة «اسرائيل».
في الوقت الذي عمل فيه بيريس على كتابة برقية لكاسترو، تعرض لاهانة علنية من الرئيس التركي عبدالله غول الذي رفض اللقاء معه. لجنة من الامم المتحدة تتهم «اسرائيل» بقتل مدنيين وخرق القانون الدولي في قضية الاسطول التركي. في مؤتمر الوكالة الدولية للطاقة الذرية، سقط بصعوبة فقط اقتراح للتنديد بـ «اسرائيل». وفوق كل شيء، الرئيس الامريكي، باراك اوباما، والاسرة الدولية بأسرها يطالبون نتنياهو بأن يواصل تجميد الاستيطان.
لا غرو انه في مثل هذا الوضع اختار نتنياهو ألا يسافر الى الجمعية العمومية للامم المتحدة، وترك المنصة في نيويورك لاحمدي نجاد، الذي لعب دور النجم في وسائل الاعلام الامريكية، و«للرئيس» الفلسطيني محمود عبّاس الذي ألقى خطابا حاد اللهجة ضد «اسرائيل». نتنياهو يفهم أن لصفحات رسائله ليس هناك من يشتري في العالم، الذي تعب من النزاع الذي لا ينتهي ويريد أن يرى نهاية الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية في المناطق. مطلب نتنياهو باعتراف الفلسطينيين بـ «اسرائيل» كـ «دولة الشعب اليهودي» تعتبر في نظرهم مناورة ترمي الى تحميل عباس مسؤولية فشل المفاوضات. ولكن بدلا من فهم رسالة الأسرة الدولية وتغيير سياسته، يفضل نتنياهو التمترس وراء مواقفه. حسن أنه يمكنه ان يواسي نفسه بتصريحات كاسترو، الذي تحدث ايضا مثنياً على ابي رئيس الوزراء المؤرخ.
[**أسرة التحرير | «هآرتس» | 27 ايلول (سبتمبر) 2010*]