يمكن أن نعلن منذ اليوم أن عام 2023 سيكون عامنا الفلسطيني الأول في جزء الطريق الأخير للوصول إلى فلسطيننا خالية من احتلال العدو للضفة والقدس على الأقل، فموازين القوى الدولية والاقليمية والمحلية تؤكد جملة حقائق لا يمكن التغافل عن تراكمها، أهمها اليوم على الاطلاق فقدان الهجوم الأمريكاني لمعظم أسنانه في المنطقة.
في الجزء المهم من المراقبة يقع موقع العدو الفاقد للخطين الاول والثاني فيما كان يسميه هو خطوط الدفاع الاستراتيجية عن مصيره وتهديد كيانه المصيري القائم والمؤكد، فالخط الأول في مسألة الدعم الغربي والأمريكاني المطلق بأي ثمن وأي صورة أصبح مشكوكا فيها منذ زمن، والخط الثاني المتعلق بناتج وفارق معادلة الديموغرافيا واتفاقيات التطبيع بدا وهما.
والأهم من جميع ذلك اليوم خط الدفاع الأخير المتمثل في تماسكه وقدرته على الاستمرار بإدارة لعبة داخلية تلبس طاقية ديموقراطية من أي نوع وأي قماش ومهما كان وضعها متواضعا أو مخادعا أو حتى مموها أو متوهما، وقل ما شئت في هذا، فاليوم الكيان يتعرض لأزمة داخلية في أسئلة قام هو نفسه بتأخيرها لدرء خطر تفجّرها المحتمل جدا، من هو اليهودي وما هي هذه الدولة التي يقول أنها له؟
اليوم لم تفلح كتب نتنياهو ولا استراتيجيات هرتسيليا ولا حتى قديم الغزل الصهيوني الماساوني الانجليكاساكسوني في معالجة الاخاديد الخطيرة التي افتتحها وبقوة وضع الكيان السياسي والاجتماعي والمشلول منذ ستة وثلاثين شهرا حتى الآن، ومظاهرة السبت أمس في قلب تل أبيب وخلة الشيخ مؤنس أظهرت بشكل واضح أنياب التآكل الداخلي الصهيوني ولم تعد قصة يهودية الدولة ولا قومية الكيان ولا حتى سالف التنظيرات التي استهلكها كي يؤخر مقابلة سؤالي الحسم بين مجانين الشريعة والارهاب من جهة ومجانين الكذب السابق في خلاصة خيبته المأزومة من جهة أخرى.
والسؤال متى سيفتح جنود الطرفين وقبائل الطرفين النار على بعضهما ؟