كشفت إحدى الوثائق المسربة من وثائق «ويكيليكس» والتي وصفها الموقع بـ «السرية» أن رئيس حكومة اوسلو في رام الله سلام فيَّاض تكفل أثناء الحرب «الإسرائيلية» الأخيرة على قطاع غزة بنقل 500 جندي فلسطيني من أريحا إلى رام الله لقمع التظاهرات التي خرجت آنذاك تضامناً مع غزة وتنديداً بالحرب عليها.
جاء ذلك في رسالة للقنصلية الأمريكية في القدس، ومؤرخة بتاريخ 9/1/2009، أرسلها فيَّاض للقنصل الأمريكي العام في القدس جاك والاص، يؤكد فيه ذلك.
وكان الاحتلال «الإسرائيلي» هاجم قطاع غزة لمدة 22 يوماً متواصلة، براً وبحراً وجواً، في 27 ديسمبر 2008 حتى 18 يناير 2009، قتل خلال حربه أكثر من 1420 مواطناً وجرح أكثر من 5000، وقضى على البنية التحتية ودمر آلاف المنشآت والمنازل.
وفي رسالته، أبلغ فيَّاض القنصل العام أنه يُعاني من مشكلات في السيطرة على الاحتجاجات الشعبية والحشود البشرية، وأن «حماس» والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تشكلان عقبة له خصوصاً في مدينة بيت لحم.
وقال فيَّاض : إنَّ «الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة لديها أوامر مشددة بالحفاظ على الأمن ومنع العنف، ومنع أي مواجهات قد تحدث مع جيش الاحتلال، تجنباً لسقوط ضحايا».
وذكر فيَّاض في سياق رسالته أن قرار مجلس الأمن بشأن غزة قد يوفر فرصة للسلطة الفلسطينية لاتخاذ إجراءات ضد الفصائل وحركة «حماس» في الضفة الغربية، منبهاً أن حركة «حماس» تعارض قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار والصواريخ، بدعم من بعض الدول العربية.
وإلى جانب ذلك، تضمن التقرير تفصيلاً من قبل فيَّاض بالتظاهرات التي خرجت في الضفة الغربية، وأعداد المعتقلين، وتفصيلات تتعلق بنشاطات الأجهزة الأمنية حيال تلك المظاهرات.
وأفردت وثائق موقع «ويكيليكس» المسربة حديثًاً حيزاً للملف الفلسطيني وخصوصاً قطاع غزة، وكشفت أن «إسرائيل» تشاورت مع مصر وسلطة اوسلو بقيادة محمود عبَّاس قبل بدء حربها على القطاع نهاية عام 2008 بشأن تولي السيطرة على القطاع بمجرد هزيمة حركة «حماس». كما ذكرت الوثائق أن الجانبين رفضا طلباً «إسرائيلياً» لدعم العدوان، إلا أنهما لم يقطعا خلاله «الحوار» مع «تل أبيب».
وأشارت الوثائق إلى ما سمتها برقية صادرة عن السفارة الأميركية في «تل أبيب»، وجاء فيها أن وزير الجيش «الإسرائيلي» إيهود باراك أبلغ وفداً من الكونغرس الأميركي العام الماضي أن «إسرائيل» أجرت اتصالات مع مصر والسلطة الفلسطينية قبل شن الحرب على غزة.
وكانت وثيقة أخرى لـ «ويكيليكس» كشفت أن حركة «فتح السلطة» بالضفة الغربية طلبت من رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، يوفال ديسكين، مهاجمة «حماس» التي تدير قطاع غزة.
وحسب البرقية المسربة التي أرسلها السفير الأمريكي لدى الاحتلال ريتشارد جونس، إلى الخارجية الأمريكية بعد لقاء جمعه مع ديسكين في العام 2007، قال ديسكين: «(فتح) وصلت إلى مرحلة الصفر ويطالبوننا بمهاجمة «حماس»، هذا تطور جديد.. لم نشهد ذلك من قبل أبداً.. هم فاقدون للأمل».
كما أفادت وثائق دبلوماسية سربها موقع «ويكيليكس» وموقع «فورين بوليسي» أن الولايات المتحدة تحركت من الباطن لمساعدة «إسرائيل» على عرقلة عمل لجنة الأمم المتحدة للتحقيق في الحرب «الإسرائيلية» على غزة (لجنة غولدستون).
وكشفت وثيقة أخرى نشرها «ويكيليكس» أن «إسرائيل» طلبت من وفد من الكونجرس إبان حرب غزة الضغط على مصر لتحسين أدائها فيما يخص مكافحة تهريب الأسلحة إلى غزة، وضبط الحدود مع السودان.