قالت مجلة أمريكية متخصصة في الشئون الدولية أن حركة «حماس» لا تشكل خطراً على «إسرائيل» فقط و لكن على مصر أيضاً، مشيرة إلى أن الحكومة المصرية تعرف أن الغرب لن يساعدها على التخلص من النظام الثوري الإسلامي في غزة، ولا «إسرائيل» تستطيع فعل ذلك، كما أن «حماس» لن تقبل طواعية التبعية للسلطة الفلسطينية، ولذلك أصبح النظام في مصر يدرك أن عليه أن يحمي نفسه من هذا التهديد.
وقال باري روبن مدير مركز الأبحاث العالمية في الشئون الدولية - وهو من الشخصيات المقربة من الحكومة «الإسرائيلية» - في مقال بمجلة «جلوبال بوليتيشان» الأمريكية أن التهديد الذي تمثله «حماس» على مصر يأخذ عدة أشكال، أهمها أن «حماس» حليف وثيق لجماعة «الإخوان المسلمين» في مصر التي تسعى لقلب نظام الحكم وجعل مصر دولة إسلامية تحظى بمباركة إيران وطالبان في أفغانستان، وهو ما يعني أنه أثناء أو بعد ثورتهم سيتم قتل الطبقة الراقية في مصر ومصادرة ممتلكاتها.
وتابع المقال قائلاً أن التهديد الثاني يأتي من حقيقة أن «حماس» تعمل لحساب إيران، حسب قوله، مضيفاً أنه على الرغم من مضي وقت طويل منذ أن كانت مصر تستطيع أن تقدم نفسها بمصداقية كزعيم للعالم العربي أو واضع السياسات في المنطقة، إلا أنه لا يزال لديها مصالح وطنية حقيقية فيما يحدث في المنطقة.
ويرى روبن أن إيران تشكل تهديداً لمصر بأربع طرق : الفرس ضد العرب، الشيعة ضد السنة، الإسلامية ضد القومية، وإيران ضد مصر على مستوى المنافسة بين الدول. وأضاف قائلاً أنه يمكن التفكير في غزة بالنسبة لمصر كما كانت كوبا الشيوعية للولايات المتحدة.
أما التهديد الثالث فهو أن تصبح مصر ملاذاً آمناً لـ «الإرهابيين» الذين يعملون ضد مصر، بحسب المقال، فأي سلاح يتم تهريبه إلى غزة، على سبيل المثال، قد يظهر مرة أخرى يوماً ما في هجوم على سياح في القاهرة.
وأضاف المقال قائلاً أنه مع اقتراب مصر من أول انتقال «طبيعي» للسلطة منذ أربعين عاماً، فإن الحكومة المصرية تبدو أكثر توتراً تجاه هذه الأشياء.
وتساءل روبن عما تستطيع مصر عمله، فهي لا تريد حكم غزة مرة أخرى كما فعلت بين عامي 1948 و 1967، كما أن دعمها الواضح - وإن كان غير صريح - لـ «إسرائيل» في حربها ضد «حماس» جلب لها الكثير من الانتقادات، وقد حاولت مصر أيضاً وفشلت في لعب دور الوسيط بين «حماس» والسلطة الفلسطينية، إضافة إلى أن مصر تعلم أنها لا تستطيع الاعتماد على الولايات المتحدة.
وتابع قائلاً أن الخيار الأفضل بالنسبة لمصر كان أن تقوم بعزل «حماس»، فتم إنشاء نظام أمني مصري جديد بأكمله، مع المزيد من القوات والعديد من مناطق السيطرة، وتم بناء جدار لمنع سكان غزة من العبور، وتم هدم المنازل بالقرب من خط العبور، وتم تكثيف الجهود في محاولة للسيطرة على عمليات التهريب. واختتم قائلاً أن الحكومة المصرية لا تنسى للحظة أن نظام «حماس» يشكل خطراً عليها أيضاً وليس فقط على «إسرائيل».