كاتب عربي
هكذا تتضح صورة المفاوضات، الغرض منها ليس مساعدة غزة للخروج من «أزمتها الاقتصادية» أو وضع حد لمأساتها الإنسانية، ولا حتى الوصول إلى «هدنة طويلة»، بل الغرض فصل غزة فصلاً نهائياً، لتبدأ «مرحلة نزع سلاح المقاومة» وتنفيذ مشاريع تصفية القضية الفلسطينية!
لقد وضعت حركة «حماس» نفسها في موضع التساؤل، إن لم يكن في موضع الاتهام؛ لكنها لا تزال تملك الفرصة لإفشال كل ما يخطط له «الإسرائيليون» وحلفاؤهم والتابعون لهم. والقيادة «الإسرائيلية»، كما يبدو، مرتاحة لسياستها طالما أن الحلقة تضيق حول رقبة الحركة، وهي تأمل أنها ستصل في النهاية إلى ما تخطط له وتريد
التوصل إلى «اتفاق قابل للحياة» مسألة في حكم المستحيل؛ ولكن إن خضعت حركة «حماس»، وتم الإعلان عن التوصل إلى «اتفاق»، فإنه في أرجح التقديرات لن يكون قابلاً للتطبيق، أو قادراً على الصمود والاستمرار. وسيتكشف الموضوع كله في نهاية الأمر عن فخ يلحق الضرر الكبير بحركة «حماس» وبقضية الفلسطينيين عموماً.
هذه هي الحقيقة تتأكد عارية من دون رتوش في «قانون القومية» بعد عقود، مع أنها لم تكن خافية على من أراد أن يراها. «إسرائيل» مشروع استيطاني إحلالي كولونيالي، كل فلسطين كانت حدوده الدنيا، لم تسعَ يوماً إلى «السلام»، ولم تفكر يوماً أن تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني في أرضه أو بحقه في تقرير مصيره...
إن هذا العدو الشرس، المستند إلى العنف والقوة، غير المعترف لا بالقوانين الدولية ولا بالقوانين الإنسانية، لن يتنازل عن ذرة من أطماعه إلا بنفس الطريقة التي يستعملها في تحقيق هذه الأطماع، أي بالقوة. ولسنا في حاجة إلى القول إنه ليس المطلوب الآن تحرير فلسطين، ولكن المطلوب منع المجرمين من تصفية القضية.
وإذا كان كل ذلك، وغيره مما يمكن أن تقدم عليه (سلطة أوسلو)، ليس جديداً عليها، فكم من مقاوم حاصرته واعتقلته أو قتلته بعد أن عجزت عنه قوات الاحتلال، وكم من مستوطن وجندي من جنود الاحتلال وقع في أيدي الجماهير وأنقذته وأعادته إلى أهله، وكم مرة فرقت متظاهرين على الحواجز
إدخال الرئيس محمود عباس المستشفى ثلاث مرات في أسبوع واحد، ثم تأجيل موعد خروجه منه، فتح “الملف الصحي” له، كما فتح الباب أمام التسريبات والتكهنات حول “الخلافة واليوم التالي” لغيابه المحتمل. في “الملف الصحي”، بدا أن المشاكل الصحية لرجل في الثالثة والثمانين لم يعد يجدي معها مجرد الإنكار، حيث أصبح “المستشفى” محطة تتكرر الحاجة
في الدرجة الأولى إجهاض «المسيرات» بمنعها من الاستمرار، وبذلك تضيع تضحيات الجماهير هدراً وبلا مقابل، ويكون المعنيون بذلك قد نجحوا في تحويلها إلى هبة غضب عابرة!
ويبقى التأكيد، مرة أخرى، على أن استمرار «المسيرات» والعمل لتحويلها إلى انتفاضة شاملة هي الطريق الوحيد لإنجاحها وتحقيق أهدافها، وإفشال مخططات التصفية.
ترى هل نحتاج إلى مستوطنة «إسرائيلية» لتدلنا على الطريق؟ وهل يعقل أن يرى بعض اليهود الطريق الذي يجب أن يسلكه الفلسطينيون للوصول إلى حقوقهم الوطنية؟! في كل الأحوال، ذلك يدل على أن الطريق واضح، وأنه يجب على هذه «المسيرة» حتى تحقق أهدافها أن تستمر في فعالياتها
لقد منحت تصريحات المسؤولين في الدول الغربية الاستعمارية، وكذلك تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، الفرصة لرئيس الوزراء المتطرف نتنياهو، ووزير حربه البلطجي ليبرمان، ولفيف آخر من الأبواق «الإسرائيلية» أن توغل أكثر في تهديداتها للفلسطينيين الذين يستعدون لإحياء ذكرى النكبة الفلسطينية التي تتحمل دولهم المسؤولية عنها!
ar أقسام منوعات الكلمة الحرة وفاء الموقف عوني صادق ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
40 من الزوار الآن
2183038 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 9