الخميس 29 نيسان (أبريل) 2010

القدس بعد عشرين عاما

بقلم: قصي الزعانين
الخميس 29 نيسان (أبريل) 2010

اعتدت قبل حصار غزة و عندما كانت صحفنا المحلية القدس و الحياة و الايام تدخل الى القطاع و قبل منعها من قبل قوات الاحتلال اعتدت ان اتصفح صحيفة القدس و كنت اقف عند الصفحة السادسة عشر حيث كان في الربع السفلي من الصفحة كان هناك شيءا دوما ما يلفت انتباهي حيث كان موجود بها عنوان بالخط العريض القدس قبل عشرين عاما أي ما ورد في صحيفة القدس قبل عشرين عاما و كنت اتعرف من خلال هذا الجزء البسيط في الصحيفة اهم الاحداث التي جرت قبل عشرين عاما .

اما الان فلم تعد تدخل الصحيفة الى غزة شأنها شأن صحيفتي الحياة و الايام التين تطبعا في الضفة المحتلة و لكن ليس هذا موضوع حديثنا و انما انا هنا اتحدث عن القدس كمدينة حيث تخيلت المدينة و وضعت لها تصورا ليس قبل عشرين عاما و انما بعد عشرين عاما حيث ان كل المؤشرات و الدلائل تؤكد ان هذا ما سيحدث و نحن نحتاج الى معجزة لعكس هذه التوقعات .

القدس بعد عشرين عاما و بكل بساطة ها انا اتخيل الامدينة بشوارعها بحواريها حتى بالبيوت الموجودة فيها و بالاحياء القديمة و قد يقول البعض ان تصوري مبالغ فيه او ان نظرتي متشائمة او انني انظر الى النصف الفارغ من الكوب و لكن لنرى كيف ستكون القدس بلا مسجد اقصى و لا قبة الصحرة ذات القبة الذهبية التي تزين المدينة حاليا ليس هذا فحسب و انما اتخيل تلك المباني ذات القرميد الاحمر و حواري القدس القديمة تتغير معالمها و تشق فيها الطرق الواسعة و التي تنهب املاك المواطنين و تدمر التراث المعماري للبلدة . و تزال كافة المعالم القديمة و طمس كل ما يدل على عروبة المدينة المقدسة .

اما الاحياء فتتحول الى متنزهات و احياء استيطانية للغرباء علاوة عن طرد الفلسطينيين من تلك المدينة حيث ان الزائر الذي سيدخل المدينة لن يرى فيها أي شيء يدل على عروبتها و ستنتشر فيها الكنس اليهودية بالاضافة الى أولائك اصحاب القبعات المتطرفين من اليهود .

مشهد يرفض ان يغادر مخيلتي عل هذا يعبر عن الخوف الذي يكمن بداخلي مما ستؤول له حالة المدينة المقدسة بعد عشرين عاما .

في ظل الضعف العربي و الانقسام الفلسطيني فان هذه العملية ستتضاعف مرتين و سيطرد اهلها من بيوتهم التي ورثوها عن اباءهم و اجدادهم منذ عقود طويلة لتبدأ حقبة جديدة على المدينة المقدسة بحيث لا يبقى فيها ما يدل على انها كانت في يوم من الايام عربية بل ان شوارعها ستتغير اسماءها الى اسماء عبرية .

و بعد عشرين عاما سننسى انه كانت هناك مدينة في يوم من الايام اسمها القدس نتيجة لسياسة التجهيل المتعمد في كثير من الاحيان و الغير متعمد في بعضها من قبل الدول العربية و تقليل الانتماء و اهميته لدى الشهوب العربية التي لا تملك من الامر شيئا .

لا اعلم ان كان العرب سينتبهون و يعرفون مدى خطورة المرحلة لا اعرف ان كانوا سيستيقظون من سباتهم العميق الذي طال اكثر من اللازم و لكن الذي اعرفه و متأكد منه ان القدس تضيع منا و امام اعيننا و مقدساتنا تستباح ليل نهار و نحن لا نحرك ساكنا .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 17 / 2183135

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع المنبر الحر   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

2183135 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 23


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40