السبت 31 تموز (يوليو) 2010

عبّاس للصحف المصرية : العرب فكّروا خلال قمة «سرت» فى دخول حرب ضد «إسرائيل» وأحصوا عدد دباباتهم وطائراتهم.. ثم تراجعوا فوراً

ابو مازن : القرضاوي لا يفهم شيئاً في الدين!!
السبت 31 تموز (يوليو) 2010
عبّاس خلال حواره مع رؤساء تحرير الصحف المصرية

أكد رئيس سلطة «فتح - دايتون» محمود عبّاس «أبو مازن»، عدم دخوله مفاوضات مباشرة مع الجانب «الإسرائيلي»، في حال عدم التوصل لأرضية مشتركة حول قضيتي الحدود والأمن، مشيراً إلى أنه لن يتنازل عن مبدأ الرجوع إلى حدود 67، والقدس الشرقية عاصمة للدولة، وقال خلال لقائه مع رؤساء تحرير الصحف المصرية، الأربعاء، إنه التقى اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية، واصفاً نتيجة اللقاء بـ «الناجحة»، وكرر عبّاس دعوته لزيارة الضفة الغربية والقدس، متهماً الشيخ يوسف القرضاوي، أشهر الداعين إلى عدم الزيارة، بأنه لا يفهم شيئاً في الدين.

نص الحوار :

■ هل ستذهب إلى المفاوضات المباشرة على الرغم من عدم تحقيق أي تقدم ملموس في مرحلة المفاوضات غير المباشرة واستمرار عمليات الاستيطان في القدس؟

- القضية الفلسطينية تمر بظروف صعبة ودقيقة، وربما كانت أكثر من كل الصعوبات التي واجهتها على مدى 60 عاماً ماضية، ونحن من جانبنا نسعى للوصول إلى حل عادل لقضيتنا على أساس حدود 67، وأن القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، بالإضافة إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين، والوقف الفوري لسياسات «الاستيطان» الذي ننظر إليه ونعتبره غير شرعي.

إذا أردنا أن نتحدث عن الوضع الحالي، فلابد أن نعود إلى الوراء قليلاً، عندما أمضينا 8 أشهر في مفاوضات مباشرة مع أولمرت، وطرحنا فيها قضايا المرحلة النهائية، وهي القدس والحدود والأمن، وغيرها، ولكن مع الأسف، لم نستطع استكمال تلك المفاوضات بسبب خروج أولمرت من السلطة لأسبابه الخاصة، ولم تتمكن خليفته من تشكيل حكومة، حتى جاء رئيس الوزراء الحالي، بنيامين نتنياهو، ولم نجر أي مفاوضات مباشرة معه منذ أن جاء إلى السلطة.

وقصة المفاوضات غير المباشرة طرحت نفسها عندما فشلت إدارة أوباما في تحقيق بعض الأطروحات التي تبنتها، منها وقف الاستيطان في الأراضي المحتلة.. واتفقنا على أن تستمر تلك المفاوضات لمدة 4 أشهر، وحصلنا على تفويض من لجنة المتابعة العربية، لنناقش قضيتين من قضايا المرحلة النهائية، هما : الحدود والأمن، مع إمكانية إجراء مفاوضات مباشرة في حالة نجاح تلك المفاوضات وإحراز تقدم فيها.

وكان بالإمكان إحراز التقدم في حالة الرد على ما طرحناه فيما يخص قضيتي الحدود والأمن، وطلبنا من الجانب الأمريكي أن يخبرنا بجواب الحكومة «الإسرائيلية» عن مطالبنا بالالتزام بحدود 67 والوقف الكامل للاستيطان، فرد الجانب «الإسرائيلي» بإمكانية وقف الاستيطان ولكن بشكل غير نهائي، في حين لم يرد إطلاقاً على ما طرحنا بخصوص الالتزام بحدود 67.

ومن سوء حظي أنني أجتمع معكم قبل اجتماع الجامعة العربية، لأنه غير مخول لي بالإفصاح عن التفاصيل قبل اجتماع الجامعة، ولكن باختصار، ما أود توضيحه أن السلطة الفلسطينية لن تذهب إلى مفاوضات مباشرة ما لم يكن هناك وضوح في الرؤية حول قضيتي الحدود والاستيطان، وفي اجتماع الجامعة سنتحدث في أمور أخرى، ليس من المسموح لي التحدث فيها الآن، مع احترامي لكل رجال الصحافة والإعلام.

في الفترة الماضية، طالبتنا جميع الدول ببدء المفاوضات المباشرة، ونحن نقول إننا على استعداد لذلك إذا تم حل القضايا الأساسية، ولكن في الوقت نفسه، لا أحد يختلف حول سلامة موقفنا الذي ينطلق من الشرعية، فموقفنا السياسي مع جميع دول العالم لا غبار عليه إطلاقاً، ولا تستطيع أي دولة أن توجه إلينا نقداً، فكل الدول مقتنعة بأفكارنا، حتى إننا - ولأول مرة - ذهبنا إلى اللوبي الصهيوني في أمريكا، ولم يفعل ذلك أحد من الزعماء العرب، لأن الذهاب إليهم محفوف بالمخاطر، بسبب تطرفهم، والجميع نصحني بعدم الذهاب إليهم، حتى الإدارة الأمريكية لم تشجعني على ذلك، لأنهم كانوا يخشون أن يتصيدوا لي خطأ يكون بمثابة الكارثة.

ولكن في النهاية ذهبت إليهم، ودعاني داني أبرخوم، وهو يأتي إلى العرب كثيراً فهو من المعتدلين، ولكن له علاقات متعددة مع جميع الأطراف، وجلست مع 53 شخصاً، منهم اثنان فقط معتدلان، وأمضيت معهم ساعتين كاملتين، وفي البداية سألوني إذا كان لدي مانع من تسريب تفاصيل الجلسة للإعلام، فقلت إنني أود أن يكون الحديث فوق الطاولة وليس تحتها، وأن عليهم أن يقولوا ما يرونه بحرية، وعلىّ أن أرد، وسألونى 27 سؤالاً، أول تلك الأسئلة : ما رأيك في الدولة اليهودية؟ ثم بدأت الأسئلة تتوالي، وأجبت عن جميعها، وكانت النتيجة ناجحة بنسبة 100%.

■ بماذا أجبت عن ذلك السؤال.. وما هي بقية الأسئلة؟

- قلت لهم إنكم تستطيعون أن تسموا أنفسكم ما تريدون، حتى ولو أطلقتم على أنفسكم الإمبراطورية الصهيونية العبرية الكبرى، ولكنني لن أقبل أن أسميكم، ثم سألوني عن رأيي في قضية القدس، وقالوا إن القدس الشرقية لنا والغربية لكم، وسألوني عن التحريض، وكان جوابي : نعم يوجد عندنا تحريض، ولكن عندما شكلنا لجنة ثلاثية في عام 98 لمناقشة ذلك الأمر، رفضتها حكومة نتنياهو في ذلك الوقت، وسألوني عن الأمن، فقلت لهم إنه لاتوجد مشكلة لديّ في أن يكون هناك طرف ثالث في فترة ما بعد إقامة الدولة، وسألوني إن كنت أقبل أن يكون هناك يهود في قوات ذلك الطرف الثالث، فقلت لهم إنني لا أمانع أن يكون هناك عقيد أو جنرال يهودي أمريكي في تلك القوة، ولكن أرفض أن يكون فيها «إسرائيلي» مسلم، لأن وجود «الإسرائيلي» بمثابة تكريس للاحتلال، في حين أن الطرف الثالث، لابد أنه سيخرج في يوم من الأيام.

وانتهى اجتماعي بهم، وعلمت بعد ذلك أنهم قالوا : «سنبلغ الرئيس الأمريكي أوباما بأننا وجدنا شريكاً فلسطينياً، فهل يوجد شريك إسرائيلي» وعلمت أنهم سيطلبون من نتنياهو 3 أمور : إما أن يغير حكومته، أو يقبل بحل الدولتين أو يستسلم للاستفتاء.

وفي الإطار نفسه، جلست مع 6 صحفيين «إسرائيليين»، وفعلت ذلك من منطلق قناعتي بأهمية أن يسمعنا الطرف الآخر، وكذلك تحدثت في التليفزيون «الإسرائيلي»، وتحديت نتنياهو أن يأتي إلينا في التليفزيون ليتحدث فرفض.

ما أود توضيحه أننا نسعى إلى كسر الحواجز التي يضعها اليمين المتطرف أمامنا لنصل إلى الإنسان العادي وأصحاب القرار، لعل وعسى نستطيع أن نحقق ما نريد، ونحن راضون تماماً عن سياستنا، فلم نرتكب أي حماقة، أو نفعل شيئاً ضد القانون أو الشرعية والاتفاقيات، وماضون في بناء دولتنا بشكل جيد، سواء فيما يتعلق بالأمن أو الاقتصاد، وأدعوكم إلى زيارة الضفة الغربية، لتروا بأنفسكم الأوضاع هناك، فليس لدينا أي مشاكل سوى مشكلة الوحدة الوطنية، وهي مشكلة «حماس» بالأساس، لأننا كما تعملون وقّعنا على الوثيقة المصرية، وننتظر أن تقوم «حماس» بخطوة مماثلة، لنذهب على الفور إلى انتخابات تشريعية ورئاسية، من ينجح فيها يتسلم قيادة البلد. والغريب في الأمر أن الوثيقة المصرية تم عرضها على «حماس» أولاً ووافقت عليها، ولكن عندما وقعنا عليها أولاً، ترددوا في التوقيع. وتوجد أفكار من الممكن تنفيذها في حال توقيع «حماس» على الوثيقة المصرية، ومنها تشكيل حكومة «تكنوقراط» حتى تأتي بالأموال اللازمة لإجراء العملية الانتخابية.

■ لماذا لا تلتقون قيادات «حماس» وتتباحثون معاً حول ملاحظاتهم على ورقة المصالحة الوطنية؟

- الحديث مع «حماس» ليس محرماً لدينا، وعزام الأحمد مكلف بالملف، ويلتقي بهم دائماً، حتى إنني طلبت منه هو وبعض رجال القيادة الفلسطينية الذهاب إلى غزة، ولكن «حماس» رفضت، وقابلت أحدهم في عمّان، وعرض علىَّ ورقة بها ملاحظات ووافقت عليها، وأنا لا أمانع في الذهاب إلى غزة، بل إنني صاحب تلك الفكرة، ولكن لم يأت وقت تلك الخطوة بعد، لأننا يجب أن نفكر في تأثيرها، وهل ستحل الأزمة أم أنها ستعقد الأمور أكثر مما هي عليه، فذلك السؤال لابد من دراسته بشكل جيد.

■ «حماس» تتلكأ في المصالحة، وزيارتك لغزة ستضعها على المحك أمام العالم.. وإذا لم تأت زيارتك بنتيجة إيجابية ستكون المشكلة لديها وليست لديك.. فلماذا لا تزور القطاع انطلاقاً من واجبك الأخلاقي والفلسطيني؟

- لابد على الأقل أن أضمن 40% من النتائج، وأنتم تعلمون أن حركة «حماس»، من حيث المبدأ، لا تريد المصالحة، وتعلمون من الذي يمنعها عنها.

■ ما ردك على الأقاويل التي ترددت في الفترة الأخيرة بأنك ترتاح لانفصالك عن غزة، في مقابل إقامة دولة الضفة، بينها وبين «إسرائيل» علاقات تعاون؟

- لا يمكن أن نأتي بحل دون عودة غزة لأراضي الضفة لتصبح أرضاً واحدة، ونحن نعلم أن الانقسام حجة قوية لـ «إسرائيل» لتتراجع عن التزاماتها، ولكني أؤكد أنه لا دولة فلسطينية دون غزة، ونحن من جانبنا ندعمها ونخصص لها 58% من الميزانية، وندفع رواتب لـ 70 ألف موظف، فلم نخل طرفنا منها.

■ ماذا تقصد عندما قلت إنك لن تذهب إلى المفاوضات المباشرة إذا لم يكن هناك رؤية واضحة لحدود 67 والقدس؟

- أن يكون هناك موقف «إسرائيلي» محدد يتم نقله إلى الجانب الأمريكي، أو مصر، وهو أنهم ملتزمون بحدود 67، وملتزمون بوقف الاستيطان، فلا يمكنني بدء المفاوضات المباشرة دون الاعتراف بتلك الحقوق.

■ وزير الخارجية «الإسرائيلي» قال إن شروطك مستحيلة.. فما تعليقك؟

- ذلك ليس وزير الخارجية، من تتحدث عنه يسمى سيلفان شالوم، وزير الخارجية السابق، وأنا لن أرد على كل واحد.

■ ما الفرق بالنسبة لك بين المفاوضات المباشرة وغير المباشرة ما دمت في النهاية تتحدث إلى «إسرائيل»؟

- لا بد أن أجلس في المفاوضات المباشرة وأنا أعلم الأرضية التي أقف عليها، مثلما جلست مع أولمرت، كنا نتحدث في أمور محددة، مثل الخرائط والقدس واللاجئين.

■ وإذا استمر الموقف على ما هو عليه.. ماذا ستفعل؟

- لابد أن تكون أرضية المفاوضات أمامي واضحة، عند ذلك سأذهب إلى المفاوضات، ولكن دون ذلك فلا.

■ من خلال قراءاتك للوضع الحالي.. هل تتصور أنه من الممكن إتمام المفاوضات المباشرة مع الحكومة «الإسرائيلية» الحالية؟

- الحكومة «الإسرائيلية» الحالية تريد مفاوضات مباشرة، ولكن ما هي الأرضية التي على أساسها سأذهب إلى تلك المفاوضات، فلا أحد يرد على السؤال، وأتمنى أن يحدث أي شيء جديد لنذهب.

■ ألا يوجد أي تقدم فيما يتعلق بحدود 67؟

- حتى الآن لم يصلني شيء من الأطراف المعنية، بشكل مباشر أو غير مباشر، فلم يخبرني أحد عن رغبة «إسرائيل» في الالتزام بحدود 67، فلو أخبرني الرئيس مبارك أو الملك عبد الله بمثل ذلك سأوافق على الفور في الدخول إلى المفاوضات المباشرة، أو أن يتصل بي نتنياهو مباشرة ويقول لي إنه موافق على طرحي.

■ هل تشعر بعدم حيادية الجانب الأمريكي؟

- بحسب الرسائل التي وصلتني من الجانب الأمريكي، فهناك تمسك بحل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وأوباما يؤمن بأن الدولة الفلسطينية مصلحة وطنية حيوية أمريكية، ويؤمن أيضاً بذلك قادة عسكريون في الجيش الأمريكي.

■ ولكن بوش كان يقول الكلام نفسه؟

- ولكننا تفاهمنا مع بوش، وإلا كيف تفاوضنا مع أولمرت أيام بوش، فقد أرسل الرئيس الأمريكي وزيرة خارجيته كونداليزا رايس، وقالت لـ «الإسرائيليين» : «نحن نفهم أن الأرض المحتلة هي ما يلي، هي غزة والضفة الغربية، ونقصد بالضفة الغربية القدس الشرقية، والبحر الميت ونهر الأردن، بالإضافة إلى (النو مان زون) وهي منطقة منزوعة السلاح مساحتها 46 ألف متر»، فالموقف الأمريكي في عهد بوش كان واضحاً، وبدأنا على أساسه مفاوضاتنا المباشرة.

■ هل قلت إنك ستعلن عن الدولة الفلسطينية من جانب واحد إذا فشلت المفاوضات؟

- لم أعلن ذلك، وإنما قلت إن الجامعة العربية هي التي ستقرر أن تذهب إلى مجلس الأمن، بعد أن يتم التشاور مع كل الأشقاء والأصدقاء وأمريكا.

■ وما خطورة إعلان دولة من طرف واحد؟

- ليست هناك خطورة، ولكن ماذا بعد الإعلان، لا شيء، ففي عام 88 بالجزائر، أعلنا عن الدولة واعترفت بنا ١100 دولة بالفعل.

■ محكمة العدل الدولية أقرت حق شعب كوسوفو في الانفصال عن يوغوسلافيا.

- وكذلك أقرت عدم شرعية الجدار العازل، ولكن في النهاية تبقى قرارات المحكمة بمثابة توصيات، لا يتم تطبيقها، فنحن حصلنا على 15 قراراً من مجلس الأمن بوقف الاستيطان لم يتم تطبيقها، فهل تريد أن يتم تطبيق قرار محكمة العدل الدولية.

■ ما هي العقبات التي تقف أمام إعادة إعمار غزة؟

- إعمار غزة سيتم في 3 إلى 6 أشهر إذا وافقت «حماس» على تشكيل حكومة تكنوقراط أو مستقلين، وبدأنا في تسلم الأموال التي تم رصدها لنا في شرم الشيخ.

■ ما هي مظاهر الضغوط الأمريكية لدفع الجانب الفلسطيني إلى الدخول في المفاوضات المباشرة؟

- لم أتعرض لضغط في حياتي مثلما أتعرض له الآن، ليس من أمريكا فقط، ولكن من جميع دول العالم، فهم يرون أن الفرصة مناسبة، وعلينا أن نذهب حتى لا نضيع الوقت، كل هذا الضغط ونحن لسنا دولة عظمى أو حتى دولة من الأساس، فنحن كما تعلمون مجرد سلطة تحت الاحتلال، ولذلك أكرر دعوتي لكم لزيارتنا حتى تشدوا من أزرنا.

■ سنذهب عندما نأخذ التأشيرة من سيادتك مباشرة.

- عندما يصبح لي الحق في استخراج تأشيرات، فلن أدعوكم وقتها، لأني أحتاجكم الآن، وليس لها معنى أن تشدوا أزري في وقت راحتي.. في القمة العربية اتفق الحكام العرب على دعم القدس وحماية مقدساته، ورصدوا نصف مليار دولار، وقبل 20 يوماً، جاءني مسؤول من مستشفى المقاصد بالقدس، قال إن لديه 150 سريراً، ويريد أن يشتري فندقاً بجوار المستشفى حتى يكون لديه 250 سريراً، ويستطيع المستشفى أن يستوعب المرضى، فسألت عن المبلغ المطلوب، فعلمت أنه 10 ملايين دولار، وقلت «بسيطة» وطلبت النصف مليار التي تم رصدها لنا، ولكن لم يصل قرش واحد منها حتى الآن.

■ وهل ناقشت ذلك الأمر في زياراتك للدول العربية؟

- بالطبع، وطرحت عليهم تساؤلاً : «كيف أحمي القدس؟»، فعندما نسأل عن الأموال لا نجدها، وعندما ندعوكم لزيارة القدس تسألون عن التأشيرة، في الوقت الذي يتمنى فيه أي يهودي أن يدفع مليار دولار ليشتري أي قطعة أرض في القدس، وتعتبرون الزيارة تطبيعاً، ولكن في أكثر من مناسبة قلت إن التطبيع من السجين وليس السجان.

■ وماذا سيفيدك ذهابي إليك؟

- يكفي أن أشعر أنك معي، أتيت إليّ لتطمئن على حالي، وترفع من معنوياتي.

■ ولكن الزيارة بمثابة تكريس لواقع الاحتلال؟

- ذلك ليس صحيحاً، ولن تستفيد «إسرائيل» من ذلك.

■ ولكن ذلك يحقق حلم «إسرائيل» بحدوث تواصل شعبي، من خلال سفر وفود فنية أو ثقافية أو رياضية؟

- ذلك صحيح لو كنت ذاهباً إلى «الإسرائيليين»، فأنت لن تذهب إلى «تل أبيب»، بل ستزور الضفة الغربية للشعب الفلسطيني.

■ ولكني سأجد «الإسرائيلي» في وجهي.

- عندما أخرج أو أدخل للضفة الغربية، أحصل على تصريح رسمي من الجيش «الإسرائيلي»، وتأتي لي بنت صغيرة في عمر حفيدتي وفي عمر بناتكم، تقول لي : «أبومازن اتفضل تصريحك»، وأنا أوافق على ذلك لأن هدفي في النهاية تحقيق الاستقلال لشعبي، وأؤكد لكم أن عدم الزيارة لا يعزل «إسرائيل».

قبل 4 شهور نظمنا مؤتمراً اقتصادياً حضره 1700 مستثمر من كل أنحاء العالم، ومن الدول العربية، جاءوا ليبنوا عندنا، ولدينا صندوق الاستثمار وبه ملايين الدولارات بهدف تنمية البلد، فأين التطبيع في ذلك؟.

■ وماذا عن دعوة الشيخ القرضاوي وهو صديق لك؟

- عندما أعلن القرضاوي أن الذهاب إلى القدس حرام، فهو لا يفهم في الدين، لأن محمود الهباش وزير الأوقاف الفلسطيني، رد عليه بأن الذهاب إلى القدس مذكور في القرآن والسنة، وقال له اعطني دليلاً آخر لتحريم الزيارة، فلم يستطع أن يأتي له بدليل، ورد عليه في خطب الجمعة وفي التليفزيون، وظهر مع الشيخ «البيتاوي»، الذي «بطح» القرضاوي من الجولة الأولى، والقرضاوي أنا من عينته في قطر، الله لا يوفقه.

■ لماذا لم تعلق على الدعوة «الإسرائيلية» بضم غزة إلى مصر؟

- لم يسألني أحد حتى أعلق، والحديث عن تلك الدعوة «كلام حقير»، ومحاولة لتمزيق الصف العربي، فـ «إسرائيل» تتمنى أن تضع 4 فرق لحماية الانقسام في فلسطين.

■ هل تظل المصالحة الفلسطينية أسيرة للخلاف المصري السوري ولبعض الأطراف العربية التي تحاول فرض الوصاية عليها؟

- حتى نكون واضحين.. فـ «حماس» ترفض التوقيع على الورقة المصرية بطلب مباشر وتعليمات من إيران، وليس من سوريا، ومن ثم، فالخلاف المصري السوري ليس له علاقة بموقف «حماس»، التي رضخت لضغوط إيران، وفي الوقت الذي يتم فيه اتهامنا بالرضوخ للضغط الأمريكي، لم نوافق على ما طلبوه منا بعدم التوقيع على الورقة، برغم التهديد بالحصار، وقبل القمة العربية بدمشق، حضر عندي ديك تشيني، نائب الرئيس الأمريكي، وطلب مني عدم الذهاب، فرفضت، فقال لي : «هزعل»، فقلت : «ازعل»، إذن، لست واقعاً تحت الضغط الأمريكي على الرغم من أنهم يعطوني 450 مليون دولار سنوياً.

■ يقال إنك ستذهب إلى المفاوضات المباشرة استجابة للضغوط.. ما تعليقك؟

- إذا لم يكن هناك وضوح لن أذهب، وأنا لا يربطني شيء بالسلطة، ووقت اللزوم «هاخلع»، وأنا قلت إذا حدثت انتخابات جديدة فلن أخوضها، وذلك موقفي وسأبقى عليه، ولو حدثت انتخابات ورأيتموني فيها، تستطيعون وقتها أن تصنعوا عنواناً بالبنط الأحمر «أبومازن كذاب».

■ وماذا ستعمل بعد تركك السلطة؟

- سأعمل صحفياً.

■ في تقديرك الشخصي والسياسي.. أي الأمرين أقرب للتحقق : توقيع «حماس» على الوثيقة المصرية، أم قبول الحكومة «الإسرائيلية» بحل الدولتين ووقف الاستيطان؟

- الأمران ليس لهما علاقة ببعض، ولكن إذا لم تحدث الوحدة الفلسطينية فلن أوقع على أي اتفاق مع الجانب «الإسرائيلي»، فما دامت غزة بعيدة فلا حلول مع «الإسرائيليين».

■ أليس هناك خلاف على من يتفاوض في الأساس؟

- لا يوجد بينا وبين «حماس» أي خلاف في تلك النقطة بالتحديد، فالحركة تعلن دائماً أنني صاحب الحق في التفاوض بصفتي رئيس منظمة التحرير.

■ ما مكاسب إيران في تعطيل المصالحة الفلسطينية؟

- توجد مشكلة دولية تتعلق بالسلاح النووي في منطقة الشرق الأوسط، وفلسطين ورقة في جيب إيران لماذا لا تستعملها.

■ كيف تتوافق أهداف إيران و«إسرائيل» في دعم الانقسام «الإسرائيلي»؟

- لكل منهما مصالحه، فما يهم «إسرائيل» أن يكون الفلسطينيون منقسمين، وإيران تستعمل الانقسام الفلسطيني لتحقيق مصالحها.

■ ماذا عن المشهد «الإسرائيلي» في المرحلة الحالية؟

- لو حدث استفتاء شعبي في «إسرائيل»، ستجد أن 80% من الشعب «الإسرائيلي» يريد السلام.

■ وهل يختلف موقف القادة العرب عن موقف جامعة الدول العربية؟

- الجامعة بها 23 دولة، وكل دولة لها رأيها، وفي القمة الأخيرة بـ «سرت»، قالوا «نحارب» وأحصوا دباباتهم فوجدوها أكثر مما بحوزة «إسرائيل»، وكذلك فعلوا بالطيارات، وقالوا لدينا 2000 طائرة و«إسرائيل» لديها 1500 فنستطيع أن نهزمها، من يقول ذلك نسي أن «إسرائيل» لديها 250 مصنع سلاح، فما هي الدولة العربية غير مصر، التي تستطيع إنتاج طلقة؟

■ وماذا قلت لهم؟

- قلت لهم «إذا كنتم تريدون الحرب فأنا معكم» ثم بعد ذلك قلت : «أنا وراؤكم» ثم قالوا : «لا نبغي نحارب مش قصدنا». أما عن المقاومة، فقلت لهم بصفتي مسؤولاً عن جزء من الشعب الفلسطيني، فأنا لا أحبذ المقاومة، وكذلك «حماس» لا تريد المقاومة، لأنها تقول عن الصواريخ بأنها «خيانة غير وطنية». فسكتوا عن المقاومة وسكتوا عن الحرب، وقالوا : «يا أخي 500 مليون دولار»، قلنا : «كفاية»، ولكن لم يعطوها لنا حتى الآن، وسكبوا علينا ماء بارداً و«حلقولنا» في الوقت الذي تلتزم فيه أمريكا وأوروبا واليابان وجميع الدول المانحة بالتزاماتها تجاه السلطة الفلسطينية.

- المصدر : صحيفة «المصري اليوم» القاهرية.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 7 / 2182830

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2182830 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40