صحفى ضد الحكومة ومع تيار “الأونروا”

تُعد وكالة الغوث وتشغيل اللاجئيين الفلسطينيين “الأونروا”،الجهة المخولة والمعنية برعاية الفلسطينيين المُهجرين من مدنهم وقراهم عام 1948م،والمسؤولة عنهم فى كافة المجالات والشؤون الحياتية،كون مراكز “الاونروا” تُمركز وجودها فى مخيمات اللاجئيين الفلسطينيين فى الوطن والشتات،لتقديم خدماتها فعملت على بناء العيادات الصحية،والمدارس فى مرحلتى الأبتدائية والإعدادية،وكذلك مراكز تموين الإغذية والملابس، ومصانع تدريب مهن صناعية ما بعد مرحلة الإعدادية ،وكان سابقاً “ماتُسمى الطُعمة” وهى تقوم بتوفير وجبة الفطار اليومى لأطفال المخيمات،ومن يعرفها من هم بجيلى ولكنها الآن تلاشت وأختفت.

أكتبُ مقالى هذا كونى وبكل فخر عشتُ حياة المخيم منذ ميلادى عام 1981م،وكيف كان لوكالة الغوث الدور الإنسانى والصحى والتعليمى برعايتنا كلاجئيين فقد أهلنا الأرض والمال والمصنع والبيارة والحقول،نتيجة التشريد القصرى تحت القصف والضرب الاسرائيلى على الأهالى الابرياء، فتشتت الشمل الفلسطينى وتوزع فى داخل الوطن وخارجه ،ليكون المخيم رمز المعاناة والصمود،وبناء الشخصية الفلسطينية،وهذا ليس منة من “الأونروا” لهؤلاء اللاجئيين المشردين،وانما قرار أممى أجبر بالتوصية بحماية ورعاية هؤلاء،فاستمر عمل الوكالة منذ التهجير الى يومنا هذا.

شىء جديد يستحق التقدير من قبل أهالى اللاجئيين الفلسطينيين فى قطاع غزة،لوكالة الغوث ورئاستها فى القطاع “جون جينج”،عندما أقدمت على تنفيذ حملة توزيع أجهزة كمبيوتر محمولة تعليمة على تلاميذ المدارس التابعة لها في قطاع غزة، في إطار خطة لخلق شبكة تعليم الكتروني، وبهذه الحالة يكون التلميذ مرتبط مع المدرسة والمدرس عبر شبكة الانترنت اللاسلكي التي ستركبها في كافة المدارس، بحيث يتسنى للتلاميذ مواصلة التعليم حتى في ظل الأزمات التي يمر بها قطاع غزة.

يأتى ذلك تنفيذاً لخطة مسبقة وضعت من أجل توزيع مئتي ألف جهاز حاسوب محمول على كافة تلاميذ مدارس وكالة الغوث في قطاع غزة،مع العلم بأن المشروع سيشمل كافة المدارس التابعة “للاونروا” في الشرق الأوسط بتوزيع خمسمائة ألف جهاز حاسوب حتى نهاية 2012 في الشرق الأوسط بينها المئتي ألف في القطاع.

يأتى هذا المشروع بدعم من الهيئة الخيرية الهاشمية الأردنية ومؤسسة ’لاب توب لكل طفل (او بي اي سي) العالمية وبالتعاون من الأونروا، اضافة الى انه سيكون لكل طفل فلسطيني في غزة كمبيوتر محمول أي انه لن تقتصر على طلاب “الانروا” وستشمل طلاب المدارس الحكومية بنهاية عالم 2012 .

أنجاز يُسجل بكل علامات التقدير والنجاح لمن أقدم على هذا المشروع،لجعل الطفل الفلسطينى مُبدعاً بارعاً فى تواصله مع العالم الخارجى حتى ينضج فكريا وعلمياً نضجاً سليماً،وسيبقى التلميذ حافراً فى ذاكرته هذا الانجاز الذى نفذته “الأونروا”،فى الوقت الذى لا تفكر به الحكومات الفلسطينية.

أنا ضد الحكومة ومع تيار “الأونروا” لماذا؟ لأن وكالة الغوث تنفذ ما هو مطلوب على عاتقها،وحكومة فى غزة تفرض الضرائب الباهضة ،وتقهر صمود وعزيمة المواطن الفلسطينى،فما الذى نفذته حكومة حماس فى غزة تطبيقاً لشعاراتها الرنانية فى حملتها الانتخابية التشريعة،وهل أعتمدت على الشرق وطبقت سياسة الأستغناء عن الغرب،أنا لستُ مع الغرب فى عولمتها وسياستها الهادمة، ولكن نحن مع أخذ ما يُفيد شعبنا وتطويره وتواصله مع الشعوب الأخرى،وسياسة الشعارت والردح وفرقعات الإعلام،لم ولن تُجدى نفعاً أمام ما يتم تطبيقه على الأرض،فأستخدام مصطلح المقاومة أمام العالم لجب التعاطف مع حماس فى تصريحاتها،أصبح استهلاك محلى وأثبت ان ما على الأرض هو عكس الأقوال؟!.

آن الآوان لوضع حدا لهذه المُهاترات العبثية التى تدمر حياة ووجود الإنسان الفلسطينى على الأرض،فمن المستفيد الأول من وراء الأنقسام الفلسطينى ؟،ومن المستفيد الأول من وراء هجرة الشباب والخروج من قطاع غزة ؟،ومن المستفيد من تدمير المؤسسات التعليمية فى القطاع ؟،ومن المسؤول عن عدم عودة الفلسطينى الى بيته فى قطاع غزة ممن هُجر نتيجة الأعتقال والمطاردة لمواقفه السياسية أو الإعلامية ؟.

وهناك أشياء كثيرة لم نستطع سردها،ولكن المطلوب هو النظر بعين المصالح العليا للشعب الفلسطينى،وعدم تحميل كل هذه الأخطاء تارةً على السلطة فى رام الله،ومرة على حركة فتح ،وتارة أخرى على جمهورية مصر،ليس هؤلاء من يتحمل المسؤولية،المسؤول هو من يرتكب جُرم بحق نفسه أولاً ،وبحق شعبه ثانياً ،وتمسكه بأجندات ليست لصالح الشعب الفلسطينى،المسؤول هو من تخلى عن المقاومه بالفعل وسلك طريق السلطة والجاه،ناسياً شعبه وهمومه ومأساته فى المخيمات والقرى فى فطاع غزة.

المسؤول هو من أغرق الشعب الفلسطينى بشعارات تحرير فلسطين من البحر الى النهر،والآن لم يستطيعوا الوصول الى نهاية حدود بيت حانون “أيرز”،أو تحرير القرية البدوية فى شمال قطاع غزة؟.

—