الأربعاء 4 شباط (فبراير) 2015

القدس العربي:رسم كاريكاتوري نُشر في صحيفة رسمية يثير زوبعة في فلسطين

الأربعاء 4 شباط (فبراير) 2015

رام الله ـ «القدس العربي» من فادي أبو سعدى: أثار رسم كاريكاتوري للفنان الفلسطيني محمد سباعنة، الذي ينشر رسوماته في صحيفة رسمية الفلسطينية «الحياة الجديدة»، زوبعة كبيرة في الأوساط الفلسطينية، وقد يكون المتسبب الرئيسي في هذه الزوبعة، هم الصحافيون أنفسهم الذين اختلفوا كثيراً على فكرة الرسم، الذي حمل وهجا يمثل النبي محمد عليه الصلاة والسلام، ومعناه، والكتابة المحيطة به، ووصل الأمر بتشكيل لجنة تحقيق بأمر من “الرئيس الفلسطيني” محمود عباس.
فقد أمر الرئيس عباس بإجراء تحقيق فوري في نشر رسم كاريكاتيري عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام، في صحيفة «الحياة الجديدة»، مع التأكيد على ضرورة اتخاذ إجراءات رادعة بحق المتسبب بهذا الخطأ الفادح، وعلى ضرورة احترام الرموز الدينية المقدسة وفي مقدمتها أشخاص الأنبياء والمرسلين، كما جاء في البيان الذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية.

من جهتها، وفي محاولة لتدارك تبعات القضية، نشرت الصحيفة اعتذاراً وتوضيحاً لقرائها في عددها الصادر أمس الثلاثاء، نفت فيه بشكل قاطع أي شبهة أو تفسير يحاول التقريب بين «الكاريكاتير» الذي نشرته، وبين تجسيد صور الأنبياء والرسل، وأعلنت الصحيفة أنها «شكلت لجنة للتحقق من الرسم المنشور الذي وقع في «شبهة التفسير»، لكن مع التأكيد على أن» مقاصد الكاريكاتير لحظة النشر، كانت تهدف إلى الدفاع عن الأديان، ورسالة المحبة والسلام». ووصلت اللجنة إلى قرار بوقف المسؤولين عن الرسم إلى حين انتهاء لجنة التحقيق التي طلب الرئيس عباس بتشكيلها من عملها.
أما صاحب الرسم، الفنان سباعنة، فكتب على صفحته الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» ردا على الجدل الدائر حول لوحته يقول «بداية كان التمثيل بهالة نور على شكل انسان تمثل النور والمحبة التي اضفاها سيدنا محمد على الأرض عامة، ولم يكن المقصود تمثيل سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام».
وأضاف سباعنة «فالشخص لا يحمل ملامح أو تفاصيل، ولا حتى الشكل المفروض لسيدنا محمد، فلم يلبس عباءته أو تفاصيله، وبرمزية الإسلام ودوره في نشر النور والحب على البشرية أجمعين، فقد آمنت ومنذ بداية الهجمة على سيدنا محمد وعلى الإسلام، أن دورنا يتجاوز قضية الرد على الهجوم بهجوم وإنما يتجاوز وضع الدفاع بنقل رسالة الإسلام ورسالة نبيه».
واعتبر سباعنة أن الهجمة على الإسلام وعلى سيدنا محمد، تجاوزت صحيفة «شارلي إيبدو» إلى مواقع وصحف أخرى، لهذا لا طائل من الرد على كل موقع وصحيفة على حدة. وأكد مجدداً «أن الرسم لا يشير لسيدنا محمد أو إلى تصويره ولا يحمل تفاصيل، إنما رمزية الإنسان بهالة النور الذي حمله سيدنا محمد». وعبر سباعنة عن رفضه الشديد لما يتناقله البعض من أن الرسم فيه تمثيل، مشيراً إلى أن الرسم يقوم بدور تمثيل رسالة النبي محمد عليه الصلاة والسلام.
من جهتها كتبت نور عودة، التي كانت مديرة مركز الإعلام الحكومي سابقاً تقول «مفجع أن يكون هناك هجوم ممن يعرفون أنفسهم بأنهم صحافيون، على فنان ملتزم مثل محمد سباعنة، ومفجع ومفزع أيضا أن يكون هناك تناقل لدعوات تصل حد التحريض على القتل نتيجة مادة فنية راقية تم نشرها»، معتبرة أيضا «أن من واجبنا التصدي لهذه الردود الداعشية واللئيمة وغير المقبولة، وإلا ماذا أبقينا نحن للفكر الداعشي؟».
بدوره أشار الصحافي يوسف الشايب، أن الخبر بخصوص لجنة التحقيق على كاريكاتير سباعنة، الذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية، لم يذكر من الذي يريد التحقيق، ولا على أي أساس قانوني، ولماذا التحقيق، كما أنه وفي الجزء الثاني، يتحدث عن عقوبات رادعة. واعتبر ما حصل خطأ فادحاً، وتساءل الشايب إن كان ذلك بمثابة صدور حكم مسبق في القضية.
أما الإعلامي إيهاب الجريري، فكتب يقول «في البلد مسموحلك بغلطة واحدة، مش مهم مين انت، ولا شو عملت، ولا شو بتعمل بحياتك، بكفي غلطة واحدة عشان الناس تكثر سكاكينها، مرات بشيلوا سكاكين وبيحاربوا ضد حالهم كمان وهما مش عارفين».
ورأى الجريري أن السؤال اليوم، وبعد عشرين عاماً من الأخطاء السياسية الفادحة، من الذي سوف يحقق مع من، ومن الذي سيحاسب من؟ وختم بكاتبة هاشتاغ ‫#‏كلنا_محمد_سباعنة، وأسرع لجنة تحقيق في فلسطين.
في حين اختار السياسي المقدسي زياد أبو زياد، أن يقول إن الكاريكاتير الذي نشرته «الحياة الجديدة»، وفيه رسم للنبي محمد، صلى الله عليه وسلم، وأمر الرئيس بإجراء تحقيق بشأن نشره، لم يتضمن إساءة للرسول الكريم، بل كان الرسم يحمل حقيبة بشكل قلب مما يوحي بأنه رسول المحبة والتسامح والسلام، والذين احتجوا على الرسم انطلقوا من مبدأ عدم جواز تجسيد الرسول بالرسم أو الصور، وهذه وجهة نظر ليست بالجديدة، بل هي ما جرى عليه العرف، ولا أرى ضرورة لاستمرار كل هذه الضجة وعمل «من الحبة قبة»، بل من الواجب والمصلحة العامة إغلاق هذا الموضوع، والتوقف عن الخوض فيه، لأنني أجزم أنه لم تكن لا لدى من رسم ولا من نشر، نية الإساءة.
والجدير بالذكر أن قانون المطبوعات والنشر الفلسطيني في مادته الثانية يقول «الصحافة والطباعة حرتان… وحرية الرأي مكفولة لكل فلسطيني، وله أن يعرب عن رأيه بحرية قولاً، كتابة، وتصويراً ورسماً في وسائل التعبير والإعلام»، أما المادة 12 من نفس القانون فتقول»يكون رئيس التحرير مسؤولاً عما ينشر في مطبوعته، كما يعتبر مالك المطبوعة وكاتب المقال الذي نشر فيها مسؤولين عما ورد فيه»، وبالتالي لا يجب أن يتحمل الفنان سباعنة أية مسؤولية».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 15 / 2191193

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

2191193 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40