الثلاثاء 4 أيار (مايو) 2010

وقاحة نتنياهو في شرم الشيخ

بقلم: علاء الريماوي
الثلاثاء 4 أيار (مايو) 2010

في زيارة بنيامين نتنياهو في الأمس للرئيس المصري في منزله في شرم الشيخ، كشفت الصحافة الإسرائيلية عن المواضيع التي بحثها الزائر والمضيف ، حيث كان أهمها الاقتراح المصري لفرض رقابة على المنشآت النووية الإسرائيلية. حيث طلب نتنياهو من مبارك سحب الاقتراح المصري بتجريد الشرق الأوسط من السلاح النووي والذي ستطرحه مصر في أثناء المؤتمر النووي الدولي في نيويورك مع حديث بضرورة التصدي لتوجهات إيران الهادفة إلى امتلاك قدارات نووية مهمة تؤثر في توازنات المنطقة . كما و بحث نتنياهو التطور في العملية السلمية والتوجه نحو المفوضات الغير المباشرة التي طلب فيها ضغطاً مصرياً مساعداً لإنجاح العملية للوصول إلى مفاوضات مباشرة ، مع حديث حول التهريب إلى غزة والرقابة المصرية المحكمة .

المواضيع التي دار الحديث حولها تمثل في أهميتها مفاصل رئيسية في الأمن القومي المصري والذي ترى فيه الأخيرة غير فاعلة بل تسمع من الضيف (العدو ) رؤى ومقترحات تتجاوز الخطط الإستراتيجية للمسار العربي الذي نراه غائباً عن مسرح الأحداث .

إسرائيل تنجح في كل مرة في قيادة المنطقة إلى رؤيتها من غير موقف عربي ممانع وفاعل كما حدث في حرب غزة وحصارها الذي يتهم كثير العرب بمؤازرتها لإسقاط حكومة هنية .

بل يذهب كثير من المحللين إلى أبعد من ذلك حين يتحدثون أن حراك المنطقة وزيارات نتنياهو الذي فك العرب أزمته بعد قرار المفاوضات و زيارة تنفس بعد الأزمة مع أمريكا إلى قطر عربي أراد له نتنياهو الشراكة بفاعلية من خلال المحور الذي يمثله في مواجهة مع إيران .

وقاحة نتنياهو التي أرادت الإيحاء من أن دولته ومخططاته التصفوية للمنطقة وتأكيده للمرة الألف على أن لا دولة للفلسطيني يمكن أن تعطى ، يحاول من خلال صفاقة العرب الرسميين تغير بوصلة المعركة التي يقود لمواجهة حماس وسوريا وحزب الله وأحلام الشعوب وتطلعاتهم لشرق آمن لا تعربد فيه إسرائيل .

الدوبلماسية العربية العاجزة التي في كل يوم تخلق شرخاً كبيرا مع آمال الأمة تصر على عدم قراءة المشهد الصحيح للسياسة القائمة والتي ترى فيها العرب أحذية للمرور إلى أهدافها من غير مواجهة ولا سؤال .

ما يمكن أن يعيد الاعتبار لحراك الشقيقة ووزنها الإقليمي هو مقترحات نتنياهو لكن بصياغة عربية جامعة تأخذ على عاتقها حماية المنطقة وترتيبها ليبدأ بمصالحة فلسطينية تتجاوز المواقف المسبقة والتصورات التي ستديم التوترات المضفعة للأمة على أسس وطنية واضحة ، ثم ليسار بعد ذلك إلى لملمة العراق من ضياع سيحرق الخليج ويقتل لظاه قلب الشرق العربي ، مع توجه لحماية ما تبقى من صومال يحرق الناس فيه ليتوج النشاط بوحدة مدعومة للسودان ليسار بعد ذلك وخلاله لمواجهة مع مشاريع تقتحم المشرق العربي من خلال تفنيد لكل مخطط للتعامل معه بما يحقق للأمة مصالحها.

الحديث هذا ليس خيال ننسجه على ورق سرعان ما يذهب مفعول أثره ، لكن ما سقناه هو مفتاح الحد الأدنى ليصبح معه أشتات العرب أمة ولتصبح الألقاب الكبيرة المدعاة ذات وزن ومعنى .

نتنياهو العائد إلى القدس و التي يسرقها اليوم وعلى عين العرب يشير بيده اليمنى نصرا يقهر به منافسيه الذين توقعوا له السقوط في أزمة الأيام الخوالي ، ثم يضمر في جيبه الأيسر أصبعه الأوسط الذي يلاعب به حماقة سياسي الشرق الذين لا نعرف لهم مساراً ولا حلماً يدافعون عنه .

ثم بعد كل ذلك يتأمل كثير أعمى أن يجبر الغير إسرائيل دفع استحقاقات سلام بكرم عشائري لم يعرفوه إلا حين كان منطق المدافعة والمقاومة الحكم .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 20 / 2182830

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع المنبر الحر   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2182830 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40