الاثنين 6 أيلول (سبتمبر) 2010

سجيننا في القاهرة

الاثنين 6 أيلول (سبتمبر) 2010

منذ عشر سنوات والمواطن «الاسرائيلي» عودة الترابين يذوي في السجون المصرية. قصة صعبة، مركبة، معقدة من كل الاتجاهات. من يحفر في القضية سيجد كيف أن المخفي أعظم من البيّن.

سطحياً القصة بسيطة : شاب بدوي لم ينجح في تحقيق ذاته عندنا، يتسلل دون بطاقات تشخيص في زيارة عائلية الى العريش. أحد ما يشي به، فيلقى بالشاب الى السجن في سن 19، يحكم عليه في المحكمة العسكرية بالسجن لـ 15 سنة بتهمة المساعدة في التجسس. ولكن شابنا نفسه لم يكن حاضراً في المحكمة. فقط بعد نحو أربع سنوات نقل بلاغ غريب الى عائلة الترابين في خيمة قرب بئر السبع صيغة زاهدة ومعادية، أكدت الشبهات حول ظروف اختفائه. ولم يحظَ أي واحد منا حتى اليوم بأن يرى الملف، لائحة الاتهام، مبررات هيئة المحكمة. أكان هناك محامِ؟ ليس مؤكداً على الاطلاق.

هل الترابين مواطن «اسرائيلي»؟ هذا منوط بمن تسأل. اذا ضغطنا على المخابرات المصرية، فانهم سيوصون بترك القضية ونسيان ما يتذكرونه في الطرف الآخر. هو بشكل عام خاصتهم، لحم من لحمهم، اسنان عودة الصغير مرشحة لأن تصفر بسبب التاريخ المفعم بالنشاط لسليمان، أبيه. هذا البدوي مع النظرة الداهية الذي طرد من «اسرائيل» الى سيناء، جند حيث جند بعد حرب الايام الستة وبسبب مساهمته المتنوعة حظي بلقب «الرحالة الكريم». في الجانب الآخر سجلوا لذات الرحالة الكريم سلسلة طويلة من «الاعمال السوداء» واعدوا كميناً لاهتبال فرصة يصفون فيها معه الحساب الدموي.

في العام 1999 هاجرت عشيرة الترابين الى «اسرائيل»، أسكنوا أفرادها في خيمة، وعالجوا أمر هذه العشيرة التي قيد لها العيش بعزلة. عودة، الابن الكبير عديم الراحة، تجاهل التحذيرات وقفز في زيارة عائلية لدى اختيه في العريش. هذه هي الرواية الرسمية. عندما امسكوا به في المرة الاولى دون بطاقات تشخيص، اوضحوا بلغة لا تقبل التأويل «انت غير مرغوب فيك عندنا»، وابعدوه الى الديار مع تحذير غير مؤدب «لا تعد ابداً». ولكن شابنا عاد، تسلل مرة اخرى من دون بطاقات، من دون تأشيرة دخول، لم يعرف احد كيف يشرح ما الذي يجذبه الى سيناء. مرة اخرى وشى به أحد ما، وسقط شابنا سقطة كبرى، إذ لتشرح للمخابرات المصرية لماذا يتجول بناء على رأيه الخاص ودون إذن، ورغم «تحذيره»؟

في لحظة معينة، نقلوا عودة الى سجن طرة الواسع في القاهرة وأنزلوه فيه (كيف لا؟) في حجرة السجين القديم عزام عزام. منذئذ، وترابين الصغير، بعد قليل ابن 30، يتلقى زيارات من القنصل في السفارة «الاسرائيلية». لا توجد شخصية رفيعة من جانبنا، من الرئيس عبر رئيس الوزراء، وزير الدفاع والحاخامين الرئيسيين لم يجربوا حظهم في قضية عودة. والآن يحظى بزيارة تاريخية من جانب السفير «الاسرائيلي» في القاهرة، اسحق لفانون، بعد أن تملص أسلافه من ذلك. فهل ازداد الاحتمال بإزالة السدادة؟ بالعكس، ثمن شابنا يصعد الى السماء.

بعد عدة ايام سيحل عيد الفطر لشهر رمضان. والحكام العرب درجوا على الافراج عن السجناء، عندنا ايضاً سيفرج عن فلسطينيين كربتة تعزيز محلية لابو مازن. ولكن عودة، خاصتنا، لا يحزم أمتعته. «اسرائيل» لا تضغط بالضبط، الجانب المصري لم يقتنع بعد بامتشاقه. رجل واحد، كبير جداً في مصر، قال لي : دعونا نساعدكم في اطلاق سراح غلعاد شليط. اذا نجحنا أبقوا لنا إياه.

- **«يديعوت»



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 13 / 2182463

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2182463 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 21


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40