الثلاثاء 28 أيلول (سبتمبر) 2010

مع او بدون تجميد

الثلاثاء 28 أيلول (سبتمبر) 2010

بشكل تقليدي الغاء عقوبة الموت كان دوما هدفا مركزيا للمؤسسة الليبرالية في أرجاء العالم. ولكن توجد استثناءات. هكذا، مثلا، عندما ينشر بان نشطاء «حماس» يلقون باعضاء «السلطة الفلسطينية» من الاسطح، والسلطة تنطلق في أعمال رد للمس برجال «حماس» العالم الليبرالي لا يرد والنبأ لا يكاد يظهر في نشرات الاخبار.

على نحو مشابه، عندما يعود «الشريك الفلسطيني للسلام» لممارسة سياسته بعيدة السنين قتل فلسطينيين يبيعون الاراضي لليهود ليس لهذا أي آثار دولية. فلن تجدوا على ذلك تقارير في الـ (بي.بي.سي) او في المقالات الافتتاحية في «نيويورك تايمز» او في «الغارديان».

بالطبع، في الاجواء السياسية الغريبة في عصرنا، يحتمل ان يكون هناك ليبراليون قادرون على الادعاء بان اعدام شخص لانه باع أرضا لليهود ليس خرقا للقانون الدولي.

معقول ان يكون بين اولئك الليبراليين من كانوا سيقولون ايضا انه اذا ما هبط عربي الى اسفل الدرك وباع ارضا لليهود، فلا بد أنه يستحق ان يعدم.

اضافة الى ذلك، فان الكثير من الليبراليين سيدعون بان مواضيع من هذا النوع هي مواضيع فلسطينية داخلية، وان على الفلسطينيين أن يحلوها دون تدخل خارجي. فهل هذا حقا نهج منطقي ونزيه؟ ولماذا عندما يواجه عربي «اسرائيلي» تمييزا في كل ما يتعلق بشراء الاراضي يؤدي الامر على نحو دائم الى صراخات النجدة الدولية؟

الرئيس اوباما، الذي لم يظهر أي ثبات في ممارسة الضغط العلني على «اسرائيل» لتمديد التجميد في المستوطنات، أعطى الفلسطينيين يدا حرة في هذا الشأن ورفض ان يقول عن ذلك شيئا.

وعلى نحو غير مفاجىء فان هذا الموضوع لم يطرح ايضا على مجلس الامن في الامم المتحدة ولم يكن هنالك حتى تلميح بتشكيل لجنة تحقيق.

بين «الليبراليين» هناك ايضا من لعله حقا خائب الامل بشكل شخصي من أن شريكنا المعتدل للسلام، محمود عبّاس، استأنف هذه السياسة البربرية، التي في حالات سابقة أدت الى قتل فلسطينيين يزعم أنهم باعوا الاراضي لليهود.

ولكن هم ايضا يدعون بان لـ «رئيس السلطة الفلسطينية» لا يوجد مفر سوى تأييد هذه السياسة لان الامر قريب من قلب الشعب الفلسطيني الذي الكثيرون منه «تعلموا» على ايدي الواعظين في المساجد بان اليهود هم «من أنسال القردة والخنازير».

[**♦♦♦♦*]

وعليه، فان السؤال الذي من حقنا ان نسأله هو على النحو التالي : كيف يمكن للرئيس اوباما والمؤسسة الليبرالية في الولايات المتحدة ان تتوقع من «اسرائيل» ان تتوصل الى تسوية القطاع الذي يعتبر «معتدلاً» في المجتمع الفلسطيني حين يحتفل المعتدلون ايضا بالذكرى السنوية للمخربين الذين ذبحوا مواطنين يهوداً؟ كيف يمكنهم أن يتوقعوا منا الوصول الى اتفاق مع فلسطينيين ينفذون سياسة بموجبها مسموح قتل كل من باع قطعة أرض ليهودي؟

في الوقت الذي ينشغل فيه الجميع بالتجميد، يجب أن نسأل السؤال ذا المغزى : هل يمكن وصف «زعماء السلطة» كشركاء للسلام؟

- [**ايزي ليبلر | «إسرائيل اليوم» | 28 ايلول (سبتمبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2185084

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2185084 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40