الاثنين 4 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

عشر سنوات على الانتفاضة.. نهاية عصر عرفات

الاثنين 4 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

هذه الايام تمر عشر سنوات على «الانتفاضة الثانية» حرب «الارهاب» العسيرة للغاية التي شهدتها «اسرائيل». هناك من ربط سبب الاحداث بزيارة ارئيل شارون الى الحرم. ولكن من الوثائق التي امسك بها في «السور الواقي» تبين ان الهجوم الارهابي خطط وأعدّ بعناية قبل سنوات من ذلك. محدثها ياسر عرفات رأى في (الارهاب) «أداة عمل» سياسية؛ ولفشل المحادثات في كامب ديفيد ولاسباب اخرى، اراد (هز) «اسرائيل» والمنطقة وخلق، بالدم والدخان، واقع سياسي مختلف.

لا يمكن أن نعرف ما هو حجم «الارهاب» الذي اراده عرفات منذ البداية، ولكن سرعان ما «فر» (العنف) من بين يديه وعربد دون قدرة على التحكم فيه. السلطة الفلسطينية في تلك الايام كانت سائبة تماما. في مناطقها عملت عشرات العصابات المسلحة السياسية ومجرد العصابات المسلحة التي تجمعت بشكل محلي. هؤلاء واولئك عملوا في «الارهاب» ضد «اسرائيل»، وليس أقل من ذلك اجرموا داخل السلطة : القتل، الاعدامات، السطو، الابتزاز و«العنف» كانت ممارسات يومية.

قاتلت «اسرائيل» حربا عنيدة ضد «الارهاب» : اجتياحات، اعتقالات، تحقيقات وتقديماً الى المحاكمة، هدم منازل، تفتيشات، تقييد حركة، اغلاق طرق، بما في ذلك الاحباط المركز لنشطاء «الارهاب». ذروة النشاط تلخص في «السور الواقي» التي بقوتها استعادت «اسرائيل» السيطرة العسكرية في معظم اراضي «يهودا والسامرة».

رئيس الوزراء شارون رأى في عرفات المسؤول الاساسي عن اندلاع «العنف»، وبالتوازي مع ادارة المنظومة العسكرية وظف جهدا سياسيا بالغا في اقناع العالم بان «عرفات هو المشكلة». في بداية 2002 انكشف دور عرفات في شراء السلاح وتهريبه الى المنطقة. سفينة «كارين إيي» والوثائق التي امسكت في «السور الواقي» أكدت فقط الادلة على دوره الشخصي في تمويل «الارهاب» وتنظيمه. وبالفعل، الجهد السياسي أجدى : الادارة الامريكية، وبعدها معظم الحكومات العملية، اقتنعت بان عرفات هو المسؤول عن المواجهة الهدامة.

هذا الاعتراف هو الذي أدى الى القول الامريكي القاطع، في حزيران (يونيو) 2002، على لسان الرئيس بوش، والذي غير سير النزاع الاسرائيلي الفلسطيني. أولا المفاوضات لاقامة دولة فلسطينية لن تجري الا بعد أن يكف الفلسطينيون تماما عن الارهاب، يفككوا منظماته وينتهجوا طريقة حكم مناسبة. ثانيا الشعب الفلسطيني مطالب بـ ’قيادة اخرى’ تكافح الارهاب، أي لا مزيد من عرفات.

السلطة الفلسطينية اضطرت، سواء تحت ضغط العالم أم لانها ملت خرابها، الى خلق منصب «رئيس وزراء»، ليفصل بين الرئيس (عرفات) وبين الوزراء. ولرئاسة الوزراء عين ابو مازن، الذي ادعى منذ ذلك الحين بان «الارهاب» يوقع مصيبة قبل كل شيء على الفلسطينيين أنفسهم. المسؤولية عن أموال السلطة سلمت الى الاقتصادي ذي صيت عال، د. سلام فياض. ومنذئذ دارت كل الاتصالات السياسية، الاقتصادية والادارة بين العالم والسلطة الفلسطينية فقط مع رئيس الوزراء ووزرائه.

والى هذا اضافت «اسرائيل» البعد المادي : ردا على احدى العمليات الانتحارية الاكثر فظاعة، اجبر عرفات على اغلاق نفسه في مكاتبه في رام الله. ويجدر التشديد في هذا السياق على ان حكومة شارون لم تفكر ابدا بالمسّ به جسديا. فضلا عن ذلك، ما إن عرف شارون أمر صحة عرفات المتدهورة حتى سمح بخروجه فورا لاجراء فحوصات طبية من رام الله وسفره الى فرنسا. وتمكن الاشارة الى أن كل الشائعات التي نشرت عن مسؤولية «اسرائيل» عن مرض وموت عرفات لا أساس لها في الواقع.

القيادة الفلسطينية في عصر ما بعد عرفات بدأت تعالج كما ينبغي العناصر الاساسية «للارهاب» في «يهودا والسامرة» : أجهزة الامن اجتازت اصلاحات، الاف القادة والشرطة استبدلوا، التدريبات تطورت، وتم شراء معدات ووسائل حديثة لحفظ النظام، وانتشرت القوات بنجاعة وتم ترميم التنسيق الامني مع «اسرائيل». الحياة في يهودا والسامرة تغيرت تغيرا شاملا : العصابات المسلحة ابعدت، قلت الجريمة والعنف وتضاءل الفساد. الهدوء اعاد بناء الاقتصاد. الحياة التي تحسنت بدأت تشكل لدى اغلبية الجمهور الفلسطيني اعتبارا ثقيل الوزن لعدم «الانجرار» وراء اعمال العنف من جديد.

- **«يديعوت»



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 9 / 2182677

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2182677 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 41


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40