الآن سأكتب عن مرحلة من الزمن، تصدى فيها سماح وكثيرون لمهمة خاصة، تعني فلسطين.
في التسعينات من القرن الماضي وبدايات القرن الحالي، وقع الكثيرون تحت وطأة “الهزيمة”، في العالم وعند العرب وفي لبنان. والمعني في الهزيمة، الهزيمة المفترضة للاشتراكية، و”نهائية الرأسمالية”، والمقولات المصاحبة وان “الأوراق كلها بيد الأميركي”.
منهم كثير من قيادات الحركة الشيوعية واليسار، الذين بدأوا التراجع باتجاه التطبيع مع الفكر الرأسمالي، وبدء مرحلة البعد والانفصال عن “المهزوم”. ومن المهزومين، قضايا حملها (ويحملها) الشيوعيون واليسار العالمي والعربي والمحلي، في كل تاريخهم وطليعة هذه القضايا “فلسطين”.
في هذه اللحظة، حمل “المقاومون”، والمقاومة هنا تعني رفض الخضوع لميزان القوى و”للمنتصر” وشروطه وشعاراته، مشعل فلسطين مجددا وأضاؤوه، البعض بدمائهم في فلسطين ولبنان وخارجهما، والبعض في صوته وقلمه.
في مقابل ثقافة الهزيمة والخضوع والتطبيع، كانت ثقافة المقاومة ورفض الانهزام والثقة.
لن أتحدث عن كل جوانب المقاومة، تناولتها سابقا وأتناولها اليوم وسأكتب عنها كل حين. سأقتصر بالحديث عن ظاهرتين فريدتين في مقاومة الخضوع والاستسلام، سارتا بعكس مسار التطبيع و”الهزيمة”.
الظاهرة الأولى اطلقها شيوعيون ويساريون وتقدميون من اوروبا واميركا اللاتينية وحتى من داخل الولايات المتحدة، والشهيدة راشيل كوري ابلغ مثال. هذه الظاهرة اختارت الهجوم من الخارج نحو الداخل. التضامن مع الفلسطينيين وتعزيز صمودهم في المخيمات. وأسسوا حركات التضامن والتوأمة، وتحضرني هنا ذكرى احد ابرز المناضلين في هذا المجال، الشيوعي الفرنسي Fernand twil، الذي أوصى قبل الرحيل، ان يدفن تحت شجرة في غزة.
وبالتوازي والتكامل مع الظاهرة الأولى، كانت الظاهرة الثانية، التي اختارت قطع الطريق من الخارج، أي مقاطعة العدو ومواجهة التطبيع، فكانت ظاهرة عالمية ثورية، تكاملت مع حركات عربية، من أبرز رموزها، هذا الذي رحل اليوم، سماح ادريس.
استطاعت هذه الحركة ان تؤثر على الاقتصاد الصهيوني، الذي طلب مساعدة “أصدقائه” العرب والأوروبيين لمحاصرة هذه الحركة… لكنها تنتشر، وامتدت من الاقتصاد الى الفن والرياضة والثقافة والجمال، فهذه هي جميلة اليونان، اجمل تعبير عن انتشار هذه الظاهرة.
ظاهرتان مكملتان لعمل المقاومة في الداخل الفلسطيني والخارج.
المجد لراشيل وفرناند.
المجد لمن كتب يوما عن “حكيم الأخلاق الثورية”، انت مثقف هذه الأخلاق، المجد لسماح…
السبت 27 تشرين الثاني (نوفمبر) 2021
المجد لسماح..!
خالد حداده....
السبت 27 تشرين الثاني (نوفمبر) 2021
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
9 /
2189800
ar ثقافة وفن خبر أعلام واستذكار ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
15 من الزوار الآن
2189800 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 15