مفقودة ...

أي مرحلة من تاريخ مسيرة شعبنا تمت مراجعتها بحق حتی الآن؟

هل ما قبل ظاهر العمر أم ما قبل الجزار؟ أو هل ما بعد الاحتلال البريطاني بجيش فيه الانجليز لم يتجاوزوا ١٠% منه؟ أم مرحلة حكومة الانتداب والثورة الفلسطينية ٣٦ وقبلها هبة البراق في عشرينات القرن الماضي؟ أم هي مرحلة حكومة عموم فلسطين وقهر المفتي؟ أو هي مرحلة الثورة الثانية ومسلسل الارتحالات من الكرامة للدامور لقرطاج؟أم مرحلة الاستسلامات التي قطعت رأس الانتفاضة الكبری عام ٨٧؟

لا شئ تم أبدا يمكن الاشارة اليه بمعقولية والاطمٸنان لمنجز فيه، رغم أطنان الورق المهدورة لم يحدث ذلك وجل ما حدث هو شهادات كتبها كثيرون، وانطباعات دونها اكثر منهم، ولم ينجز مٶسسة أو جامعة أو قوة فلسطينية شيٸا ذا بال في مجال المراجعات، وبقيت القصة علی البركة، كما بقي كثير من أمور الفلسطيني عليها٠

الشعوب المنتصرة فعلت وفعّلت مراجعاتها في كل مفصل تاريخي، ونحن سمعنا بالمفاصل التاريخية طيلة ستين عاما، ولم نر لا تغييرا ولا تقييما لأي منها، مجرّد لغة تاريخية او لغة سياسية وانتهی، هل كانت ستصل الصين الفقيرة عام٤٩ مثلا الی ما هي عليها دون مراجعاتها؟

اذا كان ذلكم في القضايا الرٸيس، فهو كذلك في باقيها، واضح أننا نعتبر المراجعات ضمن النثريات والكماليات، ومع ذلك، فمسألة مصير وحكايات الأبطال الماٸزون من هذا الشعب، كان يجب ان يكون لها استثناء ان كان هناك احترام لما كانوه، وادرك ان اخطر انواع النفاق، النفاق المتحرك فوق الثورات واسفلها، واحيانا معها٠

لماذا هذا الكلام اليوم؟

هذا لان هناك اخوة تنازعوا بينهم مسألة استشهاد القاٸد ابوعلي اياد، لا سيما وكل منهم في صورة الحكاية، ومثل ذلك سبق في مسألة استشهاد المبدع ناجي العلي وعدد من المشابهات مادة وفيرة، لكل من يريد ان يفتتح اشتباكا بينيا علی الاقل ان لم يكن علی صعيد القوی، فهو علی صعيد اشخاص، وان كانوا ذوي اعتبار ما فهو الافضل، هذا ايها السادة هدف ولو كان خفيف الوزن، يصب في مصلحة اصحاب الغرض نهاية الامر، ولا ينقذ ولا يسمن ولا يغني، فالاداة خطأ والطريق خطأ والمنتوج سيكون خطأ واي خطأ٠

كم مركز دراسات يقول عن نفسه انه فلسطيني؟ كم مٶرخ يقول أنه علم في مادته وعمله؟ كم باحث او دارس او متلقي وصل به الحال ان يطالب الناس باستباق كلمة مفكر قبل اسمه الكريم ؟

كل هٶلاء مجتمعين ومنفردين لم ينجزوا مشروع مراجعة حقيقية لشعب عظيم كهذا الشعب، فضلا عن منظمة كان لديها جيش من الموظفين، ووقعت باسم شعب فلسطين صك عبودية واعتراف باللص الصهيوني، مقابل ان يقول هذا انها تمثل المسروقين!

المراجعات مفقودة يا سادة....

اطلب من الاخوة المشتبكين في مسألة كهذه أن يدركوا أن النقص الأساس في قصتيهما أكبر من جملة هنا أو جملة هناك، فالنقص علی مستوی واسع كان سيكون افضل لو ان كليهما طالبا باستكماله وفق الأصول المعتبرة عند شعوب العالم المنتصرة٠

رحم الله من صدق فيمن سبق، وجزاه أوفر الجزاء، وغفر لمن قصّر٠٠٠