محمد حجازي - الميادين
مسرحية جديدة على خشبة مترو، نص وإخراج مايا سبعلي بعنوان: “إبريق الزيت” مع 9 ممثلين يتحاورون في الأفضل بين الهجرة أو البقاء في الوطن، ليخلصوا إلى نتيجة: أن بيروت صعب العيش فيها لكن يصعب العيش خارجها.
هي حكاية: إبريق الزيت، التي تتكرر على الدوام بالإيقاع نفسه والعناوين والحيثيات إياها من خلال المفاضلة بين نعمة الهجرة ومخاطر البقاء تحت رحمة الظروف والمفاجآت الأمنية، والموضوع ناقشته المسرحية من خلال حوار بين جيلين غير متفقين على نهج واحد ولكل منهما مبرراته وحججه، ليلتقيا في نهاية المطاف عند نقطة مشتركة وهي الإقرار بصعوبة العيش في الوطن لكن الأصعب هو العيش خارجه.
7 ممثلات: كريستينا الحداد، ريما الحلبي، ليليان الأسمر، خديجة صالح، ميرفت سلهب، مي شبقلو، إيفا الجباعي، وممثلان: حسن عياش، ويزن جابر. لا تميز في أداء أي منهم ربما لأن الحوارات أقرب إلى العناوين، والمواقف وليست وقائع درامية فلكل واحد المونولوج الذي يلقيه ويعبر إلى سواه بعيداً عن التفاعل والمضمون المحتشد بالمعلومات والأسباب الموجبة لطرح موضوع الهجرة بين أفراد من عائلة واحدة مناخهم جاهز لتقبل كل الأفكار طالما أن الحال واحدة والحذر واحد والمصلحة واحدة.
لا حركة على الخشبة تكسر حدة الرتابة سوى العروسين اللتين تمثلان الأمل في أوضاع أفضل ومع ذلك كانتا ترداداً لما يدور بين الأفراد ولم تطلعا بأي موقف خاص يؤشر على ما تمثلانه على الخشبة، والحال إياها لاحظناها بأسلوب أداء الممثلين الأقرب إلى إستظهار الحوارات من دون روح أو حرفة ولو بالحد الأدنى للتمثيل، يعني كان الموضوع مهماً ويحناج إلى شحن مشاعر وعمق في أسلوب الأداء، لكن هذا لم يحصل وبقيت الأفكار مبعثرة تحتاج إلى رابط ما يؤمن حرارة الروح في مجابهة مشروعين كبيرين وخطيرين: الهجرة أو البقاء.
المسرحية خفيفة في تركيبتها، لا عصب يشد بعضها إلى البعض الآخر، وحتى لا يوجد ما يجذب لأن حالات القطع والإستطراد تمنع الصور المطروحة من إستكمال فاعليتها، نعم كانت الخشبة ممتلئة بالممثلين وهم غطّوا جانبي ووسط المسرح لكن من دون فاعلية، أو لم يكن هناك خيط رفيع يربط الممثلين، والحورات، والأفكار، وحتى الأنفاس، كانت هناك غربة بين الشخصيات حتى حوار الحب بين الخطيبين كان مصطنعاً من دون حرارة كافية.
يُحسب للمسرحية أنها تحضر في ظروف غير طبيعية وتصر على أن تعرض وتسمع الآراء وتؤكد أن عصب الحياة أبقى من الاستسلام لليأس، لكن بالمقابل نقوم بواجبنا في قراءة العمل ووضع النقاط على حروفه.