الخميس 18 نيسان (أبريل) 2024

عماد رشدان.. رحيل النحات الفلسطيني في المنفى

الخميس 18 نيسان (أبريل) 2024

رحل اليوم الخميس في مدينة مالمو السويدية، الفنان التشكيلي والنحّات الفلسطيني عماد رشدان (1968 -2024) الذي بدأ تجربته ضمن المشهد التشكيلي السوري خلال تسعينيات القرن الماضي، واستحوذت ثيمات الوطن والمنفى ومقاومة الاحتلال على معظم أعماله.

وُلد الراحل في مخيم خان الشيخ بالقرب من العاصمة السورية لعائلة فلسطينية هُجّرت قسراً من قرية عرب الصبيح في الجليل الأعلى عام 1948، ودرس النحت في كلية الفنون بـ“جامعة دمشق” سنة 1992، ثم عمل معلماً للفنون في مدارس وكالة الغوث لسنوات طويلة.

شارك في العديد من المعارض الجماعية والفردية منذ منتصف التسعينيات، حيث وظّف في لوحاته ومنحوتاته عناصر الخط العربي والمنمنمات الإسلامية وغيرها من الرموز التي تعكس الحضارات القديمة في المنطقة العربية للتعبير عن السردية الفلسطينية منذ النكبة حتى اليوم.

غادر رشدان سورية عام 2014 إلى السويد، وعمل مدرباً للرسم والنحت كما درّس في“أكاديمية سنكلير للفنون” بمدينة أوديفالا السويدية، وأدار العديد من ورشات العمل، بالإضافة إلى مشاركته في معارض عدة منها “حكاية الصمت”، الذي قدّم فيه العديد من المنحوتات، في إطار مشروعه “حكايا الأرض ... حكايا السماء”، التي تصوّر تراجيديا اللجوء والفقد والرحيل والتيه والتضحية وغيرها.

تشكل أعمال الفنان توثيقاً بصرياً للعديد من المحطات والأحداث البارزة التي مرّ بها الشعب الفلسطيني خلال العقود الثمانية الماضية، مع تنويع في استخدام الخامات والوسائط مثل الحجر، والخشب، والبرونز والسيراميك، وغيرها.
الصورة

في منحوتة “إيمان حجو”، يقدّم رشدان الطفلة الفلسطينية ابنة الأربعة أشهر التي استشهدت في السابع من أيار/ مايو 2001، بقذيفة إسرائيلية وهي نائمة بين ذراعي والدتها، وتعد أصغر شهداء انتفاضة الأقصى، على هيئة ملاك مقتول، بينما يجسّد في منحوتات أخرى شخصيات مستمدّة من الميثولوجيا الفلسطينية والسورية القديمة في محاكاة شخصيات ووقائع راهنة.

كتَب السينمائي والكاتب الفلسطيني فجر يعقوب على صفحته في “فيسبوك”: ما بين لقائي المصوَّر به في (تغريبة ثقافية) في مخيم اليرموك، ولقائي الأخير به قبل عام تقريباً في مدينة غوتنبرغ، ليحكي عن (ليلة حنة) مرّ حوالي عقد ونصف. لم يكن الأمر في حسبانه أكثر من لغز انتقال من مكان إلى مكان آخر. حدث من قبل أنني حللت مكانه في البيت الذي أقام به في حارة صيدا بعدما التم شمله في السويد. الانتقال من مكان إلى مكان لغز حقاً، وهذا ما فعله لاعب الطين والبرونز الماهر عماد رشدان في نقلته الأخيرة. وداعاً أيها الصديق، فلم يُتح لنا في الصقيع الاسكندنافي أن نطيل كثيراً من لقاءاتنا بالصور".



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2186034

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ثقافة وفن  متابعة نشاط الموقع خبر  متابعة نشاط الموقع أعلام واستذكار   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2186034 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40