الأربعاء 12 أيار (مايو) 2010

للعام الثانى على التوالى منكوبو الحرب يعيشون فى العراء

غزة – خاص وكالة ميلاد الإخبارية – تقرير نصر أبو فول
الأربعاء 12 أيار (مايو) 2010

لعل اقصر طرق الأطفال في غزة ومخيماتها صباح كل يوم هو الالتقاء ببعضهم البعض ولكن ليس كمنطقة المرابطين غرب مدينة غزة ما تعرف بمنطقة المخابرات التي انهال القصف الجوى على موقع للأمن الوطني سابقاً بخمسة صواريخ من نوع اف16 الذي يقع بين منازل حيوية بالسكان أدى لوقوع شهداء وإصابات في الغارة إبان الحرب علي غزة العام الماضي .

على أبواب هذه المنطقة التي تعج بالسكان المدنيين، وصل مراسل ميلاد نصر أبو فول حيث استقبلنا أهل المنطقة وابتسامات ترحيبية وتضامنية نثروها على جراحهم التي تسبب فيها الاحتلال في عدوانه الحربي على الشمال واستهدافه للأطفال والنساء والمنازل بشكل متعمد.

وتبادل الأطفال بين جدران منازلهم المدمرة عبارات الترحيب واحتضنوا جدران منازلهم بعد قصف الاحتلال لمنازلهم الذين اشتاقوا لها بعد أن سلبت منهم عنوة بسبب مجازر الاحتلال وأرسلوا معها أحلامهم للسماء عليها تسمع أنينهم وتلبي دعواتهم وتنتصر لضعفهم يوم أدار العالم كله ظهره لهم وتركهم يواجهون الموت وحدهم.

تجولنا بالمنطقة التي نسيمها بالمنكوبة ولفت انتبهانا أطفال أصيبوا بالقصف الهمجي ليشتد على خاصرة غزة ليسكب أوجاعا أخرى يشعر بها الأطفال كلما وقفوا على أبواب غرف نومهم المدمرة والمنتهية فلم يجدوا إلا فضاء واسع لا غرف.

“ميلاد” دخلت منزل المواطن خليل أبو فول المدمر بشكل كامل ورأينا الدمار وأي دمار انه دمار الصواريخ التي تسقط على رؤؤس النيام في بيوتهم في هذا الصدد تحدثنا للمواطن أبو فول الذي وقف ينظر لمنزله المدمر بكل شفقة وحزن على ما حل به حيث قال أن موقع الأمن الوطني الذي قصف يقع بجوار منزله.

وأدرك المواطن صاحب البيت كلمات حزينة ومتشنجة مؤكداً أن القصف دمر كل شئ في بيته ودمر حياة أسرة بكاملها ودمر أحلام أطفال حيث كان أطفاله نائمين ساعة القصف حتى أن القصف أصاب زوجته وابنته البالغة من العمر 22 عام.

وعبر المواطن المتضرر خالد أبو فول الذي يقيم في العراء عن سخطه بسبب ما قال إن الجهات المسؤلة لم تأتى لترى الأضرار ورفض المواطن الخروج من منزله المدمر.

“ميلاد” زارت منزل آل عوض بعدما شاهدنا منزل أبو فول المدمر الذي يبعد أمتار قليلة عن الموقع الأمني المدمر, حيث الدمار ورائحة البارود تعبق المنزل ورأينا الحمام أنه لا يوجد حمام ولا غرفة نوم للمواطن يونس عوض.

التقينا المواطن يونس عوض صاحب المنزل حيث قال لنا:“لا أعرف النوم وحتى الخروج من المنزل فالخوف يطاردنا من كل اتجاه”, ويضيف قابضا على يديه بقوة “لا احد يشعر بمعاناتنا، نخاف الخروج إلى الشارع تذكرنا بان هنا ارتكبت مجزرة أو شيع أهلنا، وعبر يونس عوض عن الوضع السيئ بمقولة:” العوض على الله ".

تركنا المواطن الذي أخد يضرب كفيه على بعضهما وذهبنا لمنزل المواطن ناهض عبد الله أبو ريالة الذي لم يتمالك أعصابه حينما رآنا حيث ملامح الوجه المشحبرة ويديه التي لم تهدأ وهو يحاول اقتناص كل دقيقة للحديث معنا عن منزله المدمر التي يرفع فيها سقف منزله عده دعمات.

وكنا نتحدث مع المواطن ناهض أبو ريالة الذي قطعه حديث زوجته “أم مرعب” بالصراخ التي قالت إن القصف أصاب طفل يبلغ من العمر عشرين يوماً وإصابة أمه الذي تناثر الزجاج وشظايا الصواريخ عليهم في المنزل.

توجهنا لمنزل حامد أبو قينص في تلك المنطقة ودخلناه حيث رأينا الدمار بعينه ورأينا كل معاني الأمومة رغم القصف الذي دمر نصف منزلها, زوجة حامد أبو قينص كانت تعد وتجهز الطعام لأبنائها , داعية على إسرائيل بدعاء قالت فيه: “الله يكسرك يا إسرائيل”, معنى هذه الكلمات للأم القوية الصابرة حفزت عدد من النساء بجانبها .

ووجه أهل المنطقة رسالة لكل المعنيين “نريد إن نعيش بهدوء وسلام” وطالبوهم بتوفير مقومات الحياة لهم خصوصا وضعهم المادي صفر وخرجنا من منطقتهم والصيف شاهد على ما سيفعله بهم في عرائهم ويبقى المواطن رهن المحبسين الفقر والحصار.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 17 / 2182918

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع منوعات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2182918 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40