الأحد 16 أيار (مايو) 2010

ملف الاسرى الى اين ؟

بقلم: أم الحارث
الأحد 16 أيار (مايو) 2010

انتهى شهر نيسان مودعا معه كل الخطابات الرنانة واللوحات الضخمة والوعود والعهود الثورية التي شخصت لها امال الاسرى وعائلاتهم ، خاصة وانه للمرة الاولى تتجاوز فعاليات التضمان مع الحركة الاسيرة يوم 17-4 لتمتد على مدار الشهر تقريبا ، لكن شهر نيسان انتهى فماذا بعد ؟

بالطبع الاسرى لم يطلق سراحهم بعد ولم تقفل السجون ، ولم يصبح وضع الاسرى الاعتقالي غاية بالراحة والامان ، ولم نصل بعد الى اشباع مسامع العالم وعيونهم بقضية اسرانا ، ولم نقاضي الاحتلال في محاكم العالم والعدالة على ما ارتكبوه من جرائم بحق الاسرى ، ولم نعري الاحتلال في اروقة ودهاليس الامم المتحدة ان لم نستطع ذلك في منابرها ، ولم نستصدر ادانات دولية واضحة حول اقبية الاعدام ومقابر الارقام والمحاكم الصورية ومسالخ الموت ، فلماذا انتهى شهر نيسان اذا ؟؟؟

من الواضح ان الاحتلال تدارس جيدا ولكن بشكل عملي كيف يرد على خطاباتنا ولوحاتنا ومهرجانات الدعاية والتكريم النيسانية وذلك من خلال عدة خطوات عملية مصبوغة بطابع رسمي منها :

* اتخاذ قرار وزاري بتضييق الخناق على اسرانا وسحب انجازاتهم النضالية .

* قيام مصلحة السجون كل ادارة سجن بشكل مستقل باتخاذ سلسلة عقوبات بحق الاسرى تشمل العزل والمنع من زياراة الاهل .

*رفع مستوى الغرامات المالية في المحاكم .

* منع ادخال اطباء لمعاينة الاسرى .

* تشديد اجراءات زيارات المحاميين .

* فتح المزيد من الملفات الجنائية بحق الاسرى لزيادة احكامهم على تهم زائفة شتى كضرب سجانيين او ضباط وغيرها .

* مصادرة مقتنيات الاسرى وحرمانهم من التعليم .

* زيادة حدة القمع اثناء التفتيش والتنقل والعزل واقتحام الاقسام .

* زيادة حملات الاعتقال في صفوف الشباب الفلسطيني .

* التصريح باستخدام اساليب تعذيب اكثر وحشية بحق الاسرى .

* تنفيذ عمليات تصفية داخل السجون بحق اسرى قد نكون نسيناهم لكن الاحتلال لازال يذكرهم ويدرك عقلهم وفكرهم جيدا وربما يكون الاسير محمد الريماوي الشهيد القادم ليليه اسرى كثر عرفوا كيف يلاطم الكف المخرز.

فماذا سيكون الرد على كل هذا التصعيد ؟ هل سننتظر شهر نيسان القادم لنفكر ونتجمهر ونتصور ؟؟؟

صار لزاما علينا ان ننفض غبار الكسل والتردد وان نعود للدرب الذي سار عليه اسرانا او نسير بخط مواز له على الاقل ، وان نستمع ولو لمرة واحده لصوت اسرانا ونسمح لهم بقيادتنا على الاقل فيما يخص قضيتهم ، وان ننفذ ما يصدر عنهم من توجيهات بشأن العمل على هذه القضية ، وان نعمل بشكل جدي ضمن اطر فاعلة سياسية رسمية واخرى شعبية وفصائلية على ثلاثة امور:

اولها – الضغط والعمل على تحسين ظروفهم الاعتقالية الحياتية اليومية ، وتتولى هذه المهمة الجهات السياسية الرسمية المختصة من خلال الشؤون القانونية والدبلوماسية والعلاقات الدولية هنا وهناك .

ثانيا - العمل على اطلاق سراحهم وهذه مهمة مشتركة ما بين الفصائل والجهات الرسمية ممثلة بالسلطة الوطنية تحت اشراف منظمة التحرير خاصة فيما يتعلق باسرى ما قبل اوسلو .

ثالثا - الاهتمام بعائلات الاسرى والانتقال بهم من مرحلة الشفقة والعطف والمعونة الى اسر مناضلة متميزة تنتمي الى شريحة نضالية عريضة .

لكن الاهم ودون شك هو اعادة تحديث البيانات والمعلومات حول الاسرى الموجوده في وزارة شؤون الاسرى والمؤسسات الناشطة بهذا المجال ، والاستعانة بما لدى الفصائل من معلومات حول ذلك خاصة لمرحلة ما قبل اوسلو ، وفتح الملفات الخاصة بالاعدامات داخل السجون والموثق جزء منها لدى فصائل المنظمة .

كل هذا سيجعلنا قادرين على فهم ما يرسم حول قضية الاسرى دوليا وصهيونيا ويجعلنا قادرين على التصدي لمخطط اماتة وتغييب قضية الاسرى وعدم الاعتراف بهم كاسرى حرب ، وبالتالي طي كل ما يتعلق بالجرائم التي ارتكبت وترتكب بحقهم في ظل صمت ربما يكون متعمد من مجتمع دولي يحتاج لاكثر من لغة كي يحسن الفهم والسمع علما اننا نملك القدرة على التحدث بها جيدا لو نوينا كما يقال ..

الامل معقود على ان لا يكون نيسان 30 يوما فقط ، وان تعود قضية الاسرى كما كانت وهج ونار قضيتنا ، ولمن نسي عليه ان يتذكر لولا هؤلاء الاسرى لما كان هناك علم يرفع الان ولا مدارس ولا مشافي ولا كان هناك وجود لشيء اسمه سلطة وطنية ، على الجميع ان لا ينسى ذلك ، فلا داعي ان نخسر انفسنا اكثر من ذلك .... كل هذا ينبع من مخاوفنا ان تحول قضية الاسرى الى قضية شؤون اجتماعية خصوصا ان ثمة طرح حول ذلك ، وربما كان مؤتمر الاسرى الذي عقد في اريحا وانفق عليه مئات الاف الدولارات ، الاسرى وعائلاتهم اشد الحاجة لها ، خاصة المرضى الذين هم بحاجة لعمليات جراحية عاجلة ، ربما كان هذا المؤتمر كلمة حق اريد بها باطل ،لكني احمد الله انه وفي كل لجنة كان ثمة اسير او اسيرة واعون يدركون الحقائق ويبصرون ما بين السطور ولا تخدعهم زخرفات الكلام ، وقفوا بالمرصاد في وجه من كانوا ينفثون سما في هذه اللجان على امل ان يمرروا بعض الافكار اللامقبولة كانهاء ووقف معاشات الاسرى المحررين بحجة انهم يشكلون ثقلا على الموازنة ، وبعض من قال بأن كل من اعتقل على سلاح ابيض ليس باسير امني، وغيرها من الافكار الهدامه التي بقيت دفينة ذاك المؤتمر، لكن تم التصدي لها..

ان تحويل وزارة شؤون الاسرى الى هيئة ايضا من الافكار المطروحة ، والسؤال اذا كان هذا هو مقدار الاهتمام بهذه القضية فمتى ستحرر اسرانا ؟
هل يا ترى قيادات الضفة وغزة المرموقة في مزاج يقبل بخروج اسرى هم شرفاء وابطال لهم ثقلهم في المجتمع ولهم ابناؤهم لكي يقفوا لهم بالمرصاد ينتقدوا ويوجهوا تصرفاتهم ويضعوا لها الحدود ، لا اريد ان اقول ينافسوهم ، حتى لا اظلم هؤلاء الابطال لان قدرهم بلا شك اعلى وارفع ... ؟

سؤال مفتوح كلنا نعرف جوابه ...

اذا لم يتبق سوى ضمير الشعب ليقف الى جانب ابنائه الاسرى ، واظنها اللحظة المناسبة ليحدث اخيرا تغيير على قضية الاسرى ، لانهم وحدهم القادرون على ازالة امراض الاختلاف واستئصالها وانهاء حالة الانقسام ، واعادة رسم قضيتنا بالوان العلم الفلسطيني الذي خضب بالدماء ...



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 12 / 2183233

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع المنبر الحر   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

33 من الزوار الآن

2183233 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40