الأحد 23 أيار (مايو) 2010

هل هو الكساح العقلي ؟

بقلم: صلاح ابو هيثم
الأحد 23 أيار (مايو) 2010

يعيش العالم العربي خارج التاريخ منذ دهر من الزمن حيث لم يجمع على هدف واضح بالمعنى العملي لمسيرة الأمم ، فالفساد و الإنحطاط و التخلف هي السمة الأبرز في مسيرته ،و هذه البيئة بالطبع مدخل صالح لجلب أنظار الغزاة لاحتلاله و بالفعل وفرت الأرضية المناسبة لزرع الكيان الصهيوني في أرض فلسطين قلب الوطن العربي لضمان عدم نهوضه ، و لقد لعب الوعي و الإدراك لدى نخب الأمة في النصف الأول من القرن الماضي في تحريك الإيمان و الوطنية للجماهير لشحن إرادتها لاستعادة العزة و الكرامة حيث شهد النصف الثاني من القرن رفع شعار الوحدة العربية طريق التحرير،إلا أن تراجع امام الهزيمة التي ألمت بالأمة وقدم عليه شعار إزالة آثار العدوان .و هنا لا بد من أن نشير إلى أن جماهير الأمة كانت على أعلى مستوى من الإستعداد للتضحية و تملك العزيمة و الإرادة لقتال الأعداء و النهوض . إلى أن جاءت السنة الحاسمة لتحقيق النصر و الذي من المفروض أن تعيد الثقة بالنفس و القدرة على الفعل لدى الأمة و جيوشها . إلا أن المفارقة الغريبة أن هذا النصر شكل أكبر خطر على مستقبل الأمة و مصيرها من الهزيمة حيث ترتب عليه الإعتراف بالكيان الصهيوني كجزء من مكونات المنطقة بعد الإنحلال من الالتزامات السابقة تجاه قضايا و معضلات الأمة و الانكفاء داخل القطر بحجة البناء و التنمية و رفع شعار القطر أولا و تحولت قضية الأمة إلى قضية الفلسطينيين التي تستحق من هذه الأقطار التضامن معها دون المساس بالعلاقة مع الكيان الغاصب و بعد عقود من العمل بهذه المفاهيم و التي أسست لشعار السلام خيار استراتيجي وحيد . و الذي أملته العقلانية و الواقعية الإنهزامية و ليست الواقعية العلمية و لا نقول الثورية حتى لا نتهم بالإرهاب .
سوف لن يكون من غير المقبول أنه الآن معروف لدى جميع جماهير الأمة بمختلف مكوناتها أن هذه الرؤية لم تدر على الشعوب إلا المزيد من الفقر و تضييق الحريات و الافات الإجتماعية و انحطاط التعليم و التهديد الجدي بضياع اللغة العربية حيث تكلست و لم تعد قادرة على مجاراة العصر و مفرداته و بكلمة آخر أدت إلى تبعية اقتصادية و سياسية و امنية و ثقافية للامبريالية المعادية و الناهبة لمقدرات الأمة و هذا ما ساعد على اضافة بلدنا الحبيب العراق الى نكبتنا الأولى في فلسطين باحتلاله و تهديد عروبته و وحدة أراضيه وانتشار هذا الكم من القواعد العسكرية الأمريكية التي تغطي أراضي الخليج العربي و مياهه و التهديد الجدي الحاصل لوحدة الأراضي السودانية و اليمنية و الصومالية . والتمزق الحاصل في الصف الفلسطيني والغياب القصري لمنظمة التحرير الفلسطينيه بما يعنيه ذلك من عدم اجماع على الهدف والثوابت والرؤية وووو........ وقمة الانحطاط ضياع تعريف من هو الوطني . حيث المقاومة في عرف البعض تخريب على خط التفاوض الواعد بالاستقلال فهي حقيرة ، وحفظ امن المستوطنين كما تنص الاتفاقات واعتقال المخالفين خيانة عند اخرين ...............بعد ذلك بماذا يمكن ان نصف هذه القيادات والنخب العربية اذا ما استبعدنا الخيانة والعمالة للغرب . فلا مجال الا ان تكون مصابه بالكساح العقلي .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2182404

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع المنبر الحر   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

27 من الزوار الآن

2182404 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 22


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40