السبت 22 تشرين الأول (أكتوبر) 2011

الأبقار الوحشية ساعدت الجيش في كشف خنادق «حزب الله» والكلاب الألمانيّة تعمل في حواجز الاحتلال بالضفة

مجلة الجيش «الإسرائيلي» تكشف عن استعمالها واللاما والأكباش في تنفيذ عمليات ميدانية...
السبت 22 تشرين الأول (أكتوبر) 2011 par زهير أندراوس

حتى اليوم كان معروفًا للجميع أنّ جيش الاحتلال «الإسرائيليّ» يقوم باستخدام الكلاب الشرسة في حربة غير المتوقفة على الشعب العربيّ الفلسطينيّ في العمليّات العسكريّة التي يُنفذّها، ولكنّ العدد الأخير من مجلة الجيش «الإسرائيليّ» الرسميّة، كشف النقاب في تقرير مطول وحصري عن استخدام الجيش للحيوانات الأخرى في عمله الميداني، لاسيما على جبهتي لبنان وغزة، ومنها حيوانات (اللاما) المنضبطة، التي تحمل سلاحاً ومعدات لوجيستية تزن بضع عشرات من الكيلوغرامات، واعتبرت المصادر الأمنيّة في «تل أبيب»، التي تحدثت للمجلة، إن اندماج هذه الحيوانات في عمليات قتالية مع الجيش أمر محل خلاف رغم أنها ليست المرة الأولى التي يجند فيها الجيش تلك حيوانات من أي نوع في صفوفه. علاوة على ذلك، لفتت الصحيفة العسكرية إلى أن الحيوانات الأولى التي خدمت في الجيش كانت البغال والجمال والحمير، خلال الحرب التي خاضتها العصابات الصهيونيّة في العام 1948، وكانت بمثابة قوة لوجيستية في عمليات كبرى للغاية من الحرب، وبعد الحرب قام الجيش بتسريح معظم المواشي من الخدمة العسكرية، لكنه حافظ سراً على ما أسمته المصادر العسكرية بالنواة من البغال التي تساعد القوات الخاصة في تسلق جبل الشيخ وجبال هضبة الجولان العربيّة السوريّة شمالاً، ومناطق لا تستطيع المركبات أن تسير فيها، وتابعت الصحيفة قائلةً إنّه في العام 1956 تم تسريحها، بعد مقتل النواة فيها.

ولفت التقرير أيضاً إلى كيفية عودة هذه الحيوانات عادت لتتصدر العناوين الرئيسيّة في الإعلام العبري يومي 8 ـ 9/12/1988، خلال عملية أطلق عليها اسم «أزرق بني»، ضد خنادق الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين ـ القيادة العامّة بقيادة أحمد جبريل، جنوبي بلدة الناعمة في لبنان، حيث قتل 30 مسلحاً، وقائد كتيبة في وحدة (غولاني) المختارة، حاول الجيش استخدام الكلاب المفخخة، ولم تنجح الفكرة، فقد قتلت خلال القتال بنيران الجيش أو المسلحين، دون أن تنفجر في الخنادق التي توجد بها الأسلحة مثلما كان مخططاً له، على حد قول المصادر ذاتها.

وساق مُعّد التقرير قائلاً إنه في هذا الوقت، تعتبر الكلاب الحيوانات الأهم للغاية في خدمة الجيش، وبعدها تأتي (اللاما) التي تلعب دوراً هاماً للغاية، وهي من عائلة الجمال، وأصلها في جبال الإنديز الشاهقة في أمريكا الجنوبية، جسدها مغطى بالصوف، وتعتبر ذات طبيعة بسيطة للغاية، وارتفاعها 1.2متر، لديها كفاءة على حمل أثقال كبيرة، وفي ذات الوقت تعرف بأنها قوية، هادئة، قادرة على التحرك في ظروف صعبة، بما في ذلك المناطق الجبلية أو الثلجية، وتستطيع التكيف مع الضوضاء، ولا تخاف من أصوات الانفجار أو الطلقات النارية، وبالتالي، أضافت المصادر، فإنّها تناسب مرافقة المقاتلين في الوحدات المختلفة. في السياق ذاته قال الضابط المتقاعد عوفر كوهين، وهو المقاتل السابق في وحدة «شلداغ» بسلاح الجو، والمسؤول لسنوات عديدة عن جزء كبير من الحيوانات التي تخدم في الجيش «الإسرائيليّ» قال للمجلة إنّه لو تمّ ترويضها جيداً، فإن اللاما ترافق المقاتلين الذين يرعونها بشكل لا يمكن الفصل بينهم، مؤكداً أنها شاركت بنجاح في عدد من المناورات التي أجراها مقاتلو قوات خاصة قبيل مهام في مناطق جبلية عند الحدود الشمالية، وعدد آخر من العمليات، فضّل عدم الكشف عن تفاصيلها، بحسب المجلة العسكريّة.

وساق الضابط كوهين قائلاً للمجلة إنّ مزايا اللاما هائلة، وبما أنّ جسدها مغطى بصوف، فهي قادرة على إخفاء المقاتلين التابعين للجيش أمام وسائل المراقبة التابعة للعدو، التي تعتمد على تحديد مصدر الحرارة، كما تحمل معدات ثقيلة في مناطق لا يمكن التحرك بها بسيارة، وتتيح عمليات التسلل لمنطقة ما من أماكن لا يتوقعها أحد، وفي الكمائن، تستطيع أن تنام مع الجنود لمدة يومين أو ثلاثة بدون أي حركة، وتوفر للجنود دفاعاً حرارياً، وتحمل معدات يتطلبها البقاء في الكمين، لدرجة أنها تساعد الجنود في الدفء شتاء، وقد درس قادة من الجيش الأمريكي التعاون بين مقاتلي الجيش «الإسرائيليّ» واللاما، ليفحصوا إمكانية دمجها في القتال في جبال أفغانستان. من جهته، قال ضابط آخر رفض الكشف عن هويته، إنّ حيوانات غريبة أخرى انضمت للخدمة من فائض السفاري، أيْ حديقة الحيوانات في مدينة (رمات غان)، الواقعة بمركز الدولة العبريّة، أو من حدائق الحيوان الأخرى، وفي إطار خطة بدأت قبل بضع سنوات، شهدت عدد من القواعد العسكرية إدخال كباش أصلها يعيش في جبال الأطلس بالمغرب، ودورها أكل الأعشاب كبديل عن عمليات الرش، لتقليص مخاطر الحرائق، لكنها تشارك أيضاً في الدفاع عن مخازن الذخيرة، لأن لديها حساسية كبيرة في الدفاع عن منطقتها، كما أنها ماكرة جداً، وتستطيع أن تختبئ وراء منطقة شجرية، وأن تهاجم من يتسلل لمنطقتها تماماً في اللحظة المناسبة من الناحية التكتيكية، وأوضح أنّه جرت محاولات قامت خلالها بالتسبب في مهاجمة عناصر غير مرغوب حين حاولت الاقتراب من مخازن سلاح في قواعد كبيرة، وكان من الصعب حماية كل متر فيها.

وخلص التقرير الحصري إلى القول إن حيواناً آخر حاز على إعجاب وتقدير كبيرين بسبب مساهماته للجيش «الإسرائيلي»، وهو البقر الوحشي، فقد تم جلب 7 بقرات بعد حرب لبنان الثانية من السفاري مباشرة إلى داخل كتلة نباتية كثيفة عبر السياج الأمني في لبنان عند منطقة تسمى (قطمون)، وقامت بأكل الشجيرات، وخلقت لنفسها مسارات، وبذلك ساعدت الجيش في كشف عدد من الخنادق التابعة لـ «حزب الله»، كانت تلاصق السياج، ومازالت تلك البقرات حتى الآن تمشط المنطقة داخل العمق «الإسرائيلي».

جدير بالذكر أن الجيش «الإسرائيليّ» يقوم بتفعيل وحدة باسم (عوكيتس)، ومعناها بالعربيّة (لدغة) وظيفتها تدريب الكلاب لمهمات ميدانية، وهي تابعة لسلاح البرية، وبحسب المصادر «الإسرائيليّة» فإن تدريب الكلاب يستمر لفترة تصل إلى 17 شهراً وهي من نوع «ماليناوا»، وهذه الكلاب يتم استيرادها من ألمانيا وهي في عمر 12 حتى 18 شهراً، حيث شاركت، بحسب المصادر عينها، في عمليات ضد ما أسمته بالعمليات «الإرهابية»، أما اليوم فإن جل استعمالها هو في الحواجز العسكرية في الضفة الغربيّة المحتلة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 20 / 2183106

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع ريبورتاج   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

2183106 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 11


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40