الأربعاء 21 كانون الأول (ديسمبر) 2011

هذه هي خطة «واشنطن - ليفي - بن جاسم» للمراقبين في سوريا

الأربعاء 21 كانون الأول (ديسمبر) 2011

«لن تغرب شمس اليوم الأخير من مهمة المراقبين العرب في سورية إلا والنظام يترنح، والجيش منشق، والملايين تملأ الساحات الرئيسية في كل المدن السورية معلنة انتصار الثورة وسقوط الرئيس السوري بشار الأسد».

الكلام السابق تنسبه مصادر فرنسية (زارت العاصمة السورية مؤخراً) الى هنري برنار ليفي رجل المهمات الخاصة للمؤسسة الصهيونية العالمية.

ما الذي يجعل برنارد ليفي واثقاً من أن مهمة المراقبين العرب في سورية ستؤدي الى إسقاط الحكم هناك؟

في نهاية السبعينيات وصف احد الصحفيين الفرنسيين الكبار هنري ليفي «بالوجه الجميل للشيطان الذي يخفي مساعيه لتنفيذ الجرائم الكبرى».

اما المفكر السويسري طارق رمضان، وهو حفيد حسن البنا المولود في جنيف فيقول عن ليفي :

«انه مفكر صهيوني معاد للمسلمين ويمثل الثقافة الطائفية في أوروبا».

[**نموذج الرجل المؤسسة *]

تؤكد معلومات متطابقة حول - ليفي - أوردها كارهوه في فرنسا، وفي المجتمع اليهودي نفسه، أن الرجل هو مؤسسة قائمة بذاتها لها موظفوها، وشركات العلاقات العامة التابعة لها، ولها أيضاً عملائها في العالمين العربي والإسلامي الذين يتنوعون ما بين رجال أعمال، وما بين سياسيين، وأحزاب، او شخصيات او معارضين او عسكريين وصوليين يبيعون بلادهم واقتصادها مقابل السلطة. (فضلاً مراجعة تصريحات برهان غليون والغنوشي في تونس وعبد الجليل في ليبيا وعبد الغفور زعيم حزب النور الوهابي في مصر حول علاقاتهم بالموضوع «الإسرائيلي» العربي وموقفهم المتخاذل والاستسلامي أمام اللوبي الصهيوني الداعم لهم).

في العادة يسخّر اللوبي إمكانيات كل المؤسسات الصهيونية لخدمة رجل واحد هو في الأصل منفذ أمين ومخلص لما فيه مصلحة «إسرائيل» وحلفائها (دانيال بايبس هو زميل أمريكي لبرنارد ليفي وهو مثله احد من يسمون «الأفراد - المؤسسة» الذين يعملون على المسرح الدولي في خدمة اللوبي الصهيوني).

لهذا تجد أن لهنري برنادر ليفي أصدقاء - عملاء بين «ثوار» وقادة سياسيين عرب وأفارقة وأسيويين وربما شيشانيين وقوقاز، وربما له أيضاً عملاء بين كتاب وأكاديميين يعملون لصالح اللوبي الصهيوني في أميركا وأوروبا ويتكاملون معه (هنري) من منطلق انه ممثل المؤسسة الصهيونية ووجهها المقبول ثقافياً (الثقافة هنا أداة لنيل الشعبية والاحترام لشخص هو عامل أساس في سياسة دولية تديرها هيئة عنصرية كاللوبي الصهيوني).

هذا ما يقوله على سبيل المثال ولو بشكل مبطن كتاب «هنري برنارد ليفي، سيرة حياة» لفيليب كوهين (صدر عن دار فايارد).

المعلومات التي يتناقلها المصدر الفرنسي (وهو بالمناسبة من أصدقاء هنري ليفي) تتحدث عن خطة متكاملة وضعتها الإدارة الأميركية وسلمت أمر تنفيذها الى هنري ليفي - او غيفارا العرب - وقد اتفق الأخير مع وزير الخارجية القطري على ما يمكن تسميته خطة «ليفي - بن جاسم» لإسقاط سورية.

الخطة تتضمن بنوداً منها : (ودائماً على ذمة المصدر من أصدقاء برنارد ليفي المعروف بولعه بالاستعراضات والمشهور بتضخم «الأنا» لديه ما جعله منذ الستينيات نجم غلاف ونجم استديوهات وبرامج التوك شو الفرنسية).

[*خطة ليفي - حمد بن جاسم *]

[**البند الأول :*]

استغلالاً لموافقة سورية على المبادرة العربية وتوقيعها بروتوكول التعاون مع المراقبين

يسخّر ليفي صداقاته في العالم العربي لضمان ضخ ملايين الرسائل الهاتفية وعبر البريد الالكتروني وعبر قنوات اللوبي الصهيوني في العالم العربي (هل يقصدون قنوات لبنانية وسعودية معينة؟) تدعو الشعب السوري (وطائفة معينة منه على وجه الخصوص) لاستغلال الفرصة والنزول الى الشوارع في كل المدن واحتلال الساحات.

بينما يسخّر حمد بن جاسم في الوقت عينه ثروة قطر، وعلاقاتها المالية مع المعارضة السورية، بفرعيها الداخلي والخارجي، لتفعيل عمل الناشطين المنظمين للتظاهرات، المرتبطين مالياً في معظمهم بالمال القطري مباشرة او عبر وسطاء.

كما أن شبكات أصدقاء هنري ليفي في اللوبي الصهيوني العالمي، الإعلامية والثقافية والأمنية، ستعمم دعاية نفسية تطالب السوريين باستغلال فرصة وجود وسائل الإعلام الخارجية في سورية مع المراقبين، استغلالا يؤدي الى احتلال الساحات العامة في المدن الكبرى، وخاصة في دمشق، وحلب، وفي باقي المدن التي رفض سكانها المشاركة في الاحتجاجات حتى الآن.

(تتضمن قائمة أصدقاء اللوبي الصهيوني كل أصدقاء أميركا العرب والدوليين من الوسائل الإعلامية والصحافيين والمثقفين والفنانين والفضائيات والشبكات الإخبارية الالكترونية).

[**البند الثاني : *]

يتولى برنار ليفي تنسيق عملية تصعيد الضغوط الأميركية والأوروبية والعربية السياسية والإعلامية والديبلوماسية وصولاً الى إقناع الديبلوماسية الروسية بأن على سورية أن تقدم أضحية من مسؤوليها والمقربين من الحكم فيها لإرضاء المعارضة، التي لن تجلس على طاولة الحوار إلا بعد تنفيذ عدد من شروطها، وعلى رأسها، محاكمة بعض الضباط المسؤولين عن قمع المتظاهرين (والمسلحين) إضافة الى الطلب من السلطة السورية تقديم بعض ما يمكن تسميته بممارسات تثبت حسن النوايا، حيث سيُطلب من الحكومة السورية أن تتخلى، ولو بشكل جزئي، عن شخصيات وضعت على لائحة العقوبات العربية والأميركية والأوروبية بانتظار ظهور نتائج التحقيقات التي سيجريها المراقبون العرب حول المسؤولية الجرمية لمن أمروا بالتعرض للمتظاهرين (وضمناً للمسلحين).

مع تركيز مخطط له مسبقاً على تسعير التعرض الإعلامي لكل أقرباء الرئيس السوري، بدءاً من إلصاق موضوع الأعمال العسكرية بالفرقة الرابعة التي تنسب وسائل الإعلام الغربية مسؤولية قيادتها الى شقيق الرئيس السوري بشار الأسد، وانتهاء بربط «الشبيحة» والجرائم التي ارتكبوها بأقرباء الرئيس وبأصدقائه وبقادته الموثوقين.

من هنا يمكن فهم رسالة الصحف الغربية التي أعادت شن حملة على بعض الشخصيات السورية الاقتصادية مذكرة بما وصفته ضرورة التخلص منهم لإرضاء الشارع (عدد من كبار رجال الأعمال الملتزمين بدعم السلطة السورية وعلى الأخص) وقد نشرت صحيفة «الديلي ستار» اللبنانية المرتبطة بالأميركيين (عدد العشرين من ديسمبر 2011) ما يمكن من خلاله فهم رسالة هنري ليفي من خلال التعرض للموالين للرئيس الأسد في الإعلام وربط أسمائهم باستمرار التظاهرات المعادية للحكم.

فما يريدون الوصول إليه من هكذا حملات إعلامية (جماعة ليفي - بن جاسم) يتمثل في إقناع الحكم بان الشارع لن يهدأ إلا إذا ضحى برجاله المخلصين وهذه الألاعيب لم تنفع من قبل مع السلطة السورية ومن المشكوك فيه ان تنجح في المستقبل.

[**البند الثالث :*]

الضغط والحرص على أن لا تتعرض سورية للمراقبين وان تتم فوراً المطالبة بتنفيذ البروتوكول العربي القاضي بسحب الجيش من المدن، وبالتالي تركها (المدن) تحت سيطرة مسلحين سيتمددون في كل أحياء حمص، ودرعا، وادلب، وحتى دمشق، انطلاقاً من ريفها والى حلب انطلاقاً من ريف ادلب.

في الوقت عينه تقضي خطة ليفي - بن جاسم (على ذمة المصدر) بأن يتولى حمد بن جاسم تسعير الضغط السياسي العربي لإحراج روسية لتضغط الأخيرة على سورية للقبول بالأمر الواقع، حيث سيتقاسم الشارع تظاهرات مناوئة وأخرى موالية للنظام في المرحلة الأولى. بينما يتولى ما ورد في البند الرابع مهمة القضاء على مؤسسات الدولة السورية وعلى قدرة الموالين على التظاهر .....كيف؟

[**البند الرابع : *]

فور انسحاب الجيش من المدن والقرى الملتهبة، ستعمد قوى المسلحين التي تتحرك في العتمة وتختفي في النهار الى الانتشار في مناطق إستراتيجية من بينها أحياء حلب ودمشق.

وهؤلاء (المسلحين) سيستعينون بشيوخ وهابيين او طائفيين «عملاء لقطر والسعودية» للسيطرة على تلك الشوارع والزواريب بإغراء السكان للانضمام الى الثورة، وان لم ينجحوا في استمالة الناس طوعاً، سيعاد تنفيذ سيناريو قلب المزاج الشعبي بالقوة في درعا في بداية الأزمة، وذلك تم من خلال تهديد المسلحين للأهالي الذين لا يشاركون في التظاهرات بالقتل وبإحراق منازلهم، وتهديد التجار بإحراق مؤسساتهم (كما حصل مع رجال أعمال في حلب وادلب ودرعا والزبداني) ومن خلال التسبب او اغتيال أطفال وشخصيات يثير قتلها حنق الجماهير فتتحول الجنازات في دمشق الى وقود للثورة والعنف والسلاح، كما حصل في حمص بداية الأزمة.

(تقدر قوة الإخوان والسلفيين المسلحة المدربة والتي قاتلت في العراق او تدربت في معسكرات الأميركيين وحلفائهم بعشرة آلاف مسلح يدعمهم عشرات آلاف المطلوبين أمنياً للسلطات بجرائم جنائية منذ ما قبل الأزمة، وهؤلاء أصبحوا حماة الأحياء الثورية في حمص وادلب وفي ريف دمشق بعد ان كانوا زعرانه ولا زالوا).

[**البند الخامس : *]

يتولى مسلحو قرى ريف ادلب القريبة من حلب تأمين أعداد كبيرة من المتظاهرين لاحتلال ساحات حلب الرئيسية، بينما يتولى مسلحو ريف دمشق تأمين أعداد كبيرة من المتظاهرين (بالجبر او بالتطوع) لاحتلال ساحات دمشق انطلاقاً من تسيير تظاهرات مشياً او بالباصات والسيارات، من حرستا، ودوما، والزبداني، ومضايا، وعربين، وسقبا، وكفرقطنا، والقدم.. الخ وصولاً الى ساحتي العباسيين والامويين.

[**هل ستنجح خطة «ليفي - بن جاسم»؟ *]

البروتوكول الذي وقعته سورية يوم الاثنين التاسع عشر من كانون الأول - ديسمبر 2011 يعطيها حق التصدي للمسلحين، ولكنها من خلاله، وافقت على السماح للمعارضين بالتظاهر بطريقة سلمية في أي مكان يريدون، وبالتالي، سيكون على السوريين إيجاد طريقة للتعامل مع مخططات «ليفي - بن جاسم» بطريقة توازن بين التزام الحكومة السورية بتوقيعها، وبين عدم ترك الاتفاق يتحول الى حصان طروادة اميركي يؤدي الى تحقيق ما لم تحققه أشرس هجمة إعلامية في عشرة أشهر مرت على سورية.

الأكيد أن الأميركيين والصهاينة الأوروبيين والعرب يمكرون لسورية من خلال المبادرة العربية.

يشهد على ذلك اختيار القطريين للمراقبين من بين خمسة وأربعين منظمة تمولها جميعاً مشاريع التجنيد الأميركية (الان جي او)، ولكن الأكيد أيضاً أن أنصار السلطة، من بين الشعب السوري، يمكرون للمراقبين ولمن يعول على ورقتهم، وهؤلاء الذين يصفهم العالم بالشبيحة او بالمرتزقة، هم حقا أنصار الرئيس، وهم حقاً ملتزمون بالدفاع عن النظام بنسخته الجديدة ما بعد الحراك، وهؤلاء يريدون الإصلاح لا الحرب الأهلية، ولا حكم التيارات المذهبية.

وهؤلاء هم من سيلعبون الدور الأبرز في تحطيم أحلام «ليفي - وبن جاسم» التي إذا ما تحققت وانتصرت «الثورة» وسقط النظام فلن يربح احد، لأن بديل النظام لن يكون سوى الخراب والحرب الأهلية، لماذا؟

لأن هكذا معارضة حكمت بالحديد والنار وقتلت مخالفيها في حماة، وهكذا معارضة حكمت أحياء في حمص فحولتها الى ساحة للاحتراب الطائفي، وحكمت جبل الزاوية وجسر الشغور فلم تترك جريمة إلا واقترفتها ضد أنصارها أولاً، وأحياناً نالت من المعارضين للنظام قبل النيل من أنصاره، معارضة كهذه إن انتصرت لن نرى في سورية سوى مشهداً موسعاً عما جرى ويجري في حمص من قتل وذبح طائفي.

- **المصدر : «عربي برس»



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 7 / 2183038

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

40 من الزوار الآن

2183038 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40