سلّطت مجلة «دير شبيغل»، في تقرير ثانٍ أعدّته مراسلتها اولريكه بوتس، الضوء على «حجم تورط الإسلام الأصولي» في الأزمة السورية، حيث أكدت، نقلاً عن أحد رجال الدين في طرابلس، أن «مئات المسلحين اللبنانيين والعرب والأجانب توجهوا خلال الأشهر الأخيرة إلى سوريا عبر الأراضي اللبنانية».
وفي هذا الإطار، تنقل المجلة عن أحد الإسلاميين اللبنانيين قوله إنه «واحد من مئات العرب الذين يقاتلون إلى جانب المسلحين السوريين ضد النظام السوري»، الذين «يضمون في صفوفهم مقاتلين من قدامى المحاربين في العراق». كما تنقل عن إسلاميين آخرين في لبنان قولهم إن «الثورة في سوريا فرصة جيدة لوضع حد لنفوذ دمشق»، مذكرة بدعوة زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري أواسط شباط الماضي «المسلمين الأتقياء إلى دعم التمرد ضد النظام السوري»، وقوله «إن من الواجب الديني على كل مسلم المساهمة في الثورة ضد النظام السوري».
وفي هذا السياق، يقول الشيخ مازن المحمد من طرابلس للمجلة «هناك حرب مقدسة في سوريا»، كاشفاً عن «توجه ما بين 100 إلى 150 مسلحاً لبنانياً إلى سوريا خلال الأشهر الأخيرة وحدها». وفيما يضيف «نحن نعرف الكثير من المقاتلين الفلسطينيين والليبيين والذين يقاتلون في سوريا»، يشير إلى النقص الذي يعانونه في مجال السلاح، حيث يؤكد أن لديه عشرين مقاتلاً جاهزاً للسفر إلى سوريا، لكنّ هناك نقصاً في الذخيرة والأسلحة. مع ذلك، يؤكد الشيخ المحمد أن اللبنانيين «يرسلون لوازم كثيرة، حسب الإمكانية، رغم أن أسعار السلاح في السوق السوداء ارتفعت كثيراً بعد عام من القتال ضد الأسد».
وتكشف المجلة عن أنه في الأسبوع الماضي «عبر أول مقاتل فرنسي من أصول جزائرية الحدود السورية، حيث توجه متطوعاً للقتال ضد نظام الأسد إلى جانب الجيش السوري الحر»، وقد أصر على «الانضمام إلى الثوار، بعد أن اشترى بندقية، وخضع لبعض التدريب قبل أن يتوجه إلى سوريا».
[rouge]-[/rouge] [bleu]المصدر : صحيفة «السفير» اللبنانية.[/bleu]