في عام 1947 قررت الأمم المتحدة تقسيم فلسطين إلى دولتين ، أحداهما للعرب والأخرى لليهود حيث دعا القرار 181 إلى تأسيس دولة لليهود ، على مساحة 54% من ارض فلسطين في وقت كان في اليهود اقل من الثلث ، من حيث عدد السكان ، أما من ناحية الأرض فكانوا يملكون حوالي 6% وقد رفض العرب والفلسطينيون منهم على وجه الخصوص هذا القرار كما رفضتها بعض الجماعات اليهودية .من هنا فشلت مبادرة الأمم المتحدة ، تلا هذا الفشل حرب 1948 – النكبة أو الكارثة التي حلت بالفلسطينيين – والتي أدت الى تفريع وتدمير حوالي 531 مدينة وقرية وتهجير أكثر من 80% من الفلسطينيين العرب وبقي هؤلاء اقرب ما يكونون من المناطق التي اقتلعوا منها بقوة السلاح ، آملين العودة إليها .كانت عملية التحطيم التي تعرض لها الشعب الفلسطيني خلال نكبته كاملة فهي لم تكن عملية اقتلاع بل كانت عملية تحطيم للمقومات اللازمة لقيام واستمرار مجتمع ما . فالشعب الفلسطيني فقد خلال النكبة أرضه وممتلكاته وثرواته القومية وعاش الفلسطينيون وخاصة المخيمات محرومين من الأساس المادي الذي يشكل إنسانية الإنسان.
طبقاً لإحصائيات الأمم المتحدة بلغ عدد الفلسطينيون الذين اجبروا على مغادرة بلادهم حتى 14مايو / أيار 1984 ما لا يقل عن 900 ألف فلسطيني كان عدد اللاجئين وفي الأشهر الثلاثة الأولى من عام 1948 صغيراً نسبة لكنة تضخم واتسع نتيجة لمذبحة دير ياسين في ابريل / نيسان 1948 .
اعترافاً بمسؤوليتها المباشرة عن تهجير هذا الكم الهائل من الفلسطينيين قامت الأمم المتحدة باستحداث هيئة دولية خاصة لتوفير الحماية والمساعدة لهؤلاء اللاجئين حيث تأسست “لجنة التوفيق الدولية حول فلسطين” ، في كانون الأول / ديسمبر عام 1948 بناء على القرار 194 وبعد حوالي عام تم تأسيس “وكالة غوث وتشغيل للاجئين الفلسطينيين [الاونوروا]” وتم تسجيل اللاجئين – ليس كل اللاجئين – في المناطق الخمس التي تعمل فيها هذه الوكالة وهي : الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن وسوريا ولبنان.
ومن هنا نشأت المخيمات ، كانت البيوت في البداية خياماً استعيض عنها بعد ذلك بوحدات سكنية مبنية من الاسمنت وألواح الزينكو وقد أقيمت المخيمات أو معظمها في ضواحي المدن وكأنها جزء منها وقسم المخيم الى أحياء تضم وحدات سكنية متراصة بجانب بعضها البعض ولا يفصل الساكن عن جاره سوى متر او اقل ويفصل الأحياء عن بعضها البعض شوارع ترابية توحل في الشتاء تصبح مجاري للمياه الاسنة في الصيف ولا يتعدى عدد الغرف في الوحدات السكنية غرفتين او ثلاثاً تضم الغرفة ما بين 5-7 أشخاص ويسبب هذا الزحام مشاكل صحية واجتماعية ويؤدي الى تحلل الأخلاق وافتقاد التنشئة .
جدير بالذكر أن اللاجئين واجهوا عام 1948 ظروفاً بالغة القسوة فقد افتقروا لوسائل الرزق والمعيشة واضطر بعضهم للمكوث في المساجد والأماكن العامة بينما وجد مئات الآلاف منهم أنفسهم بلا طعام او مأوى فضربوا الخيام تحت الأشجار وسكنوا المغاور في الجبال في أحسن الأحوال وتوزعوا في البراري هنا وهناك .
ومن الظواهر الملاحظة في المخيمات أنها تضم مجموعات سكنية من نفس القرى والمدن الفلسطينية وتعيش نمط حياتها السابقة فعلى سبيل المثال نجد مخيماً كمخيم الحسين في عمان او الجلزون في رام الله يضم أحياء باسم حارة “اللدادوة” نسبة الى مدينة اللد او “الرمالوة” نسبة الى مدينة الرملة او “اللفاتوة” نسبة الى قرية لفتا .
الملاحظ أن الشعب الفلسطيني تعرض لأكبر عملية استئصال تمت ما بين عام 47-1948 و 1967 أي في حوالي عشرين عاماً تم خلال هذه الأعوام اقتلاع ثلاثة أرباع الفلسطينيين من بيوتهم وديارهم ووزعوا على أربعة أركان المعمورة .
أما المخيمات فقد حوت عدداً قليلاً من الفلسطينيين وأقيمت كما ذكر على ارض دول الجوار او داخل فلسطين نفسها.
التفاصيل مرفقة بملف (صيغة PDF).