كانت ماري كوري أول من إكتشف عناصر البولونيوم المشعة في نهاية القرن 19، ولكي تخلد ماري كوري إسم بلدها بولونيا أطلقت على هذه العناصر إسم البولونيوم. والبولونيوم هو عنصر نادر جدا لكن إشعاعاته عالية جدا أيضا، وأحيانا يمكن العثور عليه في مناجم اليورانيوم. والبولونيوم- 210 الذي عثر عليه في جسد الروسي فورونتش هو الأكثر إنتشارا. ويعتبر البولونيوم- 210 مادة عالية التسمم، وخطره على جسم الإنسان يفوق مستوى التسمم الموجود في غاز السيانيد بـ 2500 مرة.
وبمجرد دخول البولونيوم- 210 إلى جسد الإنسان، سواء عبر التنفس أو الأكل أو اللباس أو الجروح، فإنه يقوم بتخريب الـ DNA ويتسبب في حالة مرضية إشعاعية. وتجدر الإشارة إلى أنه لايوجد ترياق لبولونيوم -210، لذلك فإن كمية ضئيلة جدا من البولونيوم قادرة على أن تذهب بروح إنسان، في المقابل فإن الضحية تكون عاجزة عن الشعور بما يحدث، كما أن الشخص الذي يقوم بعملية التسميم يعرض نفسه أيضا إلى مخاطر كبيرة. ونظرا لقدرته الفتاكة على جسد الإنسان، أصبح البولونيوم سلاح الإغتيال المثالي.
البولونيوم- 210 هو مادة مسممة أكثر فتكا من الرصاص والزئبق والكاديميوم، ولايمكن لعداد غايجر إستشعار جسيماتαالتي يفرزها. وهذا مايفسر عدم إكتشاف عداد غايجر لإشعاعات البولونيوم في جسد الروسي فورنتش أثناء فحص جثته. وبعد تسمم الضحية بالبولونيوم سواء عبر الإبتلاع أوالتنفس أو الحقن، تقوم جسيماتαبقتل او تحويل الخلايا الدموية إلى أورام. وأول هجوم تقوم به هو تجزيئ الخلايا، وبذلك تؤدي إلى إنخفاض كمية نخاع العضم، وتخدير كريات الدم البيضاء، وتساقط كثيف للشعر، وتخريب الغشاء المخاطي لأوعية الهضم وغيرها من الأعراض. لكن قوة جسيماتαسرعان ما تختفي، وقوة إختراقها هي الأضعف من بين مختلف الإشعاعات المؤينة، حيث يمكن لبشرة الإنسان أوحتى ورقة أن تصدها. لذلك يمكن وضع البولونيو- 210 في زجاجة وحتى داخل ظرف، وغمسه داخل طعام أوشراب الضحية. ولصناعة كمية من عقار البولونيوم كافية لقتل شخص هناك حاجة إلى إستعمال مفاعل نووي ومنشآت كبيرة أخرى، ولايمكن لغير “العاملين في المجال” الحصول عليه.