الاثنين 5 تموز (يوليو) 2010

موسم تناطح الكباش الصهيونية في ظل تزايد العداء الإقليمي للكيان

الاثنين 5 تموز (يوليو) 2010

يتعرض قوام الدولة العبرية في الوقت الحالي للمزيد من عمليات الإجهاد وشد الأطراف بفعل تعدد أنماط وأنواع الضغوط الكمية والنوعية، والتي على خلفيتها ينقسم الخبراء الاستراتيجيين «الإسرائيلين» حول كيفية إدارتها، فما هي طبيعة هذه الضغوط، وما هي آليات عملها، وماهي تداعياتها.. وهل من مخرج منها؟

ضغوط البيئة السياسية - الأمنية «الإسرائيلية» الداخلية :

أكدت المعلومات والتسريبات الأخيرة تزايد الخلافات بين أركان الائتلاف الحكومي «الإسرائيلي»، وعلى وجه الخصوص بين رئيس الوزراء زعيم حزب «الليكود» بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته افيغدور ليبرمان زعيم حزب «إسرائيل بيتنا»، وبرغم أن مفاعيل خلافات نتنياهو- ليبرمان تعود إلى فترة أطول، فإن السبب الأخير الذي فجر الخلافات يتمثل في قيام بنيامين نتانياهو بإرسال بن اليعازر وزير النقل إلى بلجيكا من أجل عقد لقاء سري مع وزير الخارجية التركي احمد داوود أوغلو للتفاهم حول كيفية احتواء الخلافات «الإسرائيلية» - التركية، والتي ظهرت على خلفية حادثة العدوان «الإسرائيلي» على سفن قافلة كسر الحصار على غزة وقتل تسعة من الناشطين الأتراك، وكأنما هي خلافات بلا نهاية.. وفي هذا الخصوص تحدثت التقارير والتسريبات «الإسرائيلية» بأن مصدر غضب ليبرمان قد عبر عنه المتحدث الرسمي لمكتب ليبرمان عندما قال : من حق رئيس الوزراء نتنياهو أن يبعث بمن يشاء لإنجاز المهام خارج «إسرائيل»، ولكن فقط يتوجب على نتنياهو التفاهم مع وزير الخارجية «الإسرائيلي» ليبرمان وإحاطته بما يدور في خارج «إسرائيل» بدلاً من تركه يلتقط الأخبار والمعلومات المتعلقة بتحركات «إسرائيل» الخارجية عن طريق أجهزة الإعلام الخارجية و«الإسرائيلية».

أيضاً تزايدت خلافات «الإسرائيلين» حول كيفية التعامل مع أزمة قطاع غزة، والتي أصبحت أكثر تعقيداً بسبب التطورات الجارية وتعدد ملفاتها، والتي منها على سبيل المثال لا الحصر : ملف أزمة الجندي، حيث وافق نتانياهو على إطلاق سراح 1000 أسير فلسطيني باستثناء بعض الذين تعتبرهم «إسرائيل» خطرين على أمنها، وبالمقابل أعلنت حركة «حماس» عن رفضها التام لهذا العرض «الإسرائيلي» مطالبة بإطلاق سراح جميع الأسرى دون قيد او شرط كثمن لإطلاق سراح شاليط، وفي هذا الخصوص تزايدت ضغوط الرأي العام «الإسرائيلي» المطالبة للحكومة «الإسرائيلية» بضرورة الإستجابة لشروط حركة «حماس» المتعلقة بصفقة إطلاق سراح شاليط..

ملف أزمة الحدود «الإسرائيلية» مع القطاع

يرتبط قطاع غزة بحوالي ستة معابر مع «إسرائيل»، وقد درجت «إسرائيل» على تخصيص هذه المعابر على أساس اعتبارات الاستخدامات النوعية بحيث معبر لمرور الأفراد، ومعبر لمرور السلع الغذائية، ومعبر لمرور الوقود، وماشابه ذلك، وقد ظلت «إسرائيل» تستخدم آلية فتح وإغلاق هذه المعابر بما يتيح إدارة الضغوط على سكان القطاع، حيث تغلق المعبر المخصص لمرور إمدادات الوقود عندما ترغب «إسرائيل» في خلق أزمة وقود داخل القطاع، وتغلق المعبر المخصص لإمدادات السلع الغذائية عندما ترغب بخلق أزمة إمدادات السلع الغذائية .. وهالمجر، ولكن على خلفية إحتجاز حركة «حماس» للجندي «الإسرائيلي» جيلعاد شاليط، فقد سعت «إسرائيل» إلى إغلاق كافة المعابر بما يتيح خلق أزمة شاملة داخل القطاع، وإضافة لذلك يدخل جانب آخر يتمثل في رغبة «الإسرائيلين» الدفع باتجاه تصعيد معاناة سكان القطاع.. بما يدفعهم إلى التخلي عن دعم حركة «حماس».. والتحول لدعم حركة «فتح - دايتون».

ملف أزمة الحدود المصرية مع القطاع

ترتبط مصر بشريط حدودي يبلغ طوله بضعة كيلومترات، على خلفية التفاهم المصري - «الإسرائيلي» وتفاهمات القاهرة - واشنطن، إضافة إلى تفاهمات القاهرة - رام الله، وقد سعت مصر إلى تشديد الحصار ضد القطاع.. على أمل إضعاف حركة «حماس» وحثها على الإستجابة للتعليمات المصرية المتلعقة بتوجهات نفوذ القاهرة على مجريات القضية الفلسطينية، فقد أصبحت «إسرائيل» عاجزة عن فرض أي ضغوط جديدة على القاهرة.. وذلك لأن القاهرة نفسها أصبحت تتعرض للمزيد من ضغوط الرأي العام المصري والعربي إضافة إلى تزايد مفاعيل المعارضة السياسية المصرية.. الأمر الذي أصبح يهدد وجود النظام المصري نفسه.

تقول المعلومات والتسريبات بأن الخبراء «الإسرائيلين» وأيضاً السياسيين «الإسرائيلين» أصبحوا أكثر خلافاً وتبايناً في الآراء ووجهات النظر حول ماهية الأسلوب الأمثل لجهة التعامل مع أزمة قطاع غزة، وفي هذا الخصوص تشير التسريبات إلى تصاعد الخلافات العدائية العنصرية بين مكونات المجتمع «الإسرائيلي»، كما انفجرت موجة عداء بين اليهود «السفارديم» (ذوي الأصول الشرقية) واليهود «الأشكيناز» (ذوي الأصول الغربية)، وذلك عندما أعلن اليهود «الأشكينازيين» عن رفضهم التام المطلق لإلحاق أبناءهم في المدارس التي يوجد فيها أبناء اليهود «السفارديم»، وماكان لافتاً للنظر أن حاخامات «الأشكينازيين» أصدروا فتاوى دينية سعت للتأكيد بأن تعاليم الثلمود تُحرم على اليهود «الأشكينازيين» الجلوس في قاعات الدراسة جنباً إلى جنب مع اليهود «السفارديم» الذين يعتبرون أقل درجة.. وأشارت التسريبات إلى أن تداعيات هذه الأزمة العنصرية قد ألقت بظلالها على العلاقات بين الأحزاب الدينية «الإسرائيلية» وعلى وجه الخصوص حزب «شاس» الذي يمثل اليهود الشرقيين، وحزب «يهودا هاتورا» الذي يمثل اليهود الغربيين. وإضافة لذلك، ألقت هذه الأزمة بتداعياتها الثقيلة على أوضاع المؤسسة السياسية، فالقانون «الإسرائيلي» يعاقب الآباء الذين يمتنعون عن إرسال أبناءهم للدراسة.. وبرغم ذلك فقد تباطأت الحكومة «الإسرائيلية» في معاقبة اليهود «الأشكينازيين» الذين امتنعوا عن إرسال أبناءهم إلى المدارس التي يوجد بين صفوفها أبناء اليهود «السفارديم».. ولم يقف الأمر عند ذلك، فحالياً تدور المزيد من الخلافات في الحكومة «الإسرائيلية» إزاء الاعتبارات المتعلقة بالمنهج الدراسي وطبيعة المدارس، فاليهود «الأشكيناز» يطالبون بمدارس خاصة بأبناء «الأشكيناز» ذات منهج دراسي خاص بـ «الأشكيناز» باعتبارهم الأكثر ذكاء من «السفارديم».. إضافة إلى ضرورة أن يكون المدرسين والأساتذة من اليهود «الأشكيناز» حصراً.

ألقت تداعيات ملف المستوطنات بالمزيد من الخلافات والضغوط في أوساط «الإسرائيلين»، وبرغم أن الأغلبية العظمى من «الإسرائيلين»» تود توسيع الاستيطان، فإن هناك مشاكل وتعقيدات كبيرة تتعلق بكيفية وأسلوب توزيع المستوطنات، فالمساكن الراقية الفاخرة ذات المواقع المميزة يتم تخصيصها لليهود الغربيين «الأشكيناز»، اما المساكن الأقل قيمة فتم تخصيصها لليهود الشرقيين «السفارديم».

ضغوط البيئة السياسية - الأمنية «الإسرائيلية» الخارجية

تعتبر «إسرائيل» البلد الوحيدة في العالم الذي ينخرط في شبكة علاقات ذات طبيعة غير عادية مع بقية بلدان العالم ومنظماته الإقليمية والدولية، ومن الواضح أن السبب الرئيسي في ذلك يتمثل في الطبيعة الشاذة غير العادية لقيام دولة «إسرائيل» نفسها، وماترتب على ذلك من إحساس «إسرائيل» المتزايد بهاجس الوقوع تحت دائرة الخطر، بأن تحقق كابوس زوال «إسرائيل» من الوجود هو مسألة وقت ليس إلا.. وتأسيساً على ذلك فقد أدى الإدراك «الإسرائيلي» الممتزج بالخوف من المستقبل إلى الآتي :

- تزايد إستحالة تحقق أي إمكانية لتطبيع العلاقات «الإسرائيلية» مع العرب، وحتى الدول التي وقعت حكوماتها اتفاقيات سلام وتطبيع مع «إسرائيل»، فإن شعوبها أصبحت أكثر رفضاً وعداءً لمجرد فكرة العلاقات الرسمية مع «إسرائيل» ناهيك عن الدخول في علاقات عامة مع المجتمع «الإسرائيلي».

- تزايد اتساع دائرة العداء الإقليمي لـ «الإسرائيلين»، وقد تجاوز هذا العداء مؤخراً الدائرة العربية ليشمل المزيد من الدوائر والأطراف الجديدة، مما أدى إلى ظهور : دائرة العداء التركي - دائرة العداء الإيراني - دائرة العداء الآسيوي - دائرة العداء الأوروبي..

- تزايد محدودية قدرات أمريكا في دعم «إسرائيل»، وقد برز ذلك واضحاً في إدراك الإدارة الأمريكية لمدى عدم إمكانية الاستجابة للمطالب «الإسرائيلية» مثل تنفيذ مشروع ضرب إيران، والاستمرار اللامحدود في حرب العراق وأفغانستان، والقضاء على معسكر المقاومة الوطنية اللبنانية، والقضاء على معسكر المقاومة الفلسطينية، إضافة إلى عزل سوريا وإرغامها على التنازل عن الجولان..وتوقيع اتفاقية السلام مقابل السلام مع «الإسرائيلين».

تقول المعلومات والتسريبات، بأن الإدراك «الإسرائيلي» لمدى محدودية قدرة الإدارة الأمريكية على انتهاج سياسة خارجيةأمريكية تتطابق وتنسجم مع طموحات جدول أعمال السياسة الخارجية «الإسرائيلية»، هو إدراك دفع «الإسرائيليين» ليس إلى القبول والاقتناع باتجاه تخفيض سقف طموحات جدول الأعمال «الإسرائيلي» وحسب.. وإنما إلى السعي باتجاه تحقيق المزيد من الاختراقات «الإسرائيلية» داخل البيئة المؤسسية الأمريكية بمايتيح استخدام وتوظيف الأيادي الخفية «الإسرائيلية» في إعادة توجيه مفاعيل السياسة الخارجية الأمريكية باتجاه تبني وانتهاج جدول أعمال سياسية خارجية أمريكية تلبي طموحات «الإسرائيلين».

هل من صدامات سياسية وشيكة في «إسرائيل»؟

تقول التسريبات «الإسرائيلية» بأن تحركات رموز القوى السياسية «الإسرائيلية» الجارية تحت سطح الأحداث والوقائع الجارية الحالية هي تحركات تتضمن الآتي :

- بنيامين نتنياهو:

يقوم حالياً بمفاوضات وتفاهمات واسعة النطاق مع تسيي ليفني زعيمة «كاديما»، على أمل أن يتم التوصل إلى اتفاق «الليكود - كاديما»، وفقاً لصفقة يتم بموجبها أقتسام المقاعد الوزارية بين الطرفين وتقول التسريبات بأن الخلافات تتمثل في الموقف إزاء عملية السلام مع الفلسطينية.

- إيهود باراك :

يقوم حالياً بمفاوضات مع تسيبي ليفني زعيمة «كاديما»، وأيضاً مع بعض رموز حزب «الليكود» المعارضين لتوجهات الزعيم بنيامين نتانياهو. تقول التسريبات بأن الجنرال إيهود باراك زعيم حزب «العمل» يدرك تماماً مدى عدم إمكانية بناء حكومة ائتلافية مع «كاديما» وذلك لأن عدد مقاعد حزب «العمل» لن تكون كافية بالشكل المطلوب تكوين الأغلبية المطلوبة داخل الكنيست بالمستوى وبالقدر الذي يتيح تشكيل حكومة «العمل - كاديما» الائتلافية.. تشير التحليلات إلى أن سعي ايهود باراك مع تسيي ليفني.. هو لضمان استمرار وإستعادة العلاقات والروابط الطيبة التي ظلت تربطه بقيادة «كاديما» بما يؤمن لحزب «العمل» الانخراط في أي حكومة ائتلافية قادمة تضم «الليكود» و«كاديما».

- افيغدور ليبرمان :

«زعيم إسرائيل بيتنا» أصبح أكثر إهتماماً بمتابعة تطورات الرأي العام «الإسرائيلي» المتعلقة بمؤشرات تزايد النزعة اليمينية - الدينية، وفي هذا الخصوص فهو يعد العدة لجهة اختيار التوقيت المناسب واعلان الخروج بشكل مفاجئ من الائتلاف الحاكم، وفقط يتوقف الأمر على حدوث سيناريو تورط بنيامين نتانياهو في قبول المفاوضات مع الفلسطينين بما يتضمن بعض القضايا التي يرى «الإسرائيلين» بأنها تمثل (التابو المحرم) في التفاوض مع الفلسطينين.

- تسيبي ليفني :

«زعيمة حزب كاديما» تتفاوض حالياً مع نتنياهو، وفي نفس الوقت مع ايهود باراك، وفي نفس الوقت فهي تسعى على المستوى المعلن لجهة إبراز رغبتها في التفاهم والتعاون مع كل الأطراف ولكنها من الجهة غير المعلنة فهي تسعى إلى الحفاظ على وحدة حزب «كاديما»، وإضعاف جناح الجنرال شاؤول موفاز إلى أبعد مايمكن..بحيث يصبح غير قادر على تحقيق أي انشقاق في أوساط الحزب.

تشير المعلومات والتسريبات إلى أن المفاجآت القادمة في الساحة «الإسرائيلية» سوف يكون من أبرزها احتمال نجاح بنيامين نتنياهو في تنفيذ مشروع شق صفوف حزب «كاديما» ثم السعي لشق صفوف حزب «إسرائيل بيتنا»، بما يتيح لبنيامين من جهة التحالف مع الجناحين، وفي نفس الوقت من الجهة الأخرى القضاء بضربة واحدة على كابوس صعود أفيغدور ليبرمان وكابوس عودة تسيبي ليفني وإضافة لذلك تقول التسريبات «الإسرائيلية» بأن بنيامين نتانياهو وإن كان راغباً من جهة في إخراج أفيغدور ليبرمان من الائتلاف الحاكم..فإن نتنياهو من الجهة الأخرى مازال أكثر تخوفاً إزاء أن يؤدي إخراج ليبرمان إلى إتاحة الفرصة له لكي يقوم بتجميع حركات اليمين الديني وغير الديني «الإسرائيلية» ضمن تيار سياسي يميني «إسرائيل» موحد كبير بمايتيح لأفيغدور ليبرمان اكتساح الانتخابات «الإسرائيلية» العامة القادمة، وإلقاء أطراف مثلث «نتنياهو- باراك - ليفني» في البحر.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 15 / 2183103

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع ريبورتاج   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

2183103 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40