الاثنين 12 تموز (يوليو) 2010

المستشار السابق لآيهود باراك : نتنياهو يرغب في التفاوض لسنوات طويلة

الاثنين 12 تموز (يوليو) 2010

يشغل دانييل ليفي موقع رئيس قسم دراسات الشرق الاوسط في معهد «نيو اميركا فاونديشن» في واشنطن. وليفي هو نجل اللورد ليفي الشخصية البريطانية المؤثرة وقد سبق ان عمل الابن مستشاراً لآيهود باراك حين كان الأخير رئيساً للوزراء في فترة مفاوضات كامب ديفيد بين «اسرائيل» والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. كما شارك ليفي في محادثات طابا التي اسفرت عن وثيقة لم يكتب لها النجاح وتحول بعد ذلك إلى العمل الأكاديمي. وحول زيارة رئيس الوزراء «الاسرائيلي» لواشنطن دار الحوار التالي مع دانييل ليفي :

- يوشك رئيس الوزراء «الاسرائيلي» بنيامين نتنياهو ان يزور واشنطن ليلتقي بالرئيس باراك اوباما. كيف ترى اجندة اللقاء؟.

• ثمة مأزق تواجهه عملية السلام الآن. هذا واضح للجميع. فجهود المبعوث الخاص جورج ميتشيل لم تسفر عن اي تقدم والمفاوضات غير المباشرة بدأت بصورة شكلية فحسب اذ ليس ثمة مفاوضات. فالفلسطينيون يرفضون الحديث عن اي شيء ما لم توضح «اسرائيل» موقفها من قضايا الوضع النهائي، و«الاسرائيليون» يقولون إنهم لن يوضحوا موقفهم من الوضع النهائي ما لم يخاطب الفلسطينيون الاهتمامات الامنية «الاسرائيلية» الاساسية. وفي خلفية الصورة هناك حقيقتان مقلقتان. الاولى هي الانقسام الفلسطيني بين الضفة الغربية وقطاع غزة والثانية هي الانقسام «الاسرائيلي» بين الواقعيين الذين يرون أن تأجيل الحل إلى ما لا نهاية سيضر ضرراً بالغاً بـ «إسرائيل» على المدى الزمني الأبعد، والايديولوجيون الذين يتمسكون بـ «إسرائيل» الكبرى وبإلحاق الضفة الغربية أو أغلبها بـ «اسرائيل».

هناك مأزق إذن. والادارة تحاول أن تجد طريقها عبر هذه الألغام واعتقد بانصاف انها تبذل جهداً مخلصاً للعثور على مخرج مناسب. ولكن اي مخرج مناسب سيصطدم بحقائق غاية في الصعوبة وهي الحقائق التي اشرت إليها تواً.

- ماذا ستفعل الإدارة اذن؟

• الرئيس باراك اوباما يواجه بدوره مأزقاً ليس سهلاً. فالانتخابات النصفية للكونجرس تلوح في الأفق. وقد امكن بصعوبة بالغة تطويق تداعيات الأزمة التي حدثت حين اغفل الرئيس دعوة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الطعام في البيت الابيض وتركه في غرفة جانبية مع الوفد «الإسرائيلي» يعدون رداً على سؤال وجهه إليهم. ثم طلب عدم نشر اي صورة فوتوغرافية للقائه برئيس الوزراء «الإسرائيلي» وهو امر لم يحدث من قبل. وأدى ذلك إلى اعلان قيادات الجالية اليهودية عزمهم على دعم المرشحين الجمهوريين في مواجهة المرشحين الديمقراطيين في انتخابات نوفمبر. واعتقد ان مستشار اوباما المقرب رام ايمانويل نجح في تطويق الأزمة بجهد هائل. والآن فان البيت الابيض لا يرغب في التسبب بأزمة جديدة.

لقد تجمع المرشحون الديمقراطيون للاحتجاج لدى البيت الابيض حين رأوا اعراض المتبرعين اليهود عن دعم حملاتهم ولا يستطيع البيت الابيض الابقاء على علاقته بالديمقراطيين في الكونجرس ومن ثم تمرير اجندة الرئيس دون ان ينصت إليهم. وفي تقديري فإن ذلك سيلعب دوراً مهماً في زيارة نتنياهو المقبلة لواشنطن.

- كيف؟.

• اعتقد ان الرئيس سيحاول كسب الوقت بدلاً من المواجهة. انه سيرحب بحفاوة بالغة بنتنياهو وسيلتقط معه صوراً تذكارية ولكنه سيؤجل أية مواجهة إلى ما بعد الخريف. الرئيس يرغب في العثور على حل وهو يواجه ضغوطاً من دوائر كثيرة تطالبه بأن يفعل شيئاً. ولكن مهمته الأولى هي البقاء سياسياً. وهو لا يستطيع أن يغامر الآن بصدام مع «اسرائيل». على الرغم من ذلك فإنني اعتقد أنه سيضع مطالب محددة امام نتنياهو.

- مثل ماذ؟.

• اولاً تمديد فترة تجميد الاستيطان لعدة شهور. لا يمكن مواصلة المفاوضات غير المباشرة ولو من الناحية الأسمية اذا عادت «اسرائيل» للاستيطان. وثانياً تقديم اجابات على اسئلة السيناتور ميتشيل حول الوضع النهائي.

- هل سيستجيب نتنياهو لذلك؟.

• اعتقد أنه سيستجيب للمطلب الأول. ولكنه لن يستجيب للمطلب الثاني. ان مجرد تحديد نتنياهو لموقف يعني من الوجهة العملية ان المفاوضات اما انتهت وتوقفت بالانهيار او انها توشك ان تدخل في مرحلتها الاخيرة.

- هل يمكن توضيح ما تقصدونه بذلك؟.

• اذا افترضنا ان رئيس الوزراء اعلن ان الحل لا يتفق بأية حال مع امكانية اقامة دولة فلسطينية على الحد الادنى من المطالب الفلسطينية فإن ذلك سيعني توديع حل الدولتين ومن ثم توديع المفاوضات. واذا كان سيطرح خطوطاً للوضع النهائي يمكن للفلسطينيين التعاطي معها فإن المفاوضات ستبدأ حول تلك الخطوط اي ستبدأ مما يرغب «الإسرائيليون» ان يجعلونه مرحلتها الاخيرة.

- فماذا سيفعل رئيس الوزراء «الاسرائيلي»؟.

• انه سيمسك بالعصا من منتصفها كما يفضل دائماً ان يفعل. اي انه سيقدم لاوباما تأجيلاً لشهور أخرى للبناء الاستيطاني وسيرفض تقديم رؤية «اسرائيلية» للوضع النهائي. ان «اسرائيل» ترغب في أن يتحول التفاوض حول الحل إلى بديل للحل. واذا ما طرحت الحكومة «الاسرائيلية» رؤيتها للوضع النهائي فإنها ستكون قد خنقت منطقها بنفسها أي ستكون قد خنقت منطق الاستمرار في المفاوضات لسنوات أخرى.

- المصدر : واشنطن - أحمد محسن / صحيفة «الشرق» القطرية.


titre documents joints

المستشار السابق لآيهود باراك : نتنياهو يرغب في التفاوض لسنوات طويلة

10 تموز (يوليو) 2010
info document : HTML
64.7 كيلوبايت


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 12 / 2183300

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

24 من الزوار الآن

2183300 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 10


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40