الخميس 15 تموز (يوليو) 2010

يعلون : «اسرائيل» اعدت خطة لاجتياح لبنان منذ 2002 ولم تستغلها في حرب تموز واهدرت فرصة لتوجيه ضربة لحزب الله وسوريا وايران

الخميس 15 تموز (يوليو) 2010 par زهير أندراوس

يحيي «الاسرائيليون» واللبنانيون في هذه الايام الذكرى الرابعة لحرب لبنان الثانية في صيف العام 2006، والتي انتهت بخسارة الدولة العبرية، وذلك باعتراف من اركانها ولجنة التحقيق التي شكّلتها الحكومة «الاسرائيلية» السابقة برئاسة، ايهود اولمرت.

ومن الجدير بالذكر انّ قادة «تل ابيب» زعموا في حينه انّ السبب الذي دفعهم الى شن الحرب العدوانية ضدّ لبنان بشكل عام، وضدّ منظمة حزب الله بشكل خاص، هو اقدام المقاومة اللبنانية على اسر جنديين «اسرائيليين» كانا على الحدود الشمالية بين «اسرائيل» ولبنان، وما زال صنّاع القرار في «تل ابيب» حتى هذه الايام يتمسكون بهذا الموقف، اي انّ «اسرائيل» اضطرت للخروج الى حرب بسبب استفزازات حزب الله اللبناني، ولكن قائد هيئة الاركان العامة الاسبق في جيش الاحتلال الجنرال المتقاعد موشيه (بوغي) يعلون يكشف في كتابه الجديد : «الطريق الطويلة القصيرة»، النقاب عن انّ المستويين الامني والسياسي في الدولة العبرية كانا قد اعدّا خطة كاملة ومتكاملة لاجتياح لبنان منذ العام 2002، اي بعد سنتين من هروب الجيش «الاسرائيلي» من لبنان بأمر مباشر من رئيس الوزراء الاسرائيلي في حينه، ايهود باراك.

ويقول يعلون، الذي يشغل اليوم منصب نائب رئيس الوزراء ووزير المخابرات في الحكومة «الاسرائيلية»، في كتابه الجديد، انّه كرئيس لهية الاركان مع عدد من جنرالات الجيش «الاسرائيلي» اعدّوا خطة بموجبها تقوم «اسرائيل» بقصف مكثف للاراضي اللبنانية بواسطة سلاح الجو، وبالمقابل تُعلن عن تجنيد جميع جنود الاحتياط، بالاضافة الى ذلك، تقوم بتركيز قوات كبيرة من الجيش على طول الحدود «الاسرائيلية» اللبنانية، وزاد قائلاً انّه اذا اثمر القصف «الاسرائيلي» وتجنيد الاحتياط عن بدء المجتمع الدولي بالضغط على لبنان لتحجيم حزب الله ونزع سلاحه، فليكن، ولكن بحسب يعلون فانّ الخطة تقول ايضاً انّه في حال فشل تاليب الرأي العام العالمي واللبناني ضدّ حزب الله، فانّه يتحتم على «اسرائيل» انْ تقوم باحتلال العديد من المناطق اللبنانية لفترة محددة، بهدف وقف اطلاق صواريخ الكاتيوشا من قبل عناصر حزب الله باتجاه العمق «الاسرائيلي»، وتحديدا شمال البلاد. ولفت الى انّ فرضية العمل للخطة «الاسرائيلية» كانت تعتمد على اطلاع واسع من ناحيته على الظروف اللبنانية من جميع النواحي، بالاضافة الى فهمه بانّ حزب الله يُشكّل بالنسبة لـ «اسرائيل» تحدياً كبيراً، كما كشف النقاب عن انّ معدي الخطة كانوا على علم وعلى دراية بانّ سلاح الجو «الاسرائيلي» ليس قادراً على وقف اطلاق صواريخ الكاتيوشا باتجاه شمال الدولة العبرية، انّما فقط توجيه ضربة للمواقع الاستراتيجية لحزب الله، وبالتالي اضاف يعلون نصت الخطة على انْ تقوم «اسرائيل» بهجوم مباغت وسريع للغاية بهدف انهاء المواجهة العسكرية في اقل وقت ممكن، على حد تعبيره، لافتاً الى انّ الهدف «الاسرائيلي» هو تغيير الاوضاع السياسية، لأنّ هذه الاوضاع برأيه هي الوحيدة القادرة على اعطاء رد كاف وشاف لحزب الله، اي انّ المواجهة العسكرية لن تكسر حزب الله، انّما التغييرات السياسية التي ستفرض نفسها بناء على نتائج الحرب.

وقال ايضاً انّ اسم الخطة «الاسرائيلية» كان : المدافع عن البلاد، ولكن في النصف الثاني من العام 2005 وعلى ضوء التغييرات على ارض الواقع تقرر ادخال تعديلات جديدة على خطة الاجتياح واطلاق اسم جديد عليها. كما كشف يعلون النقاب عن انّ الجيش «الاسرائيلي» ومن اجل محاربة عناصر حزب الله في القرى اللبنانية في الجنوب قام ببناء قرية في شمال «اسرائيل» لمحاكاة هجوم «اسرائيلي» على قرى الجنوب، والتي شملت في ما شملت مواقع لحزب الله، وزاد قائلاً ان الوحدات التي تدربت على الهجوم تلقت تعليمات بانذ الهدف الرئيسي للجيش «الاسرائيلي» عندما تندلع المواجهة سيكون احتلال جنوب لبنان باكلمه وعزله نهائياً عن باقي المناطق اللبنانية، كما جاء في الخطة انّ العملية «الاسرائيلية» ستكون من قبل المشاة مع مساعدة من المروحيات التي تنقل الجنود من مكان الى آخر، على حد قوله.

ورأى معدو الخطة انّه بسبب تفوق حزب الله من ناحية الصواريخ المضادة للدبابات فانّه في المرحلة الاولى يمتنع الجيش «الاسرائيلي» عن استعمال الدبابات تفادياً للخسائر المحتملة. وبحسب يعلون فانّ الاجهزة الامنية «الاسرائيلية» تلقت معلومات استخباراتية مؤكدة حول مكان نصب الصواريخ من طراز فجر وزلزال، وبالتالي فانّ سلاح الجو «الاسرائيلي» تدرب بشكل مكثف على قصف هذه المواقع. وتطرق الى حرب لبنان الثانية وقال انّ عملية اختطاف الجدنيين من قبل حزب الله فتحت امام الدولة العبرية فرصة ذهبية لضرب حزب الله بهدف القضاء عليه وتوجيه رسالة الى جميع الدول والتنظيمات الاسلامية الاصولية مفادها انّ الدولة العبرية دولة قوية وقادرة على تصفية كل من تُسوّل له نفسه بمهاجمتها، كما قال انّ الفرصة كانت امام «اسرائيل» لاستعادة قوة الردع التي فقدتها بعد الانسحاب السريع من لبنان في ايار (مايو) من العام 2000، بالاضافة الى توجيه ضربة للمصالح الايرانية والسورية في لبنان، وخلص يعلون الى القول انّ «اسرائيل» لم تفعل شيئاً من الامور المذكورة، وبالتالي فانّ حرب لبنان الثانية كانت اهدار فرصة ذهبية وفق كل المقاييس، على حد تعبيره.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2183036

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع خبايا وأسرار   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

40 من الزوار الآن

2183036 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 11


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40