« الموقف» خاص
علمت الموقف أن هناك تحضيرات يجريها تيار المقاومة والتحرير في فلسطين المحتلة لإصدار وثيقة سياسية تحت تسمية وثيقة « العهد الوطني» تهدف إلى إنهاء المسلسلات العبثية السياسية في الساحة الفلسطينية تحت عناوين خادعة لم تحقق شيئا منذ أكثر من عقد ونصف أهمها عنوان ما يسمى ب«المصالحة الفلسطينية» والتي كانت آخر فصولها دعوة الجزائر التي كالعادة لم تكن أكثر من موسم جديد لحوار الطرشان.
في الوقت الذي يصرّ فيه محمود عباس على اشتراط اعتراف الفصائل الفلسطينة بمشترطات ما عرف ب«اللجنة الرباعية» وطبعا وصولا إلى الاعتراف باتفاقات أوسلو وما تلاها وصولا إلى سياساته في مسألة التنسيق الأمني ولغاية السلام الاقتصادي الذي تطرحه حكومة الاحتلال بلا أي بديل من أي نوع مع تأكيدات رئيس الحكومة الحالي بينيت، فإن مسألة التمنيات التي حاولت «حماس» في وقت ما أن تبني عليها تغييرات في موقف عباس قد تبخّرت تماما.
وبينما شنّت سلطات الأمن وأجهزته المرتبطة بعباس حملات شعواء في الضفة المحتلة مؤخرا في الأسابيع الماضية بحق فصيلين مهمين في الساحة الفلسطينية بدءا بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وانتهاء بحركة الجهاد الاسلامي، أظهرت ترتيبات عباس الأخيرة فيما يتعلق بالدعوة لاجتماع المركزي وما سبقها من ترشيحات الشيخ وفتوح لتعبئة فراغات الموت في اللجنة التنفيذية والالزهايمر في المجلس الوطني، عوضا عن استخفاف عزام الاحمد بالشعبية والديموقراطية واصفا اياهما بالفضلة التي لا تمثل 1% ، أدى ذلك الى احتقانات واضحة لا تبشّر بالخير بحسب المصدر.
وفهم أن التيار قد قدّر أنه حان الوقت لعملية فرز وطني واضح في الساحة الفلسطينة بالعودة إلى أسس القضية الوطنية الفلسطينية والاتفاق على أن كل التفريعات التي انحرفت عن الطريق بكل أسبابها وتبريراتها لم تؤد إلا إلى مزيد من الضياع والتوهان والوقوع في براثن الكمائن الاسرائيلية التي مزّقت كل نتيجة حاولت التيارات المهزومة ان تسوقها يوما على المواطن الفلسطيني قبل أن تنتهي إلى الشكل الذريع القائم، وتدعو الوثيقة إلى اعتبار فصل السلطة باعتبارها جهاز خدمي عن مسألة التمثيل الفلسطيني وتدعو الى مؤتمر وطني شامل يواكبه حوار شامل يعيد صياغة برنامج وطني حقيقي قائم على أساس الميثاق القومي الفلسطيني، هذا وفهم أن هناك تأييدا لهكذا عهد خاصة من الفصائل المقاومة التي ترفض اوسلو منذ البداية وترفض نهج التفريط والانفراد والاستبداد القائم وألعاب التوريث التي يبدو أنها أصبحت التسلية المفضلة لعباس ومجموعته.