زهير أندراوس:
مع بداية عرض فيلمه الوثائقي الذي وصفته دولة الاحتلال الإسرائيليّ بالصادم هذا الشهر، قال ألون شفارتز إنّ إسرائيل لا يمكنها المضي قدمًا كدولةٍ يهوديّةٍ ديمقراطيّةٍ، إلّا إذا كانت صادقةً بشأن قتل القرويين العرب، على حدّ تعبيره.
وقال المخرج لمجلة (تايمز أوف إسرائيل) إنّه مقتنع بأنّ الجنود الإسرائيليين قتلوا في مذبحة (الطنطورة) ما بين 200-250 ذكرًا من سكان الطنطورة في أعقاب معركة السيطرة على القرية المزدهرة والإستراتيجيّة على ساحل البحر الأبيض المتوسط جنوب حيفا.
وتابع قائلاً:”هناك روايات مختلفة في الشهادات حول ما حدث، لكن عندما تستمع إلى جميعها، يكون الأمر مروعًا وتحصل على صورة لما حدث هناك. قُتل الناس بطرق مختلفة وفي أماكن مختلفة في القرية. استغرق الأمر ما يقارب أسبوعين لدفنهم. هناك شهادات حول جثث في الموقع لم تُدفن لمدة ثمانية إلى عشرة أيام”، قال شفارتز.
ادعاءات شفارتز، وهي مدعومة في الفيلم بوثائق التي تمّ الحصول عليها من أرشيف الجيش الإسرائيلي والخرائط الجوية التاريخية التي تمّ تحليلها من قبل الخبراء، بما في ذلك في الجيش الذين قال شفارتز إنّهم يرغبون في عدم الكشف عن هويتهم، في حين أفادت وكالة (فرانس برس) أنّ الجيش الإسرائيليّ رفض التعليق على الفيلم أو ادعاءات المجزرة.
وحسب شفارتز، حان الوقت لتسليط الضوء على التاريخ الصعب المتعلق بتأسيس إسرائيل وكسر الأساطير التأسيسية للبلاد، مهما كانت مؤلمة، مُضيفًا أنّ”الكثير من الناس في المعسكر الصهيوني اليساري، مثلي ومثل عائلتي، صوتوا للأحزاب ميريتس والعمل على مر السنين. لكن عندما يتعلق الأمر بالنكبة، فإنّ الغالبية إمّا لا تعرف، أوْ لا تريد التحدث عنها. إنهم لا يريدون التعامل معها”، قال شفارتز.
وفي معرض ردّه على سؤالٍ حول شعوره عند الاستماع إلى هؤلاء الرجال المسنين، الذين نفّذوا المجزرة، قال: “أنا لا أكرههم. هؤلاء الناس مثل أجدادي. أنا لست غاضبًا من هؤلاء الناس، لقد فعلوا أشياء فظيعة. معظمهم لم يفعلوا القتل بأنفسهم، لكنهم رأوا زملاءهم يقتلون وتغاضوا عن الأمر في الأطراف، هذا هو جوهر كلّ شيءٍ”.
وتابع: “أنا لا أحكم عليهم، لقد كانت حربًا، لكن حتى لو قمت بنقل أوْ تطهير الناس عرقيًا من الأرض، وهي أيضًا جريمة حرب، والتي كان يجب القيام بها، لا تذهب وتقتل الناس بعد المعركة، لا يجب أنْ تفعل ذلك، إنّه أمرٌ مؤلمٌ أنْ أكتشف هذه الحقيقة عن بلدنا والكذب، أنا غاضب من حقيقة أنّه تمّ الكذب علينا كشعب لمدة 73 عاما، وهذا الأمر يدمر حياتنا في هذا البلد. نحن ندمر مستقبلنا من خلال عدم الاعتراف بدورنا في الحرب، قثال المخرج الإسرائيليّ.
وأكّد المخرج في الختام أنّ كارهي إسرائيل سيستمرون في كرهها بغضّ النظر، لا أستطيع السيطرة على ما يحدث لهذا الفيلم، يمكنني فقط إنشاء قطعة سينمائية، ولا يمكننا أنْ نكون منارةً إذا أخفينا هياكلنا العظميّة في الخزانة. النكبة هي هيكلنا العظمي في الخزانة، على حدّ وصفه.
الأحد 13 شباط (فبراير) 2022
ألون شفارتز: إسرائيل تستمّر بإنكار المذابح التي نفذّتها ضدّ الفلسطينيين
الأحد 13 شباط (فبراير) 2022
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
14 /
2189784
ar أقسام الأرشيف أرشيف الأعداد العدد 5 السنة 11 ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
16 من الزوار الآن
2189784 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 11