الأحد 10 آذار (مارس) 2024

مناورة “التنين 24″ رسالة من الناتو الى روسيا ، فكيف قرئتها الأخيرة!

الأحد 10 آذار (مارس) 2024 par رنا علوان

- تقرير

قرر حلف الناتو اجراء مناورة حملت اسم “التنين 24″ بمدينة كورزينيو البولندية ضمن إطار مناورات “المُدافع الصامد” على الرغم من ما يشهده العالم من احداث في الشرق الأوسط ، والعدوان الذي يمارسه العدو الإسرائيلي بغطاء امريكي علني ومُطلق على فلسطين المُحتلة ” قطاع غزة” ، وما تحمله هذه الحرب في طياتها من احتمالٍ كبير في امتداد تداعياتها لتصبح اقليمية.

وأوضح الناتو أن الدول الحليفة عززت قدراتها الرادعة والدفاعية في نطاق مناورة “التنين 24” ، وأن قوات كل من فرنسا وألمانيا وليتوانيا وبولندا وسلوفينيا وإسبانيا وتركيا وبريطانيا والولايات المتحدة شاركت في هذه المناورة.

تأتي هذه المناورات بمناسبة الذكرى الـ75 لتأسيس حلف الناتو ، وتُعتبر الأهم والأضخم منذ مناورة “ريفورجر” عام 1988 ، التي جرت خلال الحرب الباردة ، وتستمر حتى 14 مارس/آذار الجاري.

ويذكر أن زُهاء 20 ألف جندي من 13 دولة عضوة في الناتو بدؤوا مناورات كبيرة في أقصى شمال النرويج للدفاع ضد هجوم افتراضي على أراضي الحلف ، كما يشارك فيها زُهاء 1500 جندي من القوات المسلحة الألمانية بتدريب قتالي يسمى “استجابة الشمال 2024″ في بلدة ألتا شمال النرويج.

وفي هذا السيناريو ، يتأهب الجنود لشن هجوم مضاد من منطقة ألتا للاستيلاء على المناطق الواقعة إلى الجنوب “التي تحتلها روسيا بالفعل”.

وتنشر دول حلف الناتو مجموعة واسعة من أنظمة الأسلحة للتدريب ، بما في ذلك 100 طائرة وقوة بحرية مزودة بفرقاطات وغواصات.

كما صرّح القائد الأعلى للحلف في أوروبا الجنرال الأميركي كريستوفر كافولي ، إن الحلف يحتاج إلى “التدرب على خططنا وتحسينها من خلال المناورات الصارمة”، وبالتالي ستكون تلك المناورات “دليلاً واضحًا على وحدتنا وقوتنا وتصميمنا على حماية بعضنا البعض.

وعلى الرغم من ان حلف الناتو لم يأتِ على ذكر روسيا بالاسم صراحة في إعلانه ، لكن الوثيقة الأبرز لاستراتيجيات الحلف ، تحدد روسيا على أساس أنها التهديد الأكبر والأكثر مباشرة لأمن الدول الأعضاء في الحلف.

وخلال الجزء الثاني من تدريبات “المدافع الصامد”، سيجري التركيز بشكل خاص على نشر قوة الرد السريع التابعة لحلف شمال الأطلسي في بولندا على الجانب الشرقي للحلف ، والذي سيستمر الى مايو / ايار ، ستكون المواقع الرئيسية الأخرى للتدريبات هي دول البلطيق التي تعتبر الأكثر عرضة للخطر من هجوم روسي محتمل، وألمانيا ، مركز التعزيزات القادمة ، والدول الواقعة على هامش التحالف مثل النرويج ورومانيا، وفقًا لما نقلته رويترز.

وبينما تُعَد منطقة البلطيق نقطة اشتعال جديدة ناشئة بين حلف شمال الأطلسي وروسيا ، ينظر إلى النرويج والدول الإسكندنافية على أنهما منطقتان متوترتان منذ انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي العام الماضي ، وفي الوقت نفسه ، تستضيف رومانيا قاعدة تدريب طائرات إف-16 للطيارين الأوكرانيين ، إذ يجري تدريب الطيارين القتاليين في كييف على طائرات حربية من هولندا ومهندسين ومدربين من الولايات المتحدة.

من جهتهتا روسيا ، فلقد صرّح أمين مجلس الأمن الروسي “نيكولاي باتروشيف” الحليف الكبير للرئيس فلاديمير بوتين ، ان هذه المناورة العسكرية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) تبدو وكأنها تدريب على مواجهة مسلحة مع روسيا ، كما تزعزع الاستقرار وتثير التوترات.

اما ” ألكسندر غروشكو ” نائب وزير الخارجية الروسي ، فقد رأى [ أن نطاق مناورات حلف الناتو في 2024 يشكل “عودة نهائية لا رجعة فيها” من الحلف لمخططات الحرب الباردة ، حيث يتم تجهيز وإعداد عملية التخطيط الحربي والموارد والبنية التحتية لمواجهة مع بلاده.

ووصف مناورات الناتو قرب الحدود الروسية بـ”الاستفزازية”، مؤكدًا أن روسيا تراقب المناورات في حال حدوث أي نوع من أنواع “الحوادث العسكرية”.

وقد حذّر رئيس الأكاديمية العسكرية لهيئة الأركان العامة بالجيش الروسي ” فلاديمير زارودنيتسكي ” من تحول الصراع في أوكرانيا إلى “حرب شاملة في أوروبا”.

وقال زارودنيتسكي إن احتمال تورط القوات الروسية في صراع جديد يتزايد “بشكل كبير” يومًا بعد يوم.

وتحت عنوان “الفكر العسكري” كتب زارودنيتسكي (الذي يحمل رتبة فريق أول) مقالاً نشرته وزارة الدفاع الروسية جاء فيه “لا يمكن استبعاد احتمال تطور الصراع في أوكرانيا من خلال زيادة القوات المقاتلة بالوكالة في المواجهة العسكرية مع روسيا ، وقد يصل الأمر إلى اندلاع حرب شاملة في أوروبا”.

واعتبر القيادي العسكري أن المصدر الرئيسي للتهديدات العسكرية لبلاده هو “السياسة المناهضة لروسيا التي تتبعها الولايات المتحدة وحلفاؤها ، الذين يشنون نوعًا جديدًا من الحروب الهجينة بهدف إضعاف روسيا بكل الطرق الممكنة ، وتقييد سيادتها وتدمير وحدة أراضيها”.

ففي غضون ذلك ، استدعت الخارجية الروسية ، السفيرة الأميركية في موسكو وسلمتها مذكرة احتجاج شديدة اللهجة ، وورقة تتضمن مجموعة من المطالب.

وجاء في بيان أصدرته الخارجية أن موسكو طالبت في مذكرتها بوقف تقديم أي مساعدة لـ3 منظمات أميركية غير ربحية تنشط على الأراضي الروسية ، وتصنفها موسكو على أنها غير مرغوب فيها في روسيا.

وحملت المذكرة أسماء المنظمات التالية: «المجالس الأميركية للتعليم الدولي»، و«الآفاق الثقافية» و«معهد التعليم الدولي»، والتي تقول موسكو إنها تنفذ بدعم من سفارة واشنطن برامج ومشاريع «تخريبية» ومناهضة لروسيا ، وتهدف إلى تجنيد «عملاء النفوذ» تحت ستار التبادل التعليمي والثقافي.

وأضافت الخارجية «تم تسليم السفيرة مذكرة رسمية تطالبها بوقف أي مساعدة في أنشطة هذه المنظمات غير الربحية ، والتي إذا استمرت ، سوف تعد انتهاكًا للقانون الروسي ، وكذلك إزالتها من الموقع الرسمي للبعثة الدبلوماسية ومن شبكات التواصل الاجتماعي لديها».

وشدّدت وزارة الخارجية للسفيرة تريسي على أن محاولات التدخل في الشؤون الداخلية لروسيا الاتحادية «سوف يتم قمعها بقسوة ، بما في ذلك عبر اتخاذ قرارات بطرد موظفي السفارة الأميركية المتورطين في ذلك النشاط ، بوصفهم أشخاصًا غير مرغوب بوجودهم على الأراضي الروسية» وكان هذا الموضوع تطور خلال الأسبوع الأخير ، بعدما تفاقمت النقاشات حول نشاط منظمات تعليمية تدعمها السفارة الأميركية في موسكو.

ووجهت الناطقة بإسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قبل أيام ، توبيخًا علنيًا غير مسبوق للسفيرة الأميركية في موسكو ، بسبب تصريحاتها حول «تطوير علاقات إنسانية مع شعب روسيا».

وكتبت زاخاروفا في قناتها على تلغرام

«أكدت السفيرة الأميركية لدى روسيا لين تريسي أهمية تطوير العلاقات الإنسانية بين الولايات المتحدة و(الشعب الروسي)، وأن تعلم اللغة الإنجليزية لا يؤثر بأي شكل من الأشكال على وطنية المرء لكنها لم تتحدث عن كيف وإلى أي مدى ترعى الولايات المتحدة ما يسمى (المنظمات غير الحكومية) التي تشارك في أنشطة تخريبية على أراضي بلدنا كما أنها لم تذكر أن واشنطن أعلنت صراحة أن (الهزيمة الاستراتيجية) لروسيا هي هدفها».

وكانت تريسي قالت إن واشنطن تحاول «الحفاظ على العلاقات الإنسانية» مع الشعب الروسي ، موضحةً أن الولايات المتحدة لديها «خلافات مع الحكومة الروسية بشأن بعض هذه الاتصالات».

لكن الدبلوماسية الروسية ردت بعنف ، وقالت إن تريسي «تجاهلت أن الولايات المتحدة تزود نظام النااازيين الجدد في كييف بأسلللحة بعيدة المدى ، تلك التي ترتكب بمساعدتها هجمات إرهااابية ضد شعب روسيا…كما أنها لم تقل إن الولايات المتحدة تنفق المليارات على إراقة الدماااء…لكن أنا سأفعل وسأضيف … لين توقفي عن الكذب».

نجد كيف اسلوب إمبراطورية الكذب والنفاق هذا يتم استخدامه في جميع الدول ، وكيف ان الامر لم يعد محصور في المنظمات بل تعداها الى السفارة الاميركية ، حيث اصبح وجودها وسيلة للتجسس وزعزت الأمن الداخلي للدول التي تتواجد عليها.

روسيا التي فضحت في السابق المعامل البيولوجية التي ترعاها اميركا والتي قد تكون مسؤولة عن نشر وباء كوفيد ، وغيره ، عادت وفضحت مخطط اميركي للدول العربية يستهدف عقيدتهم حيث وصفها ، فلاديمير سولوفيوف وهو شخصية بارزة في وسائل الإعلام المدعومة من الكرملين وحليف قوي للرئيس فلاديمير بوتين ، خلال حلقة من برنامجه الذي يُبث على قناة “روسيا-1” في العام الماضي ، عندما حذر من حرب عالمية جديدة ستجعل الغرب يقف ضد المسلمين في جميع أنحاء العالم.

ونريد ان نثير الانتباه الى ان روسيا قد اختلفت تصريحاتها وردود فعلها وتعاملها مع الاحداث القائمة في العالم بعد منحها الجنسية الروسية لمسرّب وثائق «وكالة الأمن القومي» إدوارد سنودن ، فهل كشف لها الاخير عن مخططات ما ؟!؟.

ختامًا ، بدورها روسيا اعلنت عزمها في تعزير قواتها العسكرية للتصدي لحشود الناتو القريبة من حدودها ، في حين يعقد الأوروبيون اجتماعًا لتسليح أوكرانيا ويعكفون على تبني إستراتيجيات لتعزيز الصناعات الدفاعية ، وعلى ما يبدو ان الصراع الى مزيد من التأزم ، وممكن ان تزيد رقعته خصوصًا بعد ان أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، نهار الثلاثاء الماضي ، دعم بلاده لخطة التشيك لتسليم مئات الآلاف من قذائف المدفعية إلى أوكرانيا من خارج الاتحاد الأوروبي لمساعدتها على صدّ التّقدم الروسي ، وفق ما ذكرت “بلومبرغ”.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 27 / 2183507

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام الموقف  متابعة نشاط الموقع رنا علوان   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

28 من الزوار الآن

2183507 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 28


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40