الأحد 8 أيار (مايو) 2011

سوناتا العودةْ ......

الأحد 8 أيار (مايو) 2011 par أيمن اللبدي

(1)

فَجِئْتُ مِنْ هُناكَ

وَجِئْتُ مِنْ هُنا

وَلمْ أَكنْ بعيداً

وَلمْ أَغبْ أنا

لأَنَّني ملحُها

لأَنَّني شوقُها

لأَنَّني التُّرابُ وجرحُها والمنى

وسرُّها المُجتَبى

وعزُّها مُحصَّنا

لأَننَّي الحاضرُ، الماثلُ، الشاخصُ، الماردُ، القدرْ

وغابةُ المطرْ

ولهفةُ القمرْ

لأَنَّني العتابُ وعِشرةُ الصَّحابِ وقبلةُ الشَّجرْ

لأَنَّني العذابْ

لأَنَّني الأملْ

فَجئتُ من هناكَ

وَجئتُ من هُنا…….

(2)

يا وحشةَ الطَّريقِ

وغربة الخطى

يا لهفةَ العناقِ

ولوعة الصَّدى

ما أصعبَ الجسورَ إنْ شبَّتِ الأماكنْ

ولاحتِ الظِّلالُ

وسارتِ الخيولُ بفسحَةِ الصِّبا

صهيلُها ذاكرةْ

وقفزُها خاطرةْ

وَنشرُها في الغبارِ لوحةً مصادرةْ

تعودُ للبقاءِ

تعودُ للحياةْ

وتكسرُ الأصفادَ بروعةٍ مكابِرةْ

ما همَّها الجراحُ وشِقوةُ الزَّمانِ ورِدَّةُ الظُّبا

بعظمِها تقاتلْ

وصدرِها الغريقْ

يا وحشةَ الطَّريقْ.....

(3)

لو جرَّدوا الأزهارَ منْ ثوبِها العتيقْ

وألبسوا الحَمامَ ستارةَ الأسماءْ

وعلَّموا الشطآنَ عبارةً غريبةْ

وفكَّكوا المفارقْ

وجرَّّدوا الجبالَ منْ نسمةِ خجولةْ

لم تعرفِ الضَّجيجْ

وَفرَّغوا الأحشاءْ

لو سابقوا الزَّمانَ وزوَّّروا الأختامَ وخادعوا الأيامَ

وصنَّعوا الأحلامْ

لنْ يقلبوا السَّماءْ

فبابُها بُشارتي

وشمسُها خيمتي

ونجمُها طفولتي

وساحُها عصيَّةٌ ستسقطُ الأوهامْ

لا تفلحُ المناورةْ

بها تركتُ عاصفةْ

تردِّدُ الوصيَّةَ الوحيدةَ البهاءْ........

(4)

وحدي على قلبي أنامْ

ومثلُ كلِّ قصَّةٍ يلفُّها الزِّحامْ

حضرتُ بالغمامْ

لأنذرَ الزُّنودْ

لمنجلِ الأسيرِ أحبَّهُ الفقراءْ

ورعشةِ السَّواقيَ إنْ هَوى الظَّلامْ

لأغنيةْ محاصرةْ

يهدُّها الكلامْ

نذرتُ ما تبقَّى على ذرُى السَّفرْ

ليشهدَ الحجرْ

سنكسرُ القيودْ

ونقلبُ الدُّولابَ من قلبهِ الشقيِّ

ونجمعُ الرُّعودْ

لثوبِها القدسيِّ نُطرِّزُ السَّحابْ

وَنسْقيَ القصائدَ المعلَّقةْ

لهدبِها السَّعيدِ

يُزفُّها حنظلةْ......

(5)

وعندما أهلُّ من خطابِ العيدْ

تكبيرةً مقاتلةْ

وَفرحةً للصِّغارِ مع شفاهِ الفجرْ

هديةً منزَّلةْ

وللصَّبايا المُوْرَداتِ معطفاً ومكحلةْ

وعندما أضمِّخُ السَّلامَ بعبرةٍ مثقلةْ

تحبِّرُ العيونَ

وتجبِرِ الكسورَ

وتُطلقُ الياسمينْ

تعانقُ السُّفوحَ

وتغسلُ السَّواعدَ المتعبةْ

وترتقي السُّنبلةْ

منْ لوزِها وَتينها كانت الأجنحةْ

ستنطقُ الأعشابُ بشيفرةِ الوصولْ

وِنشوةِ الوريدْ

ليصدحَ النَّشيدْ

لأنني هناكَ ولم أعدْ هنا.......

- **أيمن اللبدي



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 37 / 2182969

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ثقافة وفن  متابعة نشاط الموقع مواد  متابعة نشاط الموقع شعر وقصيدة   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

7 من الزوار الآن

2182969 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 6


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40